هم الجنود المجهولون، وراء صناعة التنوير فى مصر، والمحاربون الذين لا يلقون أسلحتهم، مهما كانت الضغوط والتحديات. معظمهم لم يستكمل تعليمه، لكن إذا تحدثت إليه، تجده موسوعى الثقافة، يتحدث فى التاريخ والسياسة والفن والأدب، ويستشهد بعبارات من أمهات الكتب، وحكم الفلاسفة والأدباء. إنهم متعهدو الصحف اليومية، وموزعوها الذين يشكلون عصب هذه المهنة، وعمودها الفقرى، وبعضهم أفنى من عمره نصف قرن، فى هذه المهنة، ليس بدافع من أرباحها المجزية، بقدر ما هو بدافع من عشق لرائحة الورق، ولفعل التنوير المجتمعى. متعهدو الصحف الثلاث القومية، الأهرام والأخبار والجمهورية، يتحدثون ل«الصباح»؛ عن طبيعة مهنتهم، وحجم متاعبهم، ومشكلاتهم وهموم أبناء هذه المهنة التى يعرفونها بمهنة «محاربة الظلام». الحاج رمضان: المستقبل للصحافة المستقلة.. وميدان التحرير بيتى الثانى التقيت بالعادلى ونجيب محفوظ وأعرف كل رؤساء التحرير.. ومهنتى حلوة بمتاعبها.. يجلس الحاج رمضان، على مقعد خشبى فى مكانه المعتاد بميدان التحرير، يرتشف رشفة عميقة من قدح الشاى الساخن، فى ليلة تميل إلى البرودة، ثم تبتسم ملامح وجهه السبعينية فى طيبة، ويسحب نفسا عميقا وهو يميل بظهره إلى الوراء قبل أن يبدأ حديثه فيقول: أمارس مهنة بيع الصحف، منذ أكثر من خمسين عاما؛ وتحديدا منذ كنت فى سن الثانية عشرة، وقد ورثت المهنة عن والدى الذى كان متعهدا للصحف، من باب اللوق بوسط البلد، حتى حلوان، وبعد 50 سنة من العشرة أستطيع أن أقول بأن مهنتى حلوة بمتاعبها. كانت الصحافة فى مصر، حين بدأت ممارسة المهنة، ذات صوت واحد، مقتصرة على الصوت الرسمى، وكانت الصحف تقتصر على الأهرام والأخبار والجمهورية، ولكل صحيفة منها قاعدة جماهيرية، فالأهرام لمحبى المقالات والتحليلات المتعمقة، والأخبار كانت جريدة رشيقة شبابية، تعتمد على المعلومة والخبر، وكان محبو الرياضة وأخبار الحوادث على الأرجح يشترون الجمهورية. ويتابع: «هذا الوضع تغير الآن، فهناك نحو 130 صحيفة يومية، ما بين حكومية ومستقلة ومعارضة، بالإضافة إلى الصحف الأسبوعية، والقارئ أصبح قادرا على الاختيار، بحرية أكبر». ويرى أن الصحف المستقلة حققت قفزة هائلة فى الصحافة المصرية. فالصحافة الحزبية لها جمهورها الذى ينحصر فى المؤمنين بأفكار الحزب الذى يصدرها، والمسنون يشترون الصحف القومية، على الأغلب بحكم التعود، لكن قطاعا كبيرا من الناس، يشترون الصحف المستقلة، التى نجح بعضها فى تقديم «وجبة صحافية متنوعة»؛ أرضت قطاعا عريضا من الناس، وأخفق بعضها الآخر. لكن عموما هناك مشكلة تعانى منها الصحف المصرية حاليا، وهى عدم وجود كُتاب كبار لهم قاعدة جماهيرية عريضة، مثلما كان طه حسين وتوفيق الحكيم وأحمد بهاء الدين، ومعظم المقالات تتشابه فى صفة التعليق على الأحداث الراهنة، من غير أن تحتوى على عمق فكرى وتحليل منهجى، بعبارة أخرى، إن معظم ما يكتب هو انطباعات. ويتحدث عن ميدان التحرير بحب بالغ إذ يقول: هنا بيتى، وقد ارتبطت وجدانيا بالميدان، وكنت شاهد عيان على الثورة، وحتى أثناء الأحداث المتفجرة، لم أترك الميدان، فبائع الجرائد لا يستقيل وليست له إجازة، ويجب أن يؤدى عمله، أو بالأحرى واجبه مهما تكن الظروف.. فالجريدة ليست أقل أهمية من رغيف الخبز. لى فى ميدان التحرير، الكثير من الذكريات الفارقة، ففى الميدان وقفت أكثر من مرة مع الأديب الراحل نجيب محفوظ، والتقط لى جلال دويدار، رئيس تحرير الأخبار بنفسه صورة معه، وقد شاهدت وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى أكثر من مرة، وهو يمارس رياضة المشى بالملابس الرياضية، وتعاملت مع كل أدباء ووزراء ورؤساء تحرير الصحف المصرية، الحكومية والحزبية والمستقلة. أى رئيس تحرير يريد لصحيفته أن تنجح، يجب أن يكون على علاقة مودة بى، فأنا آخر متعهد تعاقدت معه شركات التوزيع فى مصر، ولعشقى لمهنتى أورثتها أبنائى الأربعة، وبالرغم من أنهم حاصلون على مؤهلات عليا إلا أنى حرصت على أن تكون مهنة توزيع الجرائد، مهنتهم الأساسية، ورفضت أن يلتحقوا بالوظائف، وهذا ليس لأن المهنة مربحة، لكن لأنى أحس بأن لى دورا، فى حماية مهنة «أكشاك الجرائد» من الانقراض. ويوضح أن ميدان التحرير والشوارع المتعامدة عليه، كانت تضم أكثر من 75 «كشكا» لبيع الصحف والمجلات، وكلما كان ينتقل بائع إلى الرفيق الأعلى، كان كشكه يزال لأن أولاده يرفضون مواصلة مسيرته، لكنى قررت أن أواصل رسالة نشر الثقافة والعلم، بواسطة أبنائى من بعدى، وليس يعنينى ما يقال حول انخفاض عوائد المهنة ماديا، فأنا صاحب رسالة حسب تعبيره. ويقول: حين توليت توزيع الجرائد فى المترو، بلغ إجمالى النسخ التى أوزعها حوالى 4000 نسخة، فى المترو وباب اللوق وشارع منصور، حاليا انخفض التوزيع، وهناك جيل يعتمد على الإنترنت أكثر، هذا بالإضافة إلى القنوات الفضائية، التى ازداد عددها، وأصبحت أكثر اهتماما بالأخبار والتحليلات واستضافة المفكرين والمحللين، موضحا أن عملية التوزيع لها ثلاث مراحل، تبدأ بالشركات الثلاث التى تطبع أو توزع، ثم المتعهد الذى يتعاقد معها، وهو فى هذه الحلقة، وصولاً إلى البائع. ويرى الحاج رمضان أنه أهم من رئيس تحرير أى جريدة، فهو الملك فى مجاله ولا يستطيع أحد أن ينتزعه من على عرشه كما يقول، ويكفى أنه أجريت معه لقاءات صحفية فى معظم الصحف والمجلات المصرية والعربية، وظهر على شاشات الفضائيات مع أشهر الإعلاميين، هذا بالإضافة إلى تكريمه ماديا ومعنويا من معظم الصحف المصرية قائلا: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.. وأنا أحب عملى وقد أتقنته. فارس ومحمد فتحى يوسف: نحن جنود لا نترك الميدان.. والصحيفة مهمة كرغيف الخبز مطلوب نقابة لبائعى الجرائد.. ومهنتنا رسالة تنوير للمجتمع.. وأرباحنا هزيلة إذا كان للحاج إبراهيم تاريخ يزيد عن نصف قرن فى بلاط صاحبة الجلالة، فإن فارس فتحى يوسف قد أنفق أربعة عقود، مخلصا فى ذات البلاط، واحدا من رعاياها المخلصين، حتى أصبح أشهر متعهد فى المناطق الشعبية بالقاهرة، بداية من دوران شبرا حتى قليوب.. ويشاركه هذه المهنة، أخوه محمد الذى بدأ العمل حين كان فى الخامسة من العمر. يقول: ورثت المهنة عن والدى، الذى كنت أقف إلى جواره فى طفولتى، وأذكر أنى بعت الصحف حين كان سعر الصحيفة ثلاثة قروش، وكان عدد الصحف اليومية خمس، بالإضافة إلى صحيفة مسائية، أما الآن فعدد الصحف اليومية والأسبوعية يصل إلى حوالى 250 صحيفة. ويضيف «الصفحة الأولى تتحكم فى التوزيع إلى حد كبير، والناس تحب العناوين الصاخبة، لكن بعض الصحف تخدع القارئ، فتضع على الصفحة الأولى عنوانا؛ يشد.. وحين يقرأ القارئ التفاصيل الداخلية، لا يجد شيئا، وأنا أعتبر هذا التصرف غشا تجاريا، تماما كبائع الفاكهة الذى يضع بضاعة جيدة فوق «الفرش»؛ وتحتها بضاعة فاسدة، والملحوظ أن هذه الصحف تحقق بعض النجاح فى بداية إصدارها، ثم يتجاهلها القارئ بعد فترة قصيرة، لأنه يعرف اللعبة الماكرة والمصرى مش عبيط عشان يشترى الترماى». ويقول: الصدق يجعل الصحيفة موثوقة، فالقارئ لا يريد عناوين ساخنة، ومادة كاذبة، خصوصا أن سعر الصحيفة لم يعد بثلاثة قروش كما كان، وهناك قراء يشترون يوميا خمس صحف، وأحيانا يشترون صحيفة سادسة جديدة، فإن وجدوها جيدة، يشترونها مرة ثانية، وهناك قراء يشترون صحيفة واحدة بعينها، ولا يشترون غيرها مهما حاولت إقناعهم. يعمل تحت إمرتى فى المنطقة المخصصة لى 75 موزع صحف، ونحو نصفهم من الأرامل التى يتكفلن بإعالة أيتام، وقد كان والدى أيضا من أهم متعهدى مصر، لكن على العموم إن مهنة بيع الصحف غير مربحة، وهى شاقة لأن المتعهد أو البائع لا يستطيع أن يترك موقعه كالجندى فى الميدان، وأثناء الثورة لم يكن فى شوارع القاهرة سوى اللجان الشعبية وباعة الصحف. ويقول: الصحف الآن تتعمد إصدار عدد أسبوعى يوم الجمعة أو السبت، وذلك لأن نسبة كبيرة من الناس تشترى الجريدة كى تتسلى فى يومى العطلة الأسبوعية، وبالنسبة للمناطق الشعبية، فإن حركة البيع تأثرت بالسلب كغيرها من مناطق القاهرة، بعد زيادة إقبال الشباب على الإنترنت لكن مازالت المناطق الشعبية أفضل حالا. ويطالب بتأسيس نقابة لموزعى الصحف، تدافع عن حقوقهم، وتكفل لمن يمرض ألا يتسول قوته وعلاجه، مشيرا إلى أنه وبعض متعهدى الصحف عقدوا اجتماعات مع شركات التوزيع التى قدمت وعودا لم تحقق شيئا منها. ويؤكد أنه لولا بائع الجرائد لخسر الشعب المصرى نصف ثقافته على الأقل، «إحنا إللى نورنا الناس بوقفتنا تحت الشمس وتحت المطر». مضيفا: «من خلال مهنتى تعرفت على بعض نجوم المجتمع، منهم لاعب الأهلى الأسبق طاهر أبوزيد، والفنانة أثار الحكيم، وهما يحرصان على شراء عدد كبير من الصحف. وهناك سياسيون من أبناء المنطقة، كانوا زبائنى وبعض رؤساء التحرير الذين أعرفهم منذ كانوا محررين تحت التدريب». ويقول: من الذكريات الطريفة أنى فى سن المراهقة، كنت أتململ من الوقوف إلى جوار والدى فى الكشك، فكنت أتحجج بأنى أريد التحرك ببعض الصحف لبيعها فى الحافلات أو القطارات، وكنت أذهب إلى السينما، فأعطى بائع التذاكر صحيفة، ثم أدخل فأشاهد العروض، وأبيع عددا من النسخ قبل العرض وفى الاستراحة، وبعدها أخرج فأستعيد نسختى من عامل التذاكر!. ولا يرى فارس أن الإنترنت سيسحب البساط من تحت قدمى الصحف فى مصر، لأن «الناس إللى بتحب الورق لا يمكن تتخلى عنه»؛ ويقول: «الجرنال له طعم وروح وعشان كده لا يمكن ينتهى زى التليفزيون لما طلع وقالوا الراديو خلاص انتهى». من جهته يقول محمد فتحى: إن مهنة بيع الصحف تعد واحدة، من أسمى وأشرف المهن، فنحن نبيع للناس العلم والمعرفة والنور، ونؤدى رسالة لولاها لبقى الشعب جاهلا، لأن الجريدة ستبقى من أهم مصادر المعلومات فى مصر. ويضيف: «تخرجت من كلية الحقوق وكان بإمكانى أن أؤسس مكتبا للمحاماة، لكنى لم أستطع هجر مهنتى و«حبيبتى»، فالعمل ببيع الجرائد يمنحنى سعادة خاصة، وبعض الزبائن الذين يعرفون بأنى جامعى يحرصون على مناقشة أوضاع البلد معى، ومن المفارقات الغريبة أن كل مظاهرات ثورة الخامس والعشرين من يناير خرجت من أمام الكشك». ولبائع الجرائد صفات خاصة، من أهمها الالتزام بالمواعيد، فالناس تتوقع أن تجد جريدتها فى وقت محدد، وهناك أشخاص لا يستطيعون أن يبدأوا يومهم إلا بقراءة الصحيفة، لذلك فلا إجازات أو أعياد أو مواسم، وإنما إخلاص لصاحبة الجلالة وتفان دائمين. وتتم عملية توزيع الصحف يوميا على مرحلتين الأولى من التاسعة مساء، للطبعات الأولى، والثانية من الفجر، وبعد الاستلام فى المرحلتين نوزع الصحف على الباعة، ومن المشكلات التى تواجه المهنة، انخفاض هامش الربح، فالمكسب فى كل نسخة تسعة قروش، ما يعنى أن البائع لو باع 300 نسخة مثلا، وهذا رقم كبير نسبيا، سيكسب 27 جنيها، وهذا مبلغ لا يغنى ولا يسمن من جوع فى الظروف الراهنة. ويقول: وجود نقابة أصبح ضرورة وحاجة لا تحتمل التأجيل، فالبائع لو مرض أسبوعا لن يجد ثمن الدواء ولا طعام أبنائه، وهذا وضع غير إنسانى على الإطلاق، وعلى شركات التوزيع أن تعى أنه لولانا لما حققت أرباحا وكسدت الصحف فى المخازن. محمد فلفل شيخ المتعهدين: نحن نبيع النور.. والصحافة إدمان جميل ورث محمد فلفل، لقب شيخ المتعهدين عن أبيه، وهو يبدو سعيدا بهذا اللقب، الذى يحظى به منذ أن دخل بلاط صاحبة الجلالة، قبل 40 عاما. يقول: كنت طفلا دون العاشرة، وكان الباعة يلقبوننى بشيخ المتعهدين الصغير، ولما توفى والدى قبل عام انتقل لى اللقب، وهو ليس ميزة بقدر ما هو تكليف ومسئولية، فالحفاظ على سمعة أبى أهم ما أضعه أمام عينى. وكان والدى معروفا على مستوى الجمهورية، وكان متعهدا لجميع المؤسسات الصحفية فى مصر، لذلك فإنى أعتبر المهنة ميراثا وسوف أورثه لأبنائى أيضا. ويقول: لا أتخيل نفسى أعمل بمهنة أخرى، ورغم أنى حاصل على مؤهل متوسط، إلا أنى لم أفكر فى العمل بمؤهلى، فالصحافة إدمان جميل.. نحن نبيع العلم والنور للمجتمع، وهذه وظيفة سامية. أعرف عددا كبيرا من الصحفيين، وهم فى معظم الأوقات يشتكون من ضغوط العمل، ويشتكون من مهنتهم التى لا ترحم، ويقولون: إن كل الناس لهم إجازات وأيام راحة، إلا الصحفى فهو فى عمل دائم، لكنهم بعد أن ينتهوا من الشكوى، يختمون كلامهم بعبارة «لكننا نحبها ولا نتخيل أنفسنا فى مهنة أخرى»، وهكذا الأمر بالنسبة لى، أشكو من متاعبها، وأعانى من مشاقها، ومن قلة عوائدها المادية، لكنى لا أتخلى عنها. ويتابع: يعمل تحت إشرافى 70 موزعا، ونقوم بالتوزيع فى النزهة وفى مصر الجديدة كلها وفى مدينة نصر، والموزعون «غلابة على باب الله، لا أحد يشعر بهم»، موضحا وجود نقابة ليس مطلبا مستحيلا، ونحن لا نطالب إلا بمعاملتنا على اعتبار أننا فئة من فئات الشعب المصرى، لنا ما له، وعلينا ما عليه، لأنه ليس إنسانيا أن يمرض بائع الصحف، فلا يجد ثمن الدواء، وينتظر الإحسان، أو أن يجمع له رفاق المهنة المال اللازم لعلاجه. ويقول: بعد الثورة حدث تغير حاد فى مزاج الشعب المصرى، فالصحف القومية فقدت بريقها، وأصبح القارئ لا يثق بها، وصار ميالا للصحافة المستقلة، ومع وصول جماعة «الإخوان المسلمون»؛ إلى السلطة، وتحول هذه الصحف إلى لسان الحاكم كالعادة، فقدت شعبيتها فى الأماكن الراقية، حيث تنخفض شعبية الإخوان، لكنها مازالت تباع فى المناطق الشعبية، ومن خريطة التوزيع أستطيع أن أحدد حجم كل فصيل أو تيار سياسى فى هذه المنطقة أو تلك، وعموما أنا أرى المستقبل للصحف المستقلة، لا القومية ولا المعارضة، لأنها أكثر توازنا. «الصباح».. نقلة نوعية للصحافة المصرية أجمع متعهدو الصحف على أن «الصباح»؛ حققت خلال الأيام القليلة الماضية قفزات واسعة بالنسبة لصحيفة جديدة، واستحوذت على حصة لا بأس بها من السوق، وأرضت أذواق قطاع كبير من قراء الصحف. وقال الحاج رمضان: إن «الصباح»؛ استطاعت تحقيق خبطات صحفية مهمة، مشيرا إلى أن الحوار مع عمرو موسى، المرشح السابق للرئاسة، قد حظى باهتمام واسع فى الشارع المصرى، وهناك قراء أصبحوا يطلبون «الصباح» تحديدا، وهذا يؤكد أن وراء الصحيفة جهدا دءوبا ورغبة صادقة فى احتلال الريادة. وأكد فارس فتحى أن ما يميز «الصباح»؛ أنها ذات سياسة تحريرية تعتمد أولا وأخيرا على المصداقية، وتقدم الرأى وضده، ولا أحد يستطيع الادعاء بأنها ضد أو مع فصيل سياسى، مشيرا إلى أن الحملة على الفساد الإدارى بالبنك المركزى أيضا حققت نجاحا كبيرا؛ خصوصا وأنها كانت معززة بالصور والمستندات. ورأى محمد فلفل أن «الصباح»؛ ينتظرها مستقبل باهر فى عالم الصحافة المصرية، وأنها ولدت عملاقة ورشيقة ومتألقة ولا تقتفى خطوات غيرها من الصحف ما يرجح أنها ستساهم فى إحداث نقلة نوعية للصحافة المصرية.