تحت شعار "مغلق صباحًا للعمل"، تخلو خيام المتظاهرين من أبناء مدينة الإسماعيلية والمقامة في حديقة عامة بميدان الممر، أثناء فترتي الصباح والظهيرة، وبعد التمكن من اختراق الكردون الأمني، الذي حرص علي حراسة الخيام خاوية، بدا المشهد مثيرًا لاستياء العامة من أبناء المدينة بعد رفض أشخاص مجهولين اقتراب الأهالي من الحديقة العامة، بحجة أنها خصصت للتظاهر.. وكأن الميدان أصبح ملكًا للثوار فقط دون أن يكون للمارة أو العامة حق فيه، وعلي طول الحديقة أقيم منفذ غير مرخص أشبه بالميني ماركت، جلس بجواره أصاحبه وأصدقاؤه يدعون أنهم من المتظاهرين ويعلنون رفضهم لاقتراب أي مصور لالتقاط صور تذكارية نهارًا، بحجة أن المتظاهرين نائمون داخل الخيام، التي بدت خاوية، وأكدوا للعامة والمصورين أنه في حالة الاعتراض، عليهم اللجوء إلي المتظاهرين ليلاً. ويقول محمد موسي، ناشط بحركة 6 أبريل بالإسماعيلية، إن الأعضاء يحرصون علي مشاركة أقرانهم بالتحرير والسويس تظاهرهم، خاصة لقناعتهم بعدم جدوي الاعتصام بالإسماعيلية، وأن الخيام ليس للحركة دخل في إقامتها وأنها ملك حركات تصر علي استمرار التظاهر بالإسماعيلية. من ناحيته أكد أسامة العلاف، أمين لجنة غد الإسماعيلية، الذي حرص علي المشاركة في التظاهرات منذ اليوم الأول بصفته الشخصية وليست الحزبية، أن المتظاهرين حددوا فيما بينهم مواعيد للاعتصام بغرض قيامهم بأعمالهم نهارًا وعدم تأثير الاعتصام علي عجلة الإنتاج، وأنهم شكلوا لجانًا للنظام تحمي المكان من اندساس بلطجية أو متسولين، وعليها استلام البطاقات الشخصية من المترددين علي الميدان بغرض الزيارة أو الاعتصام، مؤكدًا استئناف الاعتصام ليلاً بصفة يومية وتنظيم أمسيات ثقافية وأدبية ونقاشات سياسية، مؤكدًا أن الاعتصام قلل من تفشي ظاهرة انتشار المتسولين. اللواء صلاح عثمان أحد شهود العيان، أكد تعاطفه مع الثوار منذ البداية بسبب فساد الداخلية وأحداث التحرير المتعاقبة، ومنها موقعة الجمل وأحداث ميدان عبدالمنعم رياض، واصفًا ما حدث بمحاولة إجهاض الثورة، وبالرغم من هذا رفض استمرار التظاهر، مطالبًا بإمهال السلطات القضائية وقتًا لاستكمال المحاكمات العادلة للفاسدين، مشيرا إلي اندساس عناصر تهدف إلي إحداث الوقيعة بين الشعب والأنظمة الحالية بغرض زعزعة استقرار البلاد، وبما يطيح بحلم دفع عجلة الإنتاج بعد توقفها خلال الأحداث الراهنة، منوهًا إلي استمرار تواجد الميادين في حال حدوث أي خلل بالوعود المكتسبة. وفي سياق متصل يواجه ميدان الممر ظاهرة انتشار أطفال الشوارع، الذين يتسولون طوال اليوم، ويلجأون بالليل إلي شم "الكولة" وسط غياب أمني غير مسبوق، إلا أن انتشار المظاهرات في الفترة الأخيرة قلل بشكل كبير من تلك الظاهرة تخوفًا من انتشار القوات المسلحة.