البهرة في مصر يصومون قبل حلول شهر رمضان بيوم .. والجامع «الأقمر» أكثر أماكن تجمعهم

والبهرة هم طائفة من الشيعة الإسماعيلية ويسكنون الهند وتعد بومباي معقلا لهم لكنهم ينتشرون في عدد من الدول العربية ومنها مصر، فيما يعد الغموض لا سيما في شعائرهم جزءا من حياتهم، وحول طقوس البهرة في رمضان يقول الشيخ جمال محمود إمام مسجد الاقمر، وهوأحد الاماكن المفضلة لتواجد الطائفة، إن من بين الطقوس الغريبة لطائفة البهرة في رمضان تقديمهم لصيام الشهر الكريم يوماً واحداً وتلك عادة تتبعها الطائفة كل عام واما عن سببها فلا يعلمه احد حتي أئمة المساجد التي يترددون عليها كذلك من بين طقوسهم الرمضانية الحرص علي التجمع بالمسجد عقب انطلاق مدفع الافطار مباشرة وأذان المغرب لصلاة المغرب وبذلك يميزون اذان المغرب وصلاتها عن باقي التوقيتات وذلك من خلال الحرص علي التجمع خلالها وذلك بشكل يومي خلال رمضان بينما تتطابق صلاتهم مع باقي المسلمين كذلك فهم يفضلون الافطار في المساجد ولكن لكل ادارة حرية الموافقة من عدمها في ذلك الامر لكنهم يحاولون في البداية اقناع الامام والمسئولين عن المسجد بذلك واذا فشلوا فيقومون بالتجمع في هيئة مجموعات بجوار كل مسجد من تلك المساجد للإفطار حولها .
ويشير الشيخ جمال إلي أن البهرة لا يفضلون الاختلاط فهم فئة مغلقة علي نفسها ولايثيرون المشاكل، وأن طائفة البهرة دائمة الزيارات لمسجد الأقمر لانه من الرموز المهمة بالنسبة لهم ذلك بالاضافة الي مساجد الحاكم بأمر الله المعروف بمسجد الانور والحسين ظناً منهم وحباً في مؤسس هذين المسجدين حيث يؤدون الصلاة دون تفريق بين الرجال والنساء، كذلك فهم يرددون الترانيم ويطوفون بضريح الحاكم بأمر الله الذي يمثل قبلة البهرة في مصر ثم يشربون من بقعة من أرض الجامع يعتقدون أن الحاكم بأمر الله شرب منها قبل أن يطوفوا رافعين الرايات والاعلام في شارع المعز لدين الله الفاطمي كذلك يقومون بتوزيع الصدقات والأموال علي الفقراء داخل المسجد طالبين منهم الدعاء مطالبين بالعمر المديد لسلطانهم محمد برهان الدين ويكثر توزيع تلك الصدقات في رمضان مؤكداً عدم خطورة الطائفة علي السكان لأنهم لايثيرون الفتن، ويوضح الشيخ جمال إن طائفة البهرة أغلبها من الهنود والباكستانيين ولا يوجد بينهم مصريون إلا القليل .
وعن موقف وزارة الاوقاف من زيارة طائفة البهرة الشيعية لأحد المساجد التابعة للأوقاف والاحتفال فيه يقول الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل وزارة الاوقاف لشئون المساجد ان وزارة الاوقاف لابد ان تعطي أذناً وتصريحاً لإقامة اي احتفالات او مراسم دينية لاي فئة وبناء عليه يتم التصريح بالموافقة للطرق الصوفية لإقامة احتفالاتهم بالمساجد علي ان تتحدد شروط محددة للاحتفال وهي الا تحتوي الاحتفالات علي رقص وأغان عادية أو الزغاريد المصاحبة لعقود القران بينما تقتصر علي الانشاد الديني المرتجل.
ويؤكد عبد العظيم ان الأوقاف لم يسبق لها ان وافقت علي اي طلب من طائفة البهرة الشيعية لإقامة اي احتفال ديني بالمساجد التابعة لها، وان الوزارة علي علم بزيارة طائفة البهرة الدائمة لمسجد الأقمر إلا انه لا يتم اي احتفالات متزامنة لتلك الزيارات انما يتم زيارة البهرة للمسجد علي اعتبارهم سائحين ومن ثم لا يوجد ما يمنع الزيارة العادية حتي اذا كانت مصاحبة لتوزيع مأكولات أو مشروبات فهي علي سبيل عمل الخير ولا ضرر منه لذلك لا يتم منعه لانه يتم علي سبيل النذر .
وعن اختيار مسجد الاقمر بالتحديد ليكون المكان المفضل الذي يرتاده طائفة البهرة الشيعية يوضح عبد العظيم ان نشأة المسجد له أصول تاريخية وتراثية ترتبط بمؤسس المسجد السلطان برهان الذي أعتنق ذلك المذهب لذلك يفضولون زيارته .
فندق بالدراسة
ومن بين المعلومات المؤكدة امتلاك بعض أفراد طائفة البهرة لفندق بمنطقة الدراسة يسمي دار الفيض الحاكمي الفندق مملوك لخمسة من الشركاء الهنود من طائفة البهرة وذلك ما أكده لنا أحد المسئولين عن الفندق من المصريين والذي رفض ذكر اسمه موضحاً ان هؤلاء الملاك هم عبارة عن رجال اعمال يمتلكون الفندق ويديرونه بغرض الاستثمار السياحي فهم في الاصل تجار كغيرهم من افراد تلك الطائفة التي يشتهر افرادها بامتلاك محال تجارية وتجارة بتلك المنطقة من القاهرة الفاطمية ولكنهم غير مقيمين في القاهرة طوال العام وعن توافد طائفة البهرة علي ذلك الفندق بالتحديد للإقامة به يقول المسئول ان طائفة البهرة منتشرة في تلك المنطقة وكذلك فهم يفضلون الاقامة في الاماكن القريبة من مزاراتهم ويعتبر ذلك الفندق من أقرب الاماكن لهم ويضيف المسئول ان أكثر الأوقات التي يتوافد فيها البهرة علي تلك الاماكن هي مع تزامن قدوم سلطانهم - كما يدعون - محمد برهان الدين وعلي حسب أقوال المسئول فهو حاصل علي دكتوراه من الازهر الشريف ويعيش في سوريا لكنه يأتي أحياناً زيارات للقاهرة ويقيم في الفندق ووقتها يتوافد عليه الزائرون من أبناء الطائفة ويمثلون زحاماً يشبه الاحتفال .
بينما ينفي المسئول وجود احتفالات وطقوس معينة تقام داخل الفندق مؤكداً ان قانون السياحة يمنع ذلك وهو ما سيعرض المكان للغلق اذا حدث ذلك ويوضح ان طقوس البهرة تتمثل في زيارة الاماكن الاثرية بالقاهرة الفاطمية والصلاة في بعض المساجد بها .