تركت الثورات العربية أثرها الواسع علي أحداث المسلسلات الدرامية الجديدة المقرر عرضها في شهر رمضان هذا العام بطرق مختلفة وبصيغ متباينة ظهرت في التنويهات والأجزاء الدعائية التي تعرض منها حاليًا علي عشرات القنوات. ورصدت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عددًا من تلك التأثيرات في مشاهد محددة من مسلسلات عدة بينها من الأعمال المصرية مسلسل «شارع عبدالعزيز» للمخرج أحمد يسري حيث يظهر أحد أبطاله «هيثم محمد» في مشهد يتم تكراره كدعاية للمسلسل قائلاً: «نهاية اللي بيحصل ده مش هتكون عادية، الشعب مش هيسكت، بكره نشوف ثورة». وفي مسلسل «دوران شبرا» للمخرج خالد الحجر تنتهي الأحداث بخروج أهالي الحي المصري الشهير إلي ميدان التحرير، للمشاركة في الثورة بعد تفاعلات طوال الحلقات بينهم وبين بعضهم البعض وبين الجهات الأمنية، ورجال الأعمال والساسة الذين يعيشون في الحي الذي يتميز بعدد أكبر من المسيحيين بجوار الأغلبية المسلمة حيث يظهر المتطرفون في الجانبين. الوضع بالنسبة للمسلسل مختلف تمامًا فالعمل بالكامل كان من الممكن ألا يظهر للنور لولا قيام الثورة في مصر، حيث ترد في أحداثه أسماء أو إشارات واضحة لشخصيات سياسية وأمنية مصرية مازالت علي قيد الحياة مثلها مثل رجل الأعمال أحمد الريان الذي تدور الأحداث حول قصة صعوده وتدميره التي لايزال يشوبها الكثير من الغموض حتي الآن. وبينما يفرض فريق العمل ستارًا من السرية علي تفاصيل الأحداث الساخنة والمتعلقة بأسماء شهيرة في النظام المصري السابق، إلا أن خضوع العديد منهم للمحاكمات وانتهاء سطوته السابقة سمحت لمؤلفيه حازم الحديدي ومحمود البزاوي ومخرجته شيرين عادل بمساحة أكبر من الحرية. وعلي مستوي الدراما الخليجية، ظهرت الثورات العربية بشكل أقل من خلال مشاهد محدودة معظمها كوميدية من بينها الجزء الجديد من المسلسل السعودي الشهير «طاش ماطاش» وفقًا للتنويهات حيث يظهر بطله عبدالله السدحان وسط أشخاص يبدون كمتظاهرين مرددًا «إلي الأمام إلي الأمام» و«من أنتم» و«زنقة زنقة» وغيرها من العبارات المنسوبة للعقيد الليبي معمر القذافي.