في مقالي بالأمس تحت عنوان "فكرة لمشروع قومي" طرحت عن تصور لمصر عام "2050" كيف يجب أن تكون مصر؟! رؤية شاملة يجب أن تعمل عليها مراكز دراسات متخصصة سواء في الجامعات المصرية أو مراكز البحوث (خاصة أو عامة)!! وكذلك مجلس وزراء مصر، بحكم اهتمامه بشئون البلاد، فليس من المعقول أن تفكر الحكومة في مشروع للغد أو لليوم، دون وضع تصور للبلاد عما ستكون عليه، بعد أربعين عاما! هذا أمر أعتقد بأنه يشغل الساسة المحترمين في هذا البلد، ويشغل أيضاً المفكرين المصريين وكانت الرؤية التي تقدمت بها في مقالي بالأمس هي فكرة استقطاع «خُمس» شبه جزيرة سيناء (ثلاثين ألف كيلو متر مربع) في منطقة محددة من أصل المساحة الكلية لسيناء "مائة وخمسين ألف كيلو متر مربع"، علي أن تقوم علي الفور بتعيين جهاز إداري علي مستوي وزير دولة أسوة بما فعلناه في مشروع السد العالي، ويكون موقعه في (منطقة ما) في الإقليم المزمع تخطيطه علي أعلي مستوي، (راجع مقالي السابق) وقد جاءني ردود فعل كثيرة - كان من أهمها ما قدمه لي المهندس الاستشاري الكبير والمخطط العمراني "صلاح حجاب"، حيث أفرد لي حديثاً عن تقدم حكومة "هونج كونج" بعد اتفاقية السلام، تقدموا للرئيس الراحل أنور السادات، بفكرة أو اقتراح بإنشاء مدينة كبيرة بحق امتياز لأكثر من تسعين عاماً، حيث كانت المدة المقررة لحق امتيازهم علي "هونج كونج" قد قاربت علي الانتهاء عام 1999 وكان رد الرئيس السادات، لا، آسف! هؤلاء قادمون من الشباك بعد أن خرج اليهود من الباب !!وله حق في ذلك! إلا أن المشروع الذي تقدموا به هو تقريباً نفس الذي طرحته أنا في مقالي (فكرة لمشروع قومي)! ولكن مشروعي مصري وبأموال المصريين فقط! وقد اتفق كثيرون معي علي الفكرة العامة دون الدخول في تفاصيل، بأن المصريين قادرون علي تنمية وإقامة وإنشاء هذا الإقليم العظيم، علي مساحة ثلاثين ألف كيلو متر مربع - يعني ذلك المسطح (ثلاثين مليار متر مربع) إقليم عظيم، يخطط علي أن تكون مصر عام 2050 بعد إنشاء هذا الأقليم، تمتص الزيادة في السكان، وتجلب استثمارات صناعية وتجارية وخدمية وترفيهية بمليارات الدولارات. هذا التصور يبدأ بإرادة سياسية وطنية، وبقرار عظيم، يبدأ. بتشكيل هيئة أو وزارة، وليست علي نمط (الهيئة القومية لتنمية سيناء) وهي التي أسميتها حينما كان يتولاها الدكتور محمود شريف "بالهيئة الوهمية لتنمية سيناء". نحتاج لرأي وآراء كل مهتم بمستقبل مصر في هذا المشروع!