أبدت السلطة الفلسطينية وحركتا حماس وفتح رفضها الشروط التى حددها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، لإبرام اتفاق سلام خلال محادثات السلام المباشرة المقررة فى 2 سبتمبر المقبل، وعلى رأسها ضرورة اعتراف الفلسطينيين ب«إسرائيل» كدولة يهودية وعدم تمديد قرار تعليق الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية، بينما تكشفت أنباء عن أن اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الأخير لم يصوت على قرار الذهاب إلى المفاوضات. ورفض رئيس دائرة المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، تعليقات نتنياهو التى اعتبر فيها الاعتراف بيهودية الدولة أحد أسس أى حل مستقبلى للصراع، ووصفها بأنها «اشتراطات لا مفاوضات»، وقال: «إذا أراد المفاوضات فهو يعرف أن هذه الشروط لا يمكن أن تقبل مجددا قوله إن السلطة الفلسطينية ستترك المفاوضات المباشرة إذا استأنفت إسرائيل الاستيطان. من جانبه، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمود العلول أن مواقف واشنطن وتل أبيب الأخيرة حيال استئناف المفاوضات المباشرة مخيبة للآمال لتجاهلها المرجعيات الأساسية للسلام.وبينما قال رئيس الوزراء فى الحكومة المقالة إسماعيل هنية إن موافقة السلطة على المفاوضات سياسة فاشلة، قال سامى أبوزهرى، المتحدث باسم «حماس»، إن المفاوضات المعلن عنها فى ظل تصريحات نتنياهو كارثية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال. وفى الوقت نفسه، أكد مصدر فلسطينى أن الرئيس محمود عباس «أبومازن» طلب مهلة شهراً من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لتجريب المفاوضات المباشرة. وتأكيدا للموقف الإسرائيلى، رفض سيلفان شالوم، النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلى، إنهاء قرار تجميد الاستيطان فى موعده المحدد 26 سبتمبر المقبل، بينما قالت صحيفة «هاآرتس» إن نتنياهو يهدف من المفاوضات إلى نشر جيش الاحتلال فى غور الأردن، وكسب اعتراف الفلسطينيين بدولة يهودية واستمرار الاستيطان. وحول جدوى المفاوضات حددت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية 3 أسباب تستبعد تحقيق نتائج مرضية، وتمثل السبب الأول فى عدم وجود أى إشارة تدلل على أن الفلسطينيين سيقبلون بأقل من دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على أراضى الضفة وغزة، عاصمتها القدسالشرقية، وأن تتمتع بنوع من الاستقلال السياسى، وتسوية قضية اللاجئين. والسبب الثانى، بحسب المجلة، أنه لا توجد أى إشارة بأن تقبل إسرائيل أكثر من دولة فلسطينية «رمزية» تتألف من كانتونات منفصلة مع سيطرة إسرائيل على مجال تلك الدولة الجوى وحدودها ومصادر المياه. والسبب الثالث الذى حددته المجلة هو عدم وجود أى علامات على أن الإدارة الأمريكية ترغب فى ممارسة ضغوط قوية على إسرائيل، فى حين أن واشنطن كانت تضغط على «أبومازن» بقوة مما جعله يقبل التفاوض، وبينما تتهرب إسرائيل من بحث حدود الدولة الفلسطينية المرتقبة إلا أن أوباما تخلى عن ممارسة أى ضغوط على نتنياهو لذلك فلن يغير الأخير من مواقفه فى ظل غياب تلك الضغوط. وتختتم المجلة بقولها إن تحديد موعد لاستئناف المحادثات المباشرة لا يجعلنا نعتقد أنه يمثل انفراجة ملحوظة إلا أن الشىء الوحيد الذى يؤكد أن سياسة الولاياتالمتحدة تجاه عملية السلام قد تغيرت هو تحقيق نتائج ملموسة.