مع تزايد عمليات القتل والاجتياح من جانب القوات السورية ضد المدن السورية وعلي رأسها اللاذقية وحمص وحماه يعقد مجلس حقوق الإنسان الأسبوع المقبل اجتماعًا استثنائيًا بشأن ما يحدث في سوريا بعد التقرير الذي أعدته اللجنة الخاصة المشكلة من أعضاء بالمجلس والتي لم يسمح لها بدخول الأراضي السورية والذي أكدت فيه مقتل نحو 2000 شخص أغلبهم مدنيون منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد منتصف فبراير الماضي. وقد أيد عقد الاجتماع 18 عضوًا بالمجلس بينهم الولاياتالمتحدة والكويت وقدمت طلبًا رسميًا امس بذلك. فيما أكد دبلوماسي غربي أن خطورة الموقف تسمح لنا بعقد هذه الجلسة الخاصة وأن نمارس من خلالها ضغطًا علي سوريا وإرسال رسالة واضحة إليها. كان المجلس قد أدان استعمال القوة في وقت سابق ضد المتظاهرين السلميين. ووسط أجواء من الرعب تعيش مدينة اللاذقية بالشمال السوري حالة من الخوف في أعقاب 3 أيام متواصلة من القصف أسفرت عن سقوط عشرات القتلي والجرحي في الوقت الذي تكثف قوات الأمن السورية عمليات الدهم للمنازل والملاحقة في عدة مدن أخري. وأفاد بيان لاتحاد تنسيقات الثورة السورية بأن المدينة أصبحت شبه مهجورة واستمرت قوات الأمن في قصف عدة أحياء بالمدينة وهي حي الرمل والعزان فيما تم هدم منازل بأكملها في حي مسبح الشعب واجتياح في كل من أحياء الطابيات والأشرفنة. وأضاف البيان: إن المدينة تشهد إضرابًا متواصلاً تضامنًا مع سكان حي الرمل وشوهد أفراد من الأمن يسحبون الجثث من في الشارع الرئيسي لحي الرمل ويقومون بتنظيف الشارع من طلقات وقذائف المدافع. فيما أكدت مصادر للجزيرة مقتل ما لايقل عن 18 شخصًا في مدينة حمص عقب صلاة التراويح أمس الأول بعد خروجهم في تظاهرة حاشدة، فيما أعربت منظمات حقوقية عن مخاوفها من زيادة حالات الاختفاء القسري والاعتقال والتعذيب والذي زاد عددهم علي أكثر من 12 ألف معتقل. وتباينت ردود الأفعال الإقليمية والدولية ففي الوقت الذي استنكرت فيه الفصائل الفلسطينية قصف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في اللاذقية. ووصف ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ما يحدث من قصف للمقيمات بالجريمة ضد الإنسانية. فيما سقط 4 قتلي في قصف للجيش السوري علي أحياء سكنية في مدن حماه ودير الزور واللاذقية، فيما اعتبر وزير الخارجية البريطاني أن الرئيس السوري بشار الأسد يفقد ما تبقي من شرعية داعيًا الأسد إلي وقف العنف فورًا. فيما أعلنت إيران رفضها أي تدخل دولي في سوريا وأشار رامين مهما نبرست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إلي أن ما يحدث في سوريا شأن داخلي وأن أي تدخل خارجي سيؤدي إلي مشاكل كثيرة. في سياق متصل وبحضور أكثر من 2000 شخصية سورية ومصرية نظم ملتقي الدعم العربي بالتعاون مع حركة شباب سوريا من أجل الحرية اليوم التضامني مع الشعب السوري أمسش الأول مطالبين بتقديم جميع الدعم السياسي والمادي والمعنوي لثورة الشعب السوري من أجل إسقاط النظام الذي وصفوه بالقاتل والسفاح لشعبه ومطالبين بتدخل الدول العربية من أجل إسقاطه وطرد السفراء السوريين من جميع العواصم العربية. وأكد هايف المطيري عضو مجلس الأمة الكويتي أن ما يحدث في سوريا هو حرب ثلاثية من البعث السوري والنظام الإيراني وبعض الميليشيات العراقية التي يساندها حزب الله اللبناني، وأن ما يحدث في سوريا الآن من هدم للمساجد وقتل للنساء والأطفال أشبه بما حدث في الأندلس عقب استيلاء المسيحيين علي الحكم فيها وقيامهم بحملة مجازر ضد المسلمين، كاشفًا عن مجموعة من الإجراءات التي قام بها البرلمان الكويتي ضد نظام الأسد بداية من مطالبته بطرد السفير السوري في الكويت وتجميد جميع الاتفاقيات مع النظام السوري. فما أكد د. محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين علي أن المجازر التي يرتكبها بشار الأسد وعصابته لن تمر بدون عقاب وأن مصر لن تقف ضد هذا القتل وسنقدم كل أنواع الدعم للشعب السوري وثورته. فيما طالب عبد الله العليمي عضو مجموعة العمل الوطني السورية بمقاطعة دول العالم للنظام السوري وسحب السفراء مع دعم اللاجئين السوريين لإسقاط شرعية بشار الأسد. مؤكدًا أن هناك العديد من الدول التي تحاول أن تطيل من عمر نظام الأسد ومطالبًا الجيش بأن يتخلي عن هذا النظام الذي يقبل بدور رادع وهو ما يستلزم موقفًا دوليا وعربيا موحدًا لإسقاطه. فيما أكد د. أحمد رياض غنام عضو اللجنة التنسيقية لمؤتمر انطاليا هناك عملية تنسيق بين جميع أطياف المعارضة السورية بالخارج من أجل توحيد جهودها لإسقاط النظام. معتبرًا أن شهر رمضان سيكون حاسمًا ضد النظام مع تزايد حركة الاحتجاجات الليلية عقب صلاة التراويح وأن النظام لن يستطيع أن يستمر هكذا في القتل إلي الأبد وأن سقوطه قريب جدًا. فيما وصفت الناشطة السورية فاطمة الزهراء والمتحدثة باسم حرائر سوريا ما يحدث بالمجازر التي يجب أن يقف جميع المثقفين والشعوب العربية ضدها لأن سوريا تذبح الآن من الوريد إلي الوريد لمجرد أنها طالبت بالحرية.