شدد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شئون اللاجئين الفلسطينيين «زكريا الأغا» علي أن بلاده لن تقبل بتأجيل خطوة الذهاب إلي الأممالمتحدة للحصول علي الاعتراف بالدولة مهما كانت الضغوط إلي في حال وجود بديل ملموس علي الأرض يشمل وقفًا فوريا للاستيطان ومرجعية واضحة للمفاوضات. واتهم الأغا في معرض حديث اختص به «روزاليوسف» خلال تواجده بالقاهرة اللجنة الرباعية الدولية بعدم الوضوح والانجرار خلف ما تقرره الولاياتالمتحدة، مؤكدًا استمرار الضغوط علي السلطة الفلسطينية لعدم اتمام المصالحة مع حماس، نافيًا في الوقت نفسه تهديد أي من الدول العربية بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وعن الثورة المصرية، أوضح «الأغا» أنها في صالح القضية الفلسطينية لكن «تنقصها» وحدة القوي المشاركة ووضوح الأهداف، وإلي نص الحوار: أعلنتم عن صعوبات تهدد وضع اللاجئين الفلسطينيين الآن، فما أهم تلك التحديات؟ أهم ما يتهدد وضع اللاجئين هو المحاولات الدولية، أو الأمريكية والإسرائيلية لتجاوز قرارات الشرعية الدولية وحق العودة ومشروعات التوطين.. وكذلك المحاولات لإلغاء «الأونروا» ووقف عملها من خلال عدم التزام الدول المانحة بالتزاماتها تجاهها ما أدي ويؤدي إلي توقف أو عجز كبير في تغطية مصروفاتها بالنسبة لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. هل هناك تقصير من بعض الدول العربية تجاه الأونروا؟ نعم، فالدول العربية يفترض أن تدفع نسبة 7.7% من الميزانية، بينما ما تقدمه حتي الآن هو 2% بنسبة عجز 5.7% تقريبا، ودئمًا ما تنتقد بأنها مقصرة بالنسبة للميزانية العادية للأونزوا. هل تري أن الضغوط ازدادت علي الفلسطينيين الآن نتيجة تأكيدهم أكثر من مرة أنهم ذاهبون للأمم المتحدة للحصول علي الاعتراف بالدولة؟ الضغوط متواصلة، وليس فقط من أجل منعهم من الذهاب إلي الأممالمتحدة بل كذلك هناك ضغوط من أجل وقف المصالحة والتنازل عن الحقوق الفلسطينية وضغوط من أجل عودة المفاوضات مع إسرائيل بدون ضمانات لنجاح هذه المفاوضات وبدون توقف فعلي للاستيطان وبدون مرجعية لهذه العملية. هل تضغط اللجنة الرباعية الدولية علي الجانب الفلسطيني لقبول التفاوض مع الإسرائيليين؟ للأسف اللجنة الرباعية الدولية في معظم الأحيان تتبع الولاياتالمتحدة، وندعو أن يكون للجنة الرباعية موقف واضح من المفاوضات من القضية الفلسطينية والدولة الفلسطينية، وألا تنجر لمواقف الولاياتالمتحدة.. فهي دائمًا تحاول أن تكون محايدة لكن قراراتها ومواقفها غير واضحة وغير جلية. هل نمي إلي علمك أن بعض الدولة العربية، دولة أو دولتين، هددت بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟ غير صحيح، لا أعتقد ذلك. برأيك، كيف سيكون الموقف الفلسطيني إذا طلب منكم تأجيل الذهاب إلي الأممالمتحدة للاعتراف بالدولة؟ لا يمكن أن نقبل إلا بوجود بديل، والبديل هو أن تكون هناك موقف واضح.. إذا كان هناك بديل بوقف الاستيطان الإسرائيلي والتأكيد علي مرجعية للمفاوضات وعلي قرارات الشرعية الدولية بخصوص القضية الفلسطينية.. من الممكن أن نقبل ذلك. هل تقصد بموقف واضح «مكتوب» أم «شفهي»؟ المواقف الواضحة ليس المهم أن تكون مكتوبة، المهم أن تكون قابلة للتنفيذ وترجمتها علي أرض الواقع بمعني، إنه عندما نقول وقف الاستيطان يكون هذا مترجم من خلال أمر إسرائيل والطلب منها وقف الاستيطان الفوري. في شأن المصالحة بين حركتي «فتح وحماس، ما الذي يعيق اتمامها إلي الآن وهل فشلت محاولات التقريب؟ لا أعتقد أن الطرفين لديهما إرادة قوية للمصالحة وربما نشهد خلال الفترة المقبلة نشاطا وعودة إلي تنفيذها. القطار تحرك ولا يمكن أن يعود للخلف.. هل فقط غياب الإرادة هو السبب الرئيسي في تعطيل اتمام المصالحة؟ أيضًا تباين وجهات النظر في التنفيذ بالنسبة لتشكيل الحكومة، فهناك أسماء معروضة وكل طرف يحاول أن يقدم ما يراه مفيدا للمرحلة المقبلة. هل هناك بوادر للاتفاق علي تسمية الحكومة الفلسطينية الجديدة؟ الأيام المقبلة ستجيب عن هذا التساؤل خاصة أن هناك أسماء مطروحة بالفعل الآن. كيف تقرأ المشهد الفلسطيني في ظل الثورات العربية المحيطة؟ الثوارت العربية لها نتائج إيجابية علي الوضع الفلسطيني ولعلنا نري هذه النتائج في الأيام المقبلة. هل تري أن ما حدث في مصر ثورة 25 يناير يصب في مصلحة الفلسطينيين؟ هو في صالح القضية الفلسطينية بصفة عامة، وما يجري في مصر وهذا الحراك الشعبي أعاد إلي الذاكرة المواقف القومية لجمهورية مصر العربية وأعاد للذاكرة التضحيات التي قدمها الشعب المصري للقضية الفلسطينية. هل نحن في حاجة إلي شخصية قومية عربية جديدة لدعم القضية الفلسطينية ولم الشمل؟ نريد أن يعود الشعور القومي في مصر وفي غيرها من الدول العربية وبغض النظر عمن يحكم مصر، المهم هو ما يريده الشعب المصري، نحن ندعم الشعب المصري وندعم تطلعاته ونحترم خياراته سواء لحكومته أو أي رئيس مصري قادم ينتخبه الشعب.. سنقدره وملتزمون بكل ما يقدره الشعب المصري. برأيك كسياسي فلسطيني مخضرم، ما الذي تحتاجه الثورة المصرية الآن؟ تنقصها وحدة القوي المشاركة في الثورة ووضوح الأهداف، ويجب أن يكون هناك مشروع قومي مصري تلتف حوله كل مقومات الثورة المصرية، وكل قوي الثورة المصرية، فنحن كفلسطينيين نحزن عندما نري اختلافا في الرؤي اختلافا في قوي ثورة 25 يناير، نريد أن نري كل هذه القوي موحدة حول هدف واحد.. ومشروع قومي في جميع المجالات الحياتية، الديمقراطية، النمو، التقدم ومختلف المجالات الخاصة بالحياة المصرية.. وكذلك في علاقاتها العربية والدولية، نريد أن تعود مصر دولة رائدة وقائدة للعالم العربي وإفريقيا.