قال طارق عامر، محافظ البنك المركزي، إن مصر لا تنتظر معونة من أحد، لأنها دولة كبيرة ولديها مقومات، مشيرًا إلى أن هناك شركات بترول عملاقة ستقوم بضخ مليارات الدولارات فى السوق المصرية هذا العام، وأصبح لدينا مشروعات فى البنية التحتية فى الكهرباء. وأكد عامر خلال حوار خاص مع الإعلامى أسامة كمال، ببرنامج ، على قناة «DMC»، أمس الأول أنه كان علينا أن نجد البديل فى الأسواق الدولية وفى الأموال الموجودة محليا لذلك لجأنا لصندوق النقد. وأوضح محافظ البنك المركزى، أن المستثمرين جاءوا بمجرد الإعلان عن تحرير سعر الصرف واستطعنا استعادة النقد الأجنبى المتداول فى الشارع إلى داخل القطاع المصرفى. وأضاف عامر أنه عندما تم طرح سندات دولاريه بقيمة 4 مليارات دولار، تلقى طلبات ب15 مليار دولار لشرائها. وأكد عامر أن تحويلات المصريين بالخارج عادت إلى مستوياتها العليا، بحيث تسير حاليا على 20 مليار دولار فى العام، كما أن الاستثمار الأجنبى يعود مرة أخرى وهذا يجعل هناك سيولة فى السوق، مضيفًا أن السياحة بدأت تعطى أرقامًا أفضل فى الوقت الحالى. وأوضح محافظ البنك المركزى، أنه وجه رسالة لرئيس صندوق النقد الدولى، مفادها أن مصر لا تحتاج للمال ولكن ترغب فى القرض باعتباره شهادة من الصندوق بقوة الاقتصاد ولمساعدتنا فى الانضباط. وأكد، أنه كان فرحًا بقرار تعويم الجنيه، قائلًا: «إننى كنت فرحان جدا بتطبيقه.. وكنت مستعجلًا على إجرائه، مشيرا إلى أن تطبيقه كان له أثر إيجابى على البلاد». وأضاف عامر أنه كان يعلم آثار القرار الإيجابية وأن تحرير سعر الصرف جاء فى إطار برنامج إصلاحى كامل، موضحًا أنه لم يكن يتوقع أن تستجيب الأسواق للإجراءات الإصلاحية بهذه السرعة، خاصة أسواق الاستثمار الدولى. وعلق على تصريحه السابق بأنه سيخفض الدولار ل 4 جنيهات، قائلا: «كانت نكتة على المصريين واتفهمت بالخطأ»، مشيرًا إلى أن التوقعات الدولية تؤكد أن أسعار صرف الجنيه ستتحسن، مبينًا أنه تمت تغطية 3 مليارات دولار من القروض منذ أن تولى مهام منصبه فى نوفمبر2015. وشبه حالة سعر صرف الجنيه حاليًا بالطفل المريض بالسخونة، الذى تتذبذب حرارته صعودًا وهبوطًا إلى أن يتناول الدواء ويستغرق العلاج فترة لحين انخفاض حرارته تدريجيا إلى أن تستقر. وأوضح عامر أن الاتفاق الذى أبرم بين مصر والبنك الصينى المركزى ليس للتجارة الداخلية، ولكن تم وضعه فى احتياطى البنك المركزي، موضحًا أن الواردات من الصين تخطت ال10 مليارات دولار فى العام الماضى ومن المحتمل التعامل بعملة اليوان الصينى قريبًا. وأشار محافظ البنك المركزى إلى أن التجارة مع الصين بدأت تنخفض بسبب اختلاف الأسعار بعد تحرير سعر الصرف، مشيرا إلى أنه لا يوجد اتفاق مع روسيا لاستخدام الروبل، والتبادل التجارى بين مصر وروسيا ليس كما هو مع الصين.