فشلت محاولات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى اقناع الرئيس الروسى فلادمير بوتين باستخدام الحل العسكرى فى سوريا. ورأت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أن الرئيس التركى لم يتمكن من تحقيق الأهداف التى وضعها نصب عينيه حين توجه إلى سوتشي، إذ إنه لم يحصل على تنازلات من الرئيس الروسى. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس التركى أدلى قبل سفره إلى سوتشى بتصريح من شأنه أن يثير الاهتمام بمحادثاته مع الرئيس الروسي، حيث دعا إلى ضرورة خروج قوات روسية وأمريكية من سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن قصد أن تبقى القوات التركية وحدها فى سوريا ليتنفس أردوغان الصعداء. وكشف صحفيون أتراك للصحيفة الروسية حقيقة أن زيارة الرئيس التركى للرئيس الروسى تعلقت أولاً بنية روسيا لعقد ما سمّوه «المؤتمر القومى السوري» فى مدينة سوتشى فى أقرب وقت، أى أن روسيا تنوى تنظيم المحادثات بين ممثلى الحكومة السورية والمعارضة. ويُفترض أن يضم وفد المعارضة السورية أعضاء فى حزب العمال الكردستانى أيضا وهو ما لا يستطيع أردوغان قبوله. واختتمت الصحيفة: «هيهات أن يكون أردوغان حصل على ما أراد». وكان أردوغان عبر عن قلقه إزاء وجود قواعد أمريكية وروسية فى سوريا وقال إن الدول التى تعتقد حقا أن الحل العسكرى غير ممكن فى سوريا عليها أن تسحب قواتها. كان الرئيسان الروسى فلاديمير بوتين والأمريكى دونالد ترامب قالا فى بيان مشترك إنهما سيواصلان قتال تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا لكنهما اتفقا على أنه لا يوجد حل عسكرى للصراع الأوسع المستمر هناك منذ ست سنوات. وقال إردوغان قبل أن يتوجه إلى روسيا لإجراء محادثات مع بوتين «لدى مشكلة فى فهم هذه التصريحات... إذا كان الحل العسكرى خارج الحسابات فعلى من يقولون بذلك أن يسحبوا قواتهم».وأضاف أن «كلا من موسكووواشنطن أقامتا قواعد، وسلحت واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية» التى تعتبرها أنقرة متحالفة مع الانفصاليين الذين يقاتلون فى جنوب شرق تركيا. وقال «الولاياتالمتحدة قالت إنها ستغادر العراق تماما لكنها لم تفعل. العالم ليس غبيا وبعض الحقائق يقال بطريقة مختلفة ويمارس بشكل مختلف». وبعد أكثر من أربع ساعات من المحادثات مع بوتين فى منتجع سوتشى فى جنوبروسيا قال إردوغان إنهما اتفقا على التركيز على حل سياسى للصراع. وقد صرح وزير الدفاع الأمريكى ، جيم ماتيس، بأن التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة ضد الإرهابيين فى سورياوالعراق لن يغادر هذين البلدين طالما أن مفاوضات جنيف للسلام فى سوريا والتى ترعاها الأممالمتحدة لم تحرز تقدما. وقال ماتيس «لن نغادر فى الحال»، مؤكدا أن قوات التحالف الدولى ستنتظر «إحراز عملية جنيف تقدما». وأضاف خلال مؤتمر صحفى فى البنتاجون: «مهمة قوات التحالف هى القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية وإيجاد حل سياسى للحرب الاهلية فى سوريا. كما نفت وزارة الدفاع الأمريكية أن يكون التحالف الدولى تفاوض مع «إرهابيين»، وأكدت أنها لم تكن جزءا من النقاشات التى أدت إلى خروج عناصر تنظيم داعش وعائلاتهم من الرقة السورية قبل أسابيع. واعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية أن تنظيم داعش سيبقى يمثل تهديدا إرهابيا، حتى بعد تحرير ما تبقى من الأراضى العراقية والسورية، مشيرة إلى أنها ستواصل دعم الشركاء فى البلدين لمواجهة هذا التهديد. وأشارت إلى أن هذا الدعم سيتمثل فى استمرار مهام التدريب وتقديم الاستشارات وتبادل المعلومات الاستخباراتية والخبرات اللوجستية.