ألقي المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة كلمة أمس بمناسبة مرور 59 عاما علي قيام ثورة يوليو المجيدة، أكد خلالها أن القوات المسلحة توجت بثورة يوليو كفاح ونضال شعب مصر عبر العصور في سبيل الحرية والاستقلال والقضاء علي الاستغلال والاقطاع وتحكم رأس المال في الحكم. وأشار إلي أن ثورة يوليو استهدفت تحرير الارادة وإعلاء الكلمة واستقلال القرار وتحقيق العدالة الاجتماعية وارساء حياة ديمقراطية سليمة واقامة الجيش الوطني القوي. وقال إن الشهور الستة الماضية شهدت احداثا كبارا وتحولات ضخمة في مسيرة مصر الوطنية، كما شهدت تحديات تستهدف النيل من مصر ومن وحدة شعبها وأكد العزم علي المضي قدما في بناء مصر المدنية والحديثة، والقوية بشعبها وجيشها ومؤسساتها الامنية والقضائية.. وفيما يلي نص كلمة القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي. أبناء شعب مصر العظيم.. تمر هذه الايام تسعة وخمسون عاما علي قيام ثورة يوليو المجيدة التي توجت بها القوات المسلحة كفاح ونضال شعب مصر عبر العصور في سبيل الحرية والاستقلال والقضاء علي الاستغلال والاقطاع، وتحكم رأس المال في الحكم. انطلقت تلك الثورة المجيدة ليلة الثالث والعشرين من يوليو عام 52 من مبادئ سامية ونبيلة استهدفت تحرير الارادة واعلاء الكلمة، واستقلال القرار وتحقيق العدالة الاجتماعية في غير تميز أو تفرقة وارساء حياة ديمقراطية سليمة واقامة الجيش الوطني القوي. رعت ثورة يوليو المجيدة صالح الوطن والمواطن، فالتف الشعب حولها، وأيدها وناصرها وحظيت بتقديره واحترامه. ساندت ثورة يوليو الاحرار في كل بقاع الأرض والشعوب المتطلعة الي الحرية والاستقلال فدعمت نضالها وكفاحها حتي تهاوت حصون الاستعمار علي كل بقعة عربية في المغرب والمشرق وعلي امتداد القارة الافريقية ونالت تلك الدول حريتها واستقلالها واستعادت عزتها وكرامتها فتحية اعزاز وتقدير من شعب مصر العظيم وقواته المسلحة، لرجال ثورة يوليو الاحرار الذين خرجوا في تلك الليلة المباركة حاملين رءوسهم علي أكفهم فداء للوطن واعلاء لشأنه، ويتواكب احتفالنا بذكري ثورة يوليو المجيدة التي حملت القوات المسلحة لواءها وحظيت بتأييد شعب مصر العظيم ومساندته مع مرور ستة أشهر علي انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير التي حمل لواءها الشعب وحظيت بحماية القوات المسلحة وتأييدها. وأن هذا الجيل من شباب الوطن الذين خرجوا يوم الخامس والعشرين من يناير مطلع هذا العام نبت طيب من أرض مصر، ينتمون لشعب عريق تبنوا مبادئ سامية ونبيلة، أكدت احساسهم الوطني وادراكهم بمسئوليات شباب الوطن في تقدمه وصنع تاريخه. تحية اجلال واكبار لشهداء ثورة الخامس العشرين من يناير وتضحياتهم ولكل الشهداء من أبناء الوطن الذين ضحوا من أجل مصر وعزة شعبها. وأضاف المشير طنطاوي: أبناء شعب مصر العظيم لقد شهدت مصر خلال الاشهر الستة الماضية احداثا كبارا وتحولات ضخمة في مسيرتها الوطنية، شكلت مرحلة فاصلة في تاريخ شعبنا نحتاج لجهد كل المصريين، لتزيد من قدرتنا علي مواجهة تحدياتها وصعابها الطارئة، التي لا تحتمل التردد أو انصاف الحلول. ان تماسك جبهتنا الداخلية وصلابتها ضرورة وطنية، كي نواجه التحديات والصعاب التي تعتري مسيرة الوطن ولندرك الي أين نتجه وكيف نمضي نحو المستقبل الآمن المطمئن بعطاء وطني متواصل تحققه سواعد المصريين جميعا علي اختلاف فئاتهم وتوجهاتهم