بعد أن هاجر رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) من مكة الي المدينة أراد أن يوطد أواصر الصلة ويوثق العلاقة بين المسلمين في مجشتمعهم الجديد لاسيما بين مسلمي مكة الذين سموا بالمهاجرين ومسلمي المدينة الذين سموا بالانصار، فعقد عقد المؤاخاة بين مسلم من المهاجرين وبين آخر من الانصار. وقد جري هذا الحدث في السنة الاولي للهجرة وبعد خمسين يوما أو ثمانية اشهر من وصول الرسول الاكرم (صلي الله عليه وسلم ) الي المدينة. وبعد ان تم عقد المؤاخاة لم يبق أحد من المهاجرين إلا وله اخ من الانصار غير الامام علي عليه السلام الذي لم ينتخب له الرسول اخاً، فسأل الامام علي عليه السلام رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) عن ذلك، فقال له: (ياعلي أنت أخي في الدنيا والآخرة). وفي رواية اخري (انا اخوك) وذلك في اشارة صريحة وواضحة الي موقع الامام علي عليه السلام في عالم الاسلام والي مدي قربه من الرسول حيث اراد (صلي الله عليه وسلم ) ان يقول إن عليا ليس له كفؤ بين المسلمين سواي، انا النبي وهو الوصي، انا الرسول وهو الهادي، انا المؤسس للاسلام وهو المفسر له. ويقول ابن عبد البر في الاستيعاب ان رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) عقد مؤاخاة اخري بين المهاجرين انفسهم، مثل المؤاخاة بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وبين طلحة والزبير وبين عمر بن الخطاب وابي بكر الصديق وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف... وهكذا. وكان من نتائج هذه الخطوة المباركة ان اصبح المهاجرون يرثون الانصار في اموالهم، واستمرت هذه الحالة حتي الي ما بعد معركة بدر حيث نزلت آية الارث لتنسخ ذلك الحكم.