فى يوم 23 أكتوبر 1954 أنتجت أول طلقة مصرية فى مصنع 27 الحربى والذى اتخذ عيداً للإنتاج الحربي، هذا العام هو العيد رقم 64 حيث تم إنشاء وزارة الإنتاج الحربى فى عام 1954، وبلغ عدد الشركات والمصانع والمراكز التابعة لوزارة الإنتاج الحربى ما يزيد عن 20 شركة ومصنع ومركز تم إنشائها بهدف تصنيع الذخائر والمفرقعات والأسلحة والمعدات المختلفة، وفى 2 فبراير 1984 تأسست الهيئة القومية للإنتاج الحربى لتكون مصدرا مهما فى دعم قاطرة التنمية المجتمعية فى مصر، وتكون مؤسسة صناعية متطورة تعمل كمصدر رئيسى لتسليح قواتنا المسلحة، وتحقق قيمة مضافة للاقتصاد القومى المصرى وتشارك فى المشروعات القومية والتنموية للدولة. وتعددت الأنشطة ما بين صناعة الذخائر والدبابات والمدافع والأسلحة والمعدات العسكرية الثقيلة وكذا المركبات ذات الاستخدامات العسكرية (دبابة القتال الرئيسية «M1A1» ، دبابة النجدة «M88») والمواد القاذفة المتطورة لمحركات الصواريخ ومعدات الحرب الإلكترونية الحديثة، فكان هناك اهتمام بجعل «الإنتاج الحربي» قلعة صناعية هائلة تلبى متطلبات القوات المسلحة واستغلال فائض الطاقة الإنتاجية بالمساهمة فى تحقيق التنمية المستدامة والمشاركة فى تنفيذ المشروعات الصناعية والتنموية والقومية اعتماداً على تطوير خطوط الإنتاج والمنتجات بما يتوافق مع التكنولوجيات العالمية لتنفيذ مشروعات فى مجال البنية الأساسية ومشروعات للمحافظة على البيئة وتشغيل الشباب فى إطار خطة التنمية الشاملة للدولة. وبعد أن أطلقت وزارة الإنتاج الحربى مبادرة «اعرف وزارة بلدك» كان ل«روزاليوسف» جولة ميدانية ومعايشة داخل ثلاثة شركات تابعة للهيئة القومية للإنتاج الحربى هى شركة حلوان لمحركات الديزل «مصنع 909 الحربى»، شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية «مصنع 100 الحربى»، شركة حلوان للصناعات الهندسية «مصنع 99 الحربى» للتعرف على منتجات المصانع المصرية وجودتها ومدى التطور التكنولوجى والتوسع الذى وصلت إليه تلك المصانع والمشروعات الوطنية التى تشارك فيها لتساعد فى بناء الوطن. وكان من أهم هذه المشروعات إقامة محطات تنقية وتحلية مياه الشرب، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، وإنتاج ألواح الطاقة الشمسية، وأيضا تصنيع البطاريات لتشغيل المركبات وصناعة الآلات الزراعية ومصانع تدوير المخلفات وكثير من المنتجات والمشروعات التى ستُذكر داخل التحقيق. فى مصانع وشركات الإنتاج الحربى هناك تضحيات ومساندة للوطن بالمشاركة فى المشروعات القومية العملاقة .. رجال يسابقون الزمن للوصول إلى القمة كل فى مجاله وتخصصه.. إنجازات تتحقق وأحلام أصبحت حقيقية بالمشاركة فى كل خطط الدولة للتنمية المستدامة وحقائق أخرى كثيرة لمسناها أثناء الجولة الميدانية والمعايشة الكاملة بشركة أبو زعبل للصناعات الهندسية «مصنع 100 الحربى». فى البداية التقينا مع اللواء مهندس مجدى شوقى رئيس مجلس الإدارة والذى أكد لنا أن المصنع تأسس عام 1974 وبدأ الإنتاج عام 1981 وأنشأ هذا المصنع لتأمين احتياجات القوات المسلحة من الأعيرة المختلفة للمدافع «الثقيلة والمتوسطة»، وإنتاج الشركة الرئيسى هو المدفعية المتوسطة والثقيلة بالإضافة إلى مدافع الدبابات وتتيح إمكانية الشركة تصنيع العديد من المنتجات الهندسية فإلى جانب التنوع من الإنتاج الحربى تقوم الشركة باستغلال فائض الطاقة الإنتاجية فى صناعة المنتجات المدنية مثل «خزانات المياه الرأسية، وخزانات الوقود، ومصانع تحويل القمامة إلى سماد عضوي، وأعمدة الصلب، وألواح الصلب المدرفلة على البارد والساخن وعروق البيلت للحديد والصلب، ووحدات تهوية محطات الصرف الصحى» وذلك بأسعار منافسة وجودة عالية. حقل ظهر وأشار اللواء مجدى الى أن الشركة تسهم فى تنفيذ المشروعات القومية العملاقة، ومن أبرز هذه المشروعات المشاركة فى خطة الدولة للتنمية المستدامة من خلال تدبير المستلزمات والخامات من الألواح المدرفلة على الساخن المطابقة للمواصفات القياسية والعالمية والمستخدمة فى بعض المشروعات مثل «محور المحمودية – حقل ظهر 1 وتنمية حقل ظهر والذى تقوم شركة بتروجيت بأعمال البنية الإنشائية له – أبراج تكرير البترول لصالح شركة أسيوط». قناة السويس كما تشارك مصانع الشركة فى مشروعات تطوير محور قناة السويس من خلال تدبير المستلزمات والخامات من الألواح المدرفلة على الساخن المطابقة للمواصفات القياسية والعالمية والمستخدمة فى إنشاء معديات حمولة 70 طن وقاطرات وأحواض السفن. الطرق والكبارى وأضاف شوقى أن الشركة أسهمت فى تنفيذ الخطة القومية لتطوير الكبارى والطرق وذلك من خلال تدبير المستلزمات والخامات من الألواح المدرفلة على الساخن المطابقة للمواصفات القياسية والعالمية والمستخدمة فى إنشاء «كوبرى العبور – كوبرى البدرشين – كوبرى المشير – كوبرى القطامية – القطاع السابع النوبارية – كوبرى التوفيقية». مصنع 100 الحربى كان ل«روزاليوسف» جولة داخل شركة أبوزعبل للصناعات الهندسية «مصنع 100 الحربى» صاحبنا فيها اللواء مجدى شوقى رئيس مجلس الإدارة واللواء محمد صالح المستشار الفنى وبعض قيادات الشركة. فى البداية استمعنا إلى شرح تفصيلى مع عرض إمكانيات ومنتجات المصنع من اللواء محمد صالح لتوضيح الدور المدنى الذى يقوم به المصنع لخدمة الوطن والمواطنين حيث إن المصنع تصل مساحته إلى 230 فدانا من أصل730 فدانا مساحة الشركة الكلية كما أن عدد القوة الإنتاجية به تبلغ ما يقرب من 2300 عامل فى الوردية الواحدة. مصانع تحويل القمامة إلى سماد عضوى أكد اللواء محمد صالح المستشار الفنى لشركة أبو زعبل للصناعات الهندسية أن الشركة تنتج مكونات مصانع تحويل القمامة إلى سماد عضوي، ومن أهم هذه المكونات ماكينة التقطيع والتقليب وهى إحدى المعدات الرئيسية بمصنع تدوير القمامة، موضحاً أن هذه المعدة عبارة عن محرك ديزل بقدرة 185 حصانا تبريد مياه وقطر أسطوانته 324مم – مثبتة أفقيا بعدد 100 سكينة وتبلغ سرعة دورانه 650 لفة/الدقيقة وأوضح أن هذه المصانع تعمل بدقة عالية فى كثير من المحافظات. المنخل الناعم المتحرك تابع «صالح» حديثه عن إنتاج معدات حماية البيئة حيث تنتج الشركة المنخل الناعم المتحرك لغربلة المواد العضوية بعد عملية الكمر والإنضاح لإنتاج سماد ناعم. والمنخل من أهم المعدات الرئيسية فى مصانع تحويل القمامة إلى سماد حيث أن هذه المعدة تعمل بقدرة محركة 2 محرك كهربائى قدرة 4 ك وات لكل محرك. المنخل الخشن الثابت وأضاف «صالح» أن الجزء الأخير من مصنع تدوير القمامة هو المنخل الخشن الثابت ويستخدم فى غربلة القمامة بعد فرزها وفصل المواد العضوية عن غيرها وهى من أهم المعدات فى أى مصنع تحويل القمامة إلى سماد. خزانات المياه الرأسية قال «صالح» إن خزانات المياه الرأسية تعد من أهم منتجات الشركة التى تتمتع بميزة تنافسية كبيرة من حيث الجودة والأسعار، حيث يستخدم هذا الخزان فى تخزين المياه بسعة 200م3 ويتميز هذا الخزان بأنه مطلى من الداخل بمادة «الايبوكسى» المقاومة للصدأ والتآكل طبقا للمواصفات القياسية لمياه الشرب. خزانات الوقود أوضح «صالح» أن الشركة تنتج خزانات للوقود تتميز بالصلابة كما أنها يتم دهانها بمادة «الايبوكسى» المقاومة للصدأ بسعة تخزينية من 5 م3 -60 م3. وحدات تهوية الصرف الصحى انتقلنا إلى موقع آخر يتم فيه تصنيع وحدات تهوية محطات الصرف الصحى والصلب الكربونى السبائكى .. وكان معنا اللواء محمد صالح وعدد من قيادات الشركة خلال الجولة .. حيث قال «صالح» أن الكتل الصلب هذه تستخدم فى إنتاج الأعمدة والبلاطات بواسطة الطرق الحر ومنها كتل صلب كربونى وأخرى كتل صلب سبائكى يصل وزنها من8.1 حتى 10 أطنان بأطوال من 1.5 متر حتى 2 متر وسمكها يبلغ من 400 مم إلى 1000 مم، كما أن الشركة تنتج أعمدة صلب كربونى سبائكى يستخدم فى الصناعات الهندسية وأيضا درافيل صلب كربونى معالج حراريا بأوزان تصل إلى 8 أطنان وطول 6 أمتار بقطر 450 مم. وأشار «صالح» إلى صناعة عروق البيلت والتى تستخدم فى إنتاج حديد التسليح من الصلب الإنشائى الكربونى السبائكى مقطع 130 مم ×130 مم بأطوال تصل إلى 6 أمتار، وأوضح أن الشركة تنتج كل أنواع الصلب «صلب كربونى عالى الجودة – صلب سبائكى – صلب لكراسى المحاور – صلب عدة – صلب فائق الجودة». الدرفلة وأثناء جولة روز اليوسف داخل مصنع اللفائف المدرفلة على البارد التقينا مع المهندس هانى عبد العاطى مدير خط الدرفلة على البارد قال أن الخط ينقسم إلى 4 مراحل هى إعداد اللفائف وتجهيزها بالغسيل بالأحماض داخل الأحواض وتعتمد فى الدرفلة على الشد والضغط دون تسخين ثم توضع فى الأفران لإجراء عملية التخمير والمعالجة للسطح وحمايته من الصدأ على درجة 560 درجة وتجهيزه ليكون قابلاً لعمليات التصنيع، ويبلغ وزن اللفة الواحدة 20 طنا وينتج المصنع 30 ألف طن سنويا، وتدخل هذه اللفائف فى صناعة الغسالات والثلاجات والمراوح وتستخدم فى إصلاح الكبارى وفى صناعة السيارات وأدوات المطبخ والتكييفات، ويقوم بتشغيل خط الألواح الواحد 50 فنيا ومهندسا فى الوردية الواحدة.. أما المهندس أحمد عبد المنعم أحمد مسئول المتابعة فى الشركة قال أن العاملين فى المصنع لديهم رضا نفسى لأنهم يحصلون على جميع حقوقهم وامتيازاتهم ويتحلون بالعمل بروح الفريق.
