كثفت قوات الأمن السورية من عملياتها العسكرية الواسعة ليلاً ضد المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس السوري بشار الأسد في أنحاء البلاد، في حين شككت الولاياتالمتحدة في حقيقة مشاركة الزوارق الحربية السورية للمرة الاولي في قصف مدينة اللاذقية علي ساحل البحر المتوسط، معلنة أنها غير قادرة علي تأكيد هذه الأنباء. وأعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن قوات الجيش واصلت قصف الأحياء السكنية التي يسكنها المسلمون السنة باللاذقية لليوم الرابع علي التوالي بهدف سحق احتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الاسد، مؤكدا ان ستة اشخاص لقوا حتفهم أمس الأول ليصل عدد المدنيين القتلي إلي 34 من بينهم طفلة عمرها عامان. وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن سكان محليين بأن الجيش وجه نداء للأهالي باخلاء حي الرمل وألا سيتعرض من سيبقي للاعتقال أو القتل. يذكر أن اكثر من 34 مدنياً قد لقوا مصرعهم في اللاذقية، ابرز المدن الساحلية في البلاد، خلال هجوم عنيف شهد استخدام زوارق حربية للمرة الأولي منذ اندلاع الاحتجاجات ضد النظام. فيما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إنه لم يتم تأكيد حصول هذا الهجوم للبحرية السورية، مشيرة في الوقت ذاته الي إن هذه المعلومات لا يمكن نفيها ايضاً. وتابعت إن "ثمة عدم تماسك" في المعلومات الصادرة في شأن الهجوم، من دون الخوض في التفاصيل. وبالتزامن مع ذلك، لقي متظاهر مصرعه واصيب عشرة آخرون بجروح في حمص بوسط سوريا برصاص قوات الأمن لتفريق لمظاهرة مناهضة لنظام بشار.. كما أكد نشطاء سوريون مقيمون في شمال لبنان في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية "د. ب. أ" إنه تم سماع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في أنحاء المنطقة الحدودية الشمالية بين لبنان وسوريا خلال اقتحام قوات الأمن بلدة السميكة. وقال المعارض السوري عمر إدلبي"أمكن سماع دوي القصف العنيف عبر الحدود، ناقلاً عن نشطاء مقيمين في دمشق إن قوات الأمن السورية شنت حملة اعتقالات واسعة في حي المعظمية بدمشق، مشيراً إلي إنه تم اعتقال نحو 30 شخصاً منذ منتصف ليل أمس.. وعلي صعيد الضغوط، دعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأمريكية المعنية بحقوق الإنسان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلي عقد اجتماع طارئ لمناقشة ما وصفته بحملة القمع التي تشهدها سوريا. ودعت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة سارة ليا ويتسن الجامعة إلي الضغط علي سوريا للسماح بدخول بعثة تقصي الحقائق المفوضة من قبل الأممالمتحدة للأراضي السورية.. مضيفة أنه "يجب ألا يقتصر دور الأمين العام نبيل العربي وجامعة الدول العربية علي إبداء القلق، بينما الدبابات السورية تقتل المتظاهرين في الشوارع"، موضحة أن حملة القمع المستمرة في سوريا خلفت نحو 2000 قتيل وآلاف المصابين منهم 120 قتيلاً في رمضان فقط. كما، وجهت تركيا إنذاراً جديداً عبر وزير خارجيتها أحمد داوود أغلو لبشار الأسد الحكومة السورية لإنهاء أعمال العنف ضد المدنيين العزل فورا ، مضيفاً بأن هذه هي "الكلمة الأخيرة" التي توجهها أنقرةلدمشق. في المقابل، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست في مؤتمر صحفي أمس ان الاحداث في سوريا شأن داخلي، منتقدا اي تدخل غربي وخاصة من واشنطن وأكد أن التدخل الأمريكي لن يؤدي إلا إلي مضاعفة كراهية شعوب المنطقة للولايات المتحدة. في سياق متصل أحال مجلس الوزراء الكويتي إلي اللجنة القانونية الوزارية اقتراح عدد من أعضاء مجلس الأمة وقف الاتفاقيات الثنائية بين الكويت وسوريا، للوقوف علي مدي قانونيته، والالتزامات المالية التي تترتب علي الكويت في حال الإقدام علي مثل هذه الخطوة. وأوضحت مصادر مسئولة لصحيفة «الراي» الكويتية أن جميع الاتفاقيات الدولية بين البلدين تأتي علي مراحل ودفعات، وجميعها نفذت ولا يوجد ما يستجد، وبذلك يكون الرابح الوحيد من إلغاء الاتفاقيات هو الجانب السوري، نتيجة لتوقفه عن دفع مستحقات القروض، مما سيتسبب في خسارة للكويت. من جانبها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" الأونروا" أن اكثر من خمسة الاف لاجيء فلسطيني فروا من مخيم الرمل في مدينة اللاذقية فر اراً من القصف الذي تتعرض له. ميدانيا، شهدت عدة مدن وقري سورية مظاهرات مسائية في كفر سوسة بحلب وبلدة البرزة التي اعتقل فيها 15 من أبنائها وفي حي السكري وأدلب وقامت قوات الامن بحملة مداهمات واسعة علي مدينة البوكمال وأكدت مصادر سورية اكتشاف العديد من جثث الشهداء في دير بعلبة في حمص قرب مسجد الصديق وتم ضرب المسجد بمدرعة. وذكر موقع الثورة السورية ضد بشار الاسد قيام أجهزة المخابرات السورية بتصوير الاوراق والمستندات الموجودة في مدينة حيلة استعدادا لحرقها وحرق مبني مجلس المدينة لتبرير اجتياحها وإلصاق التهمة بأهالي البلدة.