في عام 9 هجريا وردت الي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) انباء ان الروم اعدوا العدة لغزو الاجزاء الشمالية من الدولة الاسلامية، فقرر الرسول«ص» ان يصدهم بنفسه وأصدر أوامره لاستنفار المسلمين في المدينةالمنورة وخارجها، فأجابه جميع الناس الا المنافقون راحوا يختلقون الاعذار حتي لايخرجوا لقتال الروم. وفي الاول من رمضان سار جيش الاسلام بقيادة نبي الهدي (صلي الله عليه وسلم) وكان تعداده ثلاثين الفاً وقد سُمي ذلك الجيش (جيش العسرة) لشدة الحر وبعد المسافة وقلة المؤونة. وكان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قد استخلف الامام علي (كرم الله وجهه) علي المدينة ولرعاية اهله (صلي الله عليه وسلم)، وحين اراد الامام علي ان يرافق الرسول (صلي الله عليه وسلم) في غزوته خاطبه (صلي الله عليه وسلم) قائلاً: (اما ترضي ان تكون مني بمنزلة هارون من موسي، الا انه لا نبي بعدي)، وعندما وصل جيش رسول الله (صلي الله عليه وسلم) الي تبوك علي الحدود الفاصلة بين الدولة الاسلامية والدولة الرومانية خاف الروم وهربت قواتهم. فقرر الرسول عدم تعقيبهم فعاد بجيشه الي المدينة حيث بادر الي احراق مسجد الضرار الذي بناه المنافقون ليتخذوه قاعدة للنفاق والتآمر ضد الاسلام.