يري عضو مجلس النواب اليمني المنشق عبد العزيز جباري الناطق الرسمي باسم حزب العدالة والبناء المعارض أن نظام صالح اوقع نفسه في مأزق عندما فتح النار علي المتظاهرين سلميا في الميادين لأن الشعب اليمني مصرٌ علي انجاح ثورته مهما كان الثمن وأكد جباري في حوار ل«روزاليوسف» أن الثورة كسرت حاجز الخوف لدي الشعب واثبتت تحضره رغم قبليته واشار إلي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تسعي سوي لما يخدم مصالحها وأن السعودية تقف حجرعثرة أمام نجاح الثورة اليمنية لأنها تدعم النظام وتثبته واوضح ان الحشود المؤيدة في ميدان السبعين ما هم الا قلة اصحاب مصالح ومأجورين تم احتجازهم في معسكرات منذ شهور ليخرجوا كل جمعة لتأييد صالح.. وإلي نص الحوار: • في البداية بصفتك الناطق الرسمي باسم حزب العدالة والبناء ما سبب الانشقاق عن الحزب الحاكم؟ كان لنا وجهة نظر ورأي حول السياسة المتبعة في البلد وموضوع الفساد ودائرة الحكم وحاولنا أن تكون هناك ثورة من داخل النظام نفسه علي الفساد والرشوة ولكن للأسف الشديد لم نوفق لأن المستفيدين وأصحاب المصالح كان لهم رأي آخر، إلي أن أتت الثورة وخرج الشباب إلي ميادين الحرية، وقتها قام النظام بتصرفات خاطئة بفتح النار علي المتظاهرين سلميا في الميادين العامة بشكل غير إنساني. فأعلنا كعدد من اعضاء مجلس النواب انسحابنا من هذا التنظيم وبعدها توالت الانسحابات والانشقاقات. ولذلك فكرنا في إطار سياسي يضم هذا الكم الكبير من المنشقين وقمنا بإنشاء حزب العدالة والبناء بهدف أن يكون لنا دور سياسي في تأييد الثورة. • كيف تنظر إلي الأزمة التي تمر بها اليمن؟ اعتقد أننا وصلنا إلي وضع صعب جدا بسبب تعنت النظام وتشبثه بالسلطة حتي ولو تطلب الأمر الكثير من الخسائر. والشعب اليمني علي مدي ستة أشهر معتصم في الميادين العامة ومصرٌ علي انجاح ثورته سلميا. لاقتناعه بأن العنف لا يخدم البلد مطلقا. والسلطة تحاول مد عمرها علي حساب دماء الشعب بهدف اطماع شخصية وهي الاستحواذ علي مقاليد الأمور وهم يعتبرون ذلك حقا من حقوقهم. • هل حققت الثورة اليمنية حتي الان الهدف المرجو من ورائها؟ نعم حققت جزءًا كبيرًا من أهدافها ومنها كسر حاجز الخوف لدي الشعب اليمني، كما أثبتت الثورة تحضر هذا الشعب رغم أنه شعب قبلي مسلح ولديه ثقافة الثأر ومع ذلك برهن علي أنه قادر علي أن يصنع الثورة بطرق سلمية وحضارية فكان أكثر تحضرا من السلطة والتي تحاول أن تجره إلي العنف بينما هو يؤذي ويقتل ويسفك دمه في الميادين ومع ذلك تمسك بسلميته وإن شاء الله ستنتصر الثورة وتحقق جميع أهدافها. • ما رأيك في الموقف السعودي والأمريكي تجاه الثورة اليمنية والشعب اليمني؟ نحن نعرف جميعا أن الدول الكبري مثل أمريكا لا تهتم إلا بمصلحتها ولا يهمها الشعب اليمني لا من قريب ولا من بعيد ومصلحتها الأساسية تتمثل في محاصرة ما يسمي بتنظيم القاعدة وبالتالي طالما أن هناك جهة ستحقق لها هذا الهدف بصرف النظر هل هذه الجهة صالحة أم فاسدة و هذه هي سياسة أمريكا. أما بالنسبة للشقيقة السعودية فللأسف الشديد نحن أوذينا بشكل كبير جدا في اليمن بسبب التدخل السافر السعودي في الشأن اليمني والذي يدعم النظام ويثبته بشكل كبير مهما سمعنا من تصريحات فهي الظاهر فقط. فالسعودية تدعم أي شيء يؤذي الشعب اليمني وهي تريد أن نكون فقراء ونحتاج اليها علي الدوام وحتي تنظيم القاعدة فلقد جاءنا من السعودية وكثير من قادة هذا التنظيم في اليمن سعوديون. ولو لم تتدخل السعودية في الشأن اليمني لانتصرت الثورة في وقت مبكر فالسعودية هي السبب الرئيسي في عدم انتصار الثورة حتي الآن. • هل تؤيد التدخل الأجنبي في اليمن لاقصاء نظام صالح؟ الشعب اليمني يرفض أي تدخل أجنبي مباشر في الشأن اليمني ولا يمكن أن يقبل بهذا لأنه قادر علي أن يمضي بثورته حتي تحقق اهدافها ولكن قد نقبل بالدعم السياسي والذي يدين النظام بما يقوم من جرائم إنسانية ولا يساعده. • ما تعليقك علي المظاهرات المضادة للثورة والمؤيدة لصالح وابرزها الحشود في ساحة السبعين كل جمعة؟ هم قلة والإعلام يضخمهم ومعظمهم أصحاب مصالح والبقية مجبورون علي ذلك لانهم مرتبطون وظيفيا بالجهاز الاداري في الدولة. ورغم ذلك لو نجحت الثورة اليوم سيفرحون كثيرا وستجدين العجب العجاب في ميدان السبعين. لكن هم الآن يحاولون ان يتماشوا مع مصالحهم وأنا اعرف الكثير منهم لانهم من أبناء دائرتي فنجدهم يرددون دوما عبارة متي ستنتصر الثورة. • أليس هناك قلق من عودة التوتر الي صنعاء في ظل انتشار كثيف لقوات الحرس الجمهوري بموازاة مسلحين قبليين حول منطقة الحصبة؟ هذا صحيح للأسف الشديد والآن أصبحت العاصمة صنعاء مقسمة إلي ثلاثة أجزاء جزء يسيطر عليه الجيش المؤيد للثورة والذي يحمي المتظاهرين، وجزء للقبائل المؤيدة لصادق الأحمر، وجزء اقل مازال بأيدي السلطة وهو القصر الجمهوري وميدان السبعين فأصبح النظام لا نفوذ له في العاصمة فمابالك بباقي المحافظات. والآن الأمور تدار في اليمن طبقا للاعراف القبلية في ظل غياب الأمن والسلطة بجميع المحافظات وما تبقي ليس إلا مجموعة من الجيش. ولقد وقع النظام في مأزق عندما حاول أن يلجأ إلي العنف من أجل تحقيق المكاسب. فهو يريد ان يقلبها إلي تناحر قبلي ولكن الناس في الميادين هم اعقل من ذلك بكثير. • هل من الممكن أن يوقع صالح علي المبادرة بعد كل ما حدث؟ هذه المبادرة لا تحقق امال وطموح اليمنيين لأن فيها الكثير من الظلم والجور للشعب اليمني وهل يعقل ان تترك شخصية افسدت واهدرت كرامة البلاد ونهبتها و استغلت نفوذها ووضعها ومناصبها من اجل تحقيق ثروات غير مشروعة وفي نهاية المطاف يكون هناك تشريع في مجلس النواب من اجل حمايتها فهذا ظلم وجور في حق اليمنيين ولايرضي حتي الموجودين في ميدان السبعين فكثير منهم ينتظرون اليوم الذي ستنتصر فيه الثورة بفارغ الصبر. • ما السيناريوهات المحتملة لمرحلة ما بعد صالح؟ إذا تم تسليم السلطة بطرق دستورية سيكون هناك مجلس انتقالي يضم عددًا من الشخصيات وخلال هذه الفترة الانتقالية سيكون هناك حوار جامع لكل اليمنيين المؤيدين ومعارضة الخارج والحراك والحوثيين وذلك من أجل الوصول إلي صياغة دستور وطني يلبي تطلعات كل أبناء وشرائح المجتمع اليمني. دستورا يقرر سلطة المؤسسات لا سلطة الفرد مبني علي النظام البرلماني وليس الرئاسي بعدها ستجري الانتخابات ومن سيفوز سيكون بخيار الشعب. • كيف تقيم أداء عبدربه منصورهادي نائب صالح؟ عبدربه منصور شخص محل تقدير ولكن ليس بيده الكثير من الأوراق ولو اسندت إليه مهمة حقيقة لكنا استطعنا ان نقيمه. والآن لو اتخذ موقفا من المواقف فنحن نعرف جيدا من يحركه فالأمور جميعها مازالت بأيدي ابناء رئيس الجمهورية وأبناء اخيه وبالتالي هذه القوي هي التي تفرض السياسية في اليمن الآن. • هل انتهي دور دول مجلس التعاون الخليجي في ادارة الازمة اليمنية؟ لو يتركنا هذا المجلس ودوله في حالنا لكان هذا افضل لنا و لهم فنحن لا نريد هذا المجلس ،ولا نريد الانضمام إلي هذا التجمع ولا نريد ثرواتهم. فالشعب اليمني تحمل الكثير من الأذي علي مدي عقود من الزمن والآن يدفع الضريبة من دماء ابنائه ولقمة عيشه واقتصاده ومستقبله وأمنه .و الاخوان في الخليج وبالذات السعودية لا يريدون النظام ولا المعارضة ولا الثورة ولا اليمن . هم فقط يريدون ان نتقاتل ليظل اليمن غير مستقر ونظل نستجدي منهم المعونات. • ما رأيك في التزام الجامعة العربية للصمت حتي الآن رغم تدهور الأوضاع اليمنية؟ دور الجامعة العربية ما هو إلا دور بروتوكولي لحضور المناسبات فقط وللأسف ليس للجامعة دورا يحقق المصلحة لأي قُطرٍ في الوطن العربي وهل قامت الجامعة العربية منذ انشائها وحتي اليوم بدور ايجابي لمصلحة العرب؟ وكأن هذا الجامعة وجدت حتي لا يكون للمواطن العربي أي طموح. والأمين العام لها ما هو إلا ساعي بريد يتسلم رسائل ويوصل رسائل وليست القضية قضيته ولكن الجامعة ككيان لا تستطيع ان تفعل شيئًا للشعوب. وهي تنفذ رأي الحكام ورغباتهم. ولكن حتما سيتغير امر العرب عندما تنتصر ثوراتهم. ووقتها ستصل قيادة الشعوب إلي سدة الحكم بإرادة شعبية منتخبة وستتحول الجامعة إلي كيان حقيقي يجمع العرب.