في الوقت الذي يزداد فيه الغموض حول مصير العقيد الليبي معمر القذافي عقد أمس في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس مؤتمر دولي مهم ل"أصدقاء ليبيا" بهدف وضع أساس لمرحلة ما بعد القذافي. وشاركت في المؤتمر 60 دولة من أجل بدء العملية الانتقالية الديمقراطية في "ليبيا الحرة" ومنهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والأمينان العامان للجامعة العربية والامم المتحدة نبيل العربي وبإن كي مون، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل والمبعوث الروسي الخاص للكرملين لشئون أفريقيا ميخائيل مرجيلوف والصين والسفير البرازيلي في القاهرة سيزاريو ميلانتينو باعتباره "سفير فوق العادة للشرق الاوسط"، وشاركت مصر في المؤتمر بوفد علي رأسه وزير الخارجية المصري محمد كمال عمرو. وعرض رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل علي المشاركين في المؤتمر خطة لاحلال الديمقراطية واعادة الاعمار، كما طالب بالافراج عن عشرات المليارات من الدولارات التي أودعها القذافي في بنوك عالمية. وقد استبقت فرنسا المؤتمر بإعلان وزير خارجيتها آلان جوبيه أمس أن فرنسا حصلت علي موافقة للإفراج عن 1.5 مليار يورو من الأصول الليبية المجمدة سيتم تحويلها إلي المجلس الانتقالي. وقال مصدر قريب من ساركوزي الذي دعا للاجتماع في قصر الإليزيه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن "الوضع حسم علي الصعيد العسكري"، مؤكدا أنه "من الضروري الآن إنجاح العملية الانتقالية. ومن ناحية أخري كشفت صحيفة "الوطن" الجزائرية الصادرة باللغة الفرنسية إن القذافي كان موجودا برفقة عائلته بمدينة غدامس القريبة من الحدود الجزائرية وحاول التفاوض للدخول من خلال اتصاله هاتفيا بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولكن الأخير رفض الرد علي المكالمة حيث اعتذر أحد مستشاريه للقذافي وقال إن "الرئيس غير موجود" وذلك نقلاً عن مصادر وصفتها الصحيفة بالمقربة من الرئاسة الجزائرية. فيما أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن بلاده لم تفكر في استقبال الزعيم الليبي، مبدياً استعداد بلاده للاعتراف بالمجلس الانتقالي في حالة الاعلان عن حكومة جديدة تمثل كل مناطق البلاد، لينفي وجود "اي التباس" في موقف حكومته من المجلس خلافاً لتصريحات وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه والذي اتهم الجزائر بتبني "موقف ملتبس" خلال النزاع في ليبيا. وكشف تقرير بريطاني عن وجود قوات خاصة (اس ايه اس) تستخدم قطعا بحرية رأسية قبالة الساحل الليبي لتعقب القذافي وأنصاره حيث يعتقدون أنه مازال في البلاد. وفي نفس السياق، اعترفت روسيا بالمجلس الليبي كسلطة حاكمة في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية وطالب البيان الثوار بوضع دستور جديد وإجراء انتخابات وتشكيل حكومة كما أعادت تركيا افتتاح سفارتها في طرابلس أمس بعد إخلائها مايو الماضي بسبب الاحداث الاخيرة. من ناحية اخري، طالب أحمد الشيباني مؤسس حزب الديموقراطية الليبية إسرائيل أن تساعد المجلس الانتقالي لمنع سيطرة القاعدة علي بلاده، زاعماً في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن بني غازي وطرابلس يسيطر عليهما كتيبتا عبيدة الجراح وعبد الحكيم بلحاج التابعتان لتنظيم القاعدة. . وفي المقابل نفت أوساط ليبية أن يكون الشيباني عضوا في المجلس أو يمثل المعارضة بأي شكل من الأشكال.