دون تفرقة أو تمييز لنعمل جميعا من أجل مصر في تكاتف وتعاون، وتوجه جاد نحو مواقع العمل والانتاج والتفاف حول هدف واحد وهو أن مصر أولا نضعها في قلوبنا وعقولنا ونفتديها بكل عزيز وغال في وعي كامل لما تواجهه من تحديات تستهدف النيل منها ومن وحدة شعبها. إن الشعب الذي رفض الهزيمة في عام 1967وحقق نصر أكتوبر المجيد عام 73 قادر علي تخطي الصعاب وصنع التاريخ بتكاتفه وتآلفه وتعاونه والتفافه حول راية الوطن. ومن هذا المنطلق فإن المصريين جميعا شركاء في وطن واحد يعيشون آلامه وآماله تجمعهم مبادئ وقيم وتقاليد عريقة ومصير وهدف واحد ايمانا منهم بأن الدين لله والوطن للجميع. إننا عازمون علي المضي قدما في بناء مصر دولة مدنية حديثة قوية بشعبها وجيشها ومؤسساتها الامنية والقضائية الساهرة علي مصلحة الوطن والشعب مدركين لركائز بناء القدرة القادرة علي حماية الوطن وصون مصالح شعبه، ركائز يخطئ من يستهين بها أو يتجاهلها. كما أننا ماضون علي طريق ترسيخ اركان الدولة الديمقراطية، التي تعزز الحريات وحقوق المواطنين، من خلال انتخابات برلمانية حرة ونزيهة ووضع دستور للبلاد، وانتخاب رئيس للجمهورية يختاره الشعب، طبقا لما سبق وأعلنه المجلس الاعلي للقوات المسلحة. ان الاقتصاد المصري يشكل ركيزة أساسية من ركائز الامن القومي ولقد استطعنا خلال الاشهر القليلة الماضية تجنيبه المحن والازمات التي كادت أن تعصف به وأثبتنا قدرتنا علي مواجهة تلك الازمات بإجراءات متعددة وبإمكانات وطنية خالصة وموارد وجهود ذاتية. واننا حريصون علي اقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم نبادلها احتراما باحترام وتعاونا مشتركا لصالح شعبنا وشعوبهم في التزام كامل بجميع المعاهدات والمواثيق الاقليمية والدولية، وتمسك بالحفاظ علي ارادتنا الحرة ولسوف تظل مصر تضطلع بدورها التاريخي في منطقتها والعالم وهو دور يستمد قوته من مكانتها وتاريخها وموقعها وحضارة شعبها. وقال المشير طنطاوي في كلمته: سوف نواصل جهودنا ودعمنا لعملية سلام الشرق الاوسط واضعين تحركنا علي الصعيد العربي علي رأس أولويات سياستنا الخارجية ولن نتردد في اتخاذ مواقف تدعم التعاون بين مصر وشقيقاتها العربيات، نساند قضايا امتنا في جميع المحافل الدولية ونحمي أمنها القومي وندافع عنه في مواجهة أيه محاولات للنيل منه. كما أننا نضع تحركنا علي الصعيد الافريقي في مقدمة اهتمامات سياستنا الخارجية ونولي اهتماما كبيرا بعلاقات مصر بدول حوض النيل تقوم علي التعاون وتحقيق المصالح المشتركة وأننا واثقون في قدرتنا علي التوصل الي رؤي مشتركة تحقق أهدافنا الوطنية. اننا عاقدون العزم علي مواجهة تحديات الداخل والخارج بقوة لا تلين، واثقين في قدرتنا علي التغلب عليها بروح أكتوبر التي قويت علي الصعاب وحققت النصر التاريخي المجيد. كما أننا مواصلون تطوير وتحديث قواتنا المسلحة لتظل الدرع الواقية للوطن والحصن المنيع للشعب ولرجالها وأوجه تحية الاعزاز والتقدير، لدورهم الوطني الذي يضطلعون به وهم يرابطون علي الحدود وفي كل المواقع يحمون مصر ارضا وشعبا مؤكدين أن كرامة مصر من كرامة مواطنيها ولدورهم في تقديم الحماية الكاملة للشعب خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير وحفاظهم علي الممتلكات العامة والخاصة في ايمان كامل بأنه لاتفريط في أمن الوطن واستقراره. حمي الله مصر ووقاها شر الفتن، ورعي شعبها العريق وأيده دوما بنصره.