استطاعت الفنانة السورية أن تبكى جمهور مهرجان الاسكندرية السينمائى بسبب فيلمها «أنا وأنت وأبى وأمى» الذى يتناول قصة انسانية من حياة اسرة سورية تعيش تحت ظروف الحرب وجسدت خلاله شخصية أم وزوجة سورية. سوزان فى حوارها التالى تحدثت عن ظروف تصوير الفيلم ورأيها فى تقديم أعمال فنية تتناول ما يحدث على ارض سوريا كما تطرقت لازمتها الاخيرة مع الفنان جمال سليمان ورأيها فى الزواج والحجاب. ■ كيف ترين مشاركتك هذا العام فى مهرجان؟ - سعيدة جدا بالمشاركة فى هذا المهرجان العريق وهى المرة الثانية أن أشارك فى مسابقاته والمرة الاولى كانت من خلال فيلم قط وفأر وأنا أحب فكرة المهرجانات جدا لاننا لا نجتمع كفنانين عرب كثيرا خاصة فى ظل ظروف الوطن العربى لذلك أحدها فرصة لتبادل الثقافات. ■ حدثينا عن تجربة فيلم «أنا وأنت وأبى وامي» وكواليس تصويره فى سوريا فى ظل ظروف الحرب هناك؟ - تفاجأت بالفيلم ومدى تأثيره ولم أكن أعلم أنه سيؤثر فى شخصيا بهذا الشكل فهو السهل الممتنع وبه كل التفاصيل التى عشناها كلنا فى ظل هذه الظروف القاسية التى نمر بها كسوريين فقد نسيت أننى أمثل فى الفيلم ولكن أشاهد وجعا سوريا ولم يعد يهمنى هل سيعجب الناس أم لا وهل سيشارك فى مهرجانات ام لا فأنا صدقته جدا فهو يتحدث عن عائلة سورية تعيش تحت وطأة الحرب وتحدث خلافات بين افرادها فى الآراء السياسية وهذه الاختلافات ادت لانفصال زوجين بعد زواج دام عمرا طويلا. ■ جسدتى شخصية امرأة أكبر من سنك وأما لشاب فى الثلاثينيات فى الوقت الذى تهرب فنانات من هذه النوعية من الأدوار .فما تعليقك؟ - لا انظر للأدوار بهذا المنطق وستتعجبين عندما أقول لكى أن هناك نقدا وجه لك بخصوص هذا الامر ووصفونى اننى جريئة وهذا اسعدنى فأنا لاعبة لكل الادوار والاعمار والمهم الرسالة التى يقدمها هذا الدور. ■ كيف استطعت تصويره فى سوريا فى ظل ظروف الحرب؟ - بالتأكيد واجهتنا صعوبات لأننا صورنا والصواريخ فوق رءوسنا وصاروخ قتل مديرة مدرسة فى موقع التصوير الذى كنا نصور فيه وعندما كنا نخرج للتصوير لا نعلم إذا كنا سنعود لبيوتنا ام لا ايضا صعوبة الطقس والعواصف الثلجية التى كانت تعطل التصوير كثيرا. ■ ما حقيقة تشابه دورك فى الفيلم مع حياتك الشخصية وانفصالك عن زوجك بسبب الاختلافات السياسية؟ - حقيقى هذا حدث بالفعل وتكرر مع اكثر من عائلة لكن اظل انا وزوجى بيننا احترام متبادل وأولاد هم كل حياتى. ■ هل تضايقت من عدم حصوله على جائزة فى المهرجان؟ - ليس بالضرورة ان يحصل الفيلم على جائزة لكن يكفى أن يحصد اشادة الذين شاهدوه سواء جمهور عادى أو صحفيين ونقاد وفى النهاية هناك حسابات ومعايير يتم اختيار الأفلام الفائزة على أساسها لن يغير فى المعادلة وأتمنى أن يشاهده الجمهور العربى فى كل مكان. ■ هل سيعرض الفيلم تجاريا خارج سوريا؟ - أتمنى ذلك وأتمنى أن كل الوطن العربى يراه ويشارك فى مهرجانات. ■ هل ترين أن السينما السورية لها دور الآن فