تعتبر مهنة بائع الجرائد من المهن المقدسة نظرًا لأنه هو الشخص الذى ينقل الحقيقة ويساعد على نشر وتوصيل مجهود الآلاف من العاملين بالمؤسسات الصحفية من محررين وعمال بالمطابع وفنيين، إلا أن تلك المهنة أصبحت تعانى الكثير من الصعاب والمشاكل التى بالدرجة الأولى اثرت على مستقبل الصحف الورقية وتؤدى إلى عزوف الكثير عن العمل بها.. «روزاليوسف» التقت عم إسماعيل أقدم متعهد توزيع جرائد بالإسكندرية الذي ورث المهنة «أبا عن جد» حيث يعمل منذ 50 عاًما بها رغم أنه كان يعمل فى الوقت نفسه بوزارة الثقافة حتى وصل لمنصب مدير عام. يقول عم إسماعيل ورثت المهنة عن «أبى وجدى» أى لنا 100 عام فى تلك المهنة ولى 50 عاما حيث ابلغ من العمر الآن 69 سنة. وكنت أعمل بوزارة الثقافة حتى وصلت لدرجة مدير عاما وكنت موزعا مع والدى فى نفس الوقت واستكملت فى المهنة كمتعهد حتى الآن، ولفت إلى أن هناك فرقا بين الموزع والمتعهد فالمتعهد له مناطق يوزع فيها الصحف على البائعين. أما الموزع فهو البائع المباشر للجرائد. يضيف المتعهد مثل أى مهنة فى القطاع الخاص لها متاعبها، ففى فترة الستينيات «فى أوخر عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر» كنا نحلم كبائعي صحف برابطة تجعل لنا حقوقا وترفع من كرامتنا وحاولنا وطالبنا بعمل رابطة للمهنة فتمت مهاجمتنا من قبل المؤسسات الصحفية لأنها كانت تعتقد أن أى تجمع للمتعهدين سيؤثر على هيبة إدارات التوزيع، ويهدد كيانها ويسيطر على السوق. من حيث هامش الربح ونظام المحاسبة أو أن البائعين سيطالبون بتأمينات أو معاشات، لذلك حاربتنا المؤسسات الصحفية ورؤساء مجالس الإدارات وقتها، وصمتنا لأننا لم نكن نمتلك التجمع الكافى وعقب ثورة 25 يناير حاولنا استغلال هذا الموقف من خلال خلق تجمع أو كيان وقمنا بعمل محاولات ولكن كان نفس أسلوب الستينيات، وقمنا بعمل وقفة على مستوى الإسكندرية. وبعد عدة محاولات فى عمل «رابطة» ولكن حالياً يتم محاربتها بشراسة من قبل المحافظين بكل محافظة، حيث يعانى البائعون من حملات الإزالة التى تأخذ بضاعتهم وتمنعهم من الوقوف وتلغى تراخيص الحاصلين على أكشاك أو محلات حيث لا بد من التجديد كل عام لهم وللأسف هيئة النقل والمواصلات لا تجدد وتقوم بعمل مزادات، فمن أين يأتى بائع الجرائد البسيط بثمن الزيادة ومن المعروف أن هامش ربحه بسيط جدا. ويضيف عم إسماعيل كنا نحو 150 متعهدا رسميا بالإسكندرية، وكل متعهد يتعامل معه عشرات التجار الصغار «البائعين» الذين من خلالهم يتم توزيع الجرائد على مستوى الإسكندرية، حالياً لم يعد هناك سوى 50 متعهدًا فقط بسبب المطاردات الأمنية، وعدم تجديد التراخيص من قبل هيئة النقل العام. وطالب عم إسماعيل بأن يصدر وزير التنمية المحلية الذى يشرف على جميع المحافظين قراراً لجميع المحافظين بأن بائع الجرائد الذى لا يبيع سوى الجرائد فقط لا يتم التعرض له ولا تتم مطاردته أو الاعتداء على بضاعته طالما لم يخل بشروط الطريق العام أو المظهر الحضارى، فمكسبه قليل جدًا والاتفاقات الودية مع الجهات التنفيذية بالإسكندرية تكون مؤقتة ونحن كبائعين ومتعهدين نريد حلا جذريا. وأوضح أن الرابطة لم تفدنا بشىء لأنه لم يتم الاعتراف بها من أى جهة وما يحدث للبائعين بالإسكندرية هو ما يحدث بالمحافظات الأخرى فنسبة توزيع الجرائد انخفضت لانخفاض هامش الربح إضافة إلى المحاربة التى يتحملها البائع وبالتالى مهنة الصحافة الورقية فى انقراض بسبب التكنولوجيا والسوشيال ميديا والمحاربة أثناء التوزيع وانخفاض هامش الربح وعدم احترام البائع.