ما أن علم رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) بمولد سبطه الحسن في العام الثالث للهجرة حتي سارع إلي بيت فاطمة الزهراء عليها السلام فحمل الوليد المبارك علي يديه وقبله وضمه الي صدره ثم أذن في أذنه اليمني واقام في اليسري، ثم التفت الي علي عليه السلام قائلاً: أي شيء سميت ابني؟ قال علي عليه السلام ما كنت لأسبقك بذلك..فقال: ولا أنا سابق ربي. فنزل الوحي علي رسول الله (ص) يبلغه بأن الله سبحانه قد سمي الوليد المبارك (حسنا). وللإمام الحسن عليه السلام مكانة عظمي في القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة. حيث حمل القرآن الكريم بين طياته كثيراً من الآيات البينات التي تنطق بمكانة الحسن السبط واهل البيت عليهم السلام عند الله تعالي نذكر منها هذه الآيات (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) و(يطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا) وآية المودة (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربي). وفيما يتعلق بالاحاديث النبوية نكتفي بذكر حديثين الاول: (من سره ان ينظر الي سيد شباب اهل الجنة فلينظر الي الحسن بن علي)، (الحسن والحسين امامان قاما أو قعدا). تسلم الامام الحسن مسئولية الامامة والزعامة العامة بعد استشهاد أبيه الامام علي كرم الله وجهه في عام 40 هجرية، وخضعت لحكمه البلاد الاسلامية، ولكن معاوية واصل العصيان في الشام واعلن الحرب علي الامام. فقرر عليه السلام الدخول في مواجهة عسكرية معه، ولكن ضعف المعنويات والاضطراب تفشي في جيش الامام وتآمر بعضهم علي حياة الامام نفسه. فارغم عليه السلام علي توقيع وثيقة صلح معاوية تنازل بموجبها عن الخلافة لمعاوية الذي تنكر فيما بعد لجميع الشروط التي وافق عليها والعهود التي الزم نفسه بها مقابل تنازل الامام عن الخلافة. وقد قال الامام لابي سعيد عندما كلمه بشأن وثيقة الصلح: (ياأبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية، علة مصالحة رسول الله لبني ضمرة وبني اشجع. ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية) بعد ذلك انتقل الامام عليه السلام من الكوفة الي المدينةالمنورة ليواصل مسئوليته من خلال منصب الامامة بأسلوب آخر حتي قضي نحبه شهيداً في 28 صفر في عام 50 للهجرة.