انهم يغنون ويحكون حكايات كثيرة ومتنوعة عن الثورة، أحيانا تبكي تأثرا بما يحكونه وأحيانا أخري تضحك من الكوميديا السوداء، إنهم شباب فرقة "المسحراتي" التي تقدم عرضها "فلان الفلاني" في التاسعة مساء السبت المقبل وحتي الأربعاء بمسرح الهناجر بالأوبرا، وهو العرض الذي قدمته المخرجة عبير علي منذ أيام بمتحف محمود مختار. تحكي الفتاة بالفرقة عن جحا الذي اقترض "حلل" أهل البلد وأوهمهم أنها تنجب "حللا" صغيرة، وحينما طالبوه بها أخبرهم بأنها ماتت وهي تلد، فسألوه باستنكار: كيف تموت "الحلل"؟، فأجابهم: وكيف تقتنعون أن "الحلل" تلد؟!، وتحكي فتاة أخري عن امرأة عاشت طوال حياتها تعتقد أنها "رزة" وأن "الفرخة" تجري وراءها لتأكلها، وتكتشف أنت مع نهاية الحكاية أن إحساس المرأة هو السبب في قوة "الفرخة" وجبروتها. تلك كانت حكايات غير مباشرة لها مدلول سياسي، لكن الشباب كانوا يحكون أيضا حكايات مباشرة من واقع الثورة، يحكون بعض مشاهد قتل الشهداء، يحكون عن ناس "تتقوّل" علي ميدان التحرير بدون أن يكونوا قد نزلوه، ويحكون أيضا عن علاقة المسلمين بالمسيحيين، ولم ينسوا أن تتخلل حكاياتهم أغنية سعاد حسني "شيكا بيكا": أنا بأضحك من قلبي يا جماعة مع إني راح مني ولاعة..وبطاقتي في جاكتة سرقوها.." وغيرها، إلي جانب أشعار لصلاح جاهين وفؤاد حداد وغيرهما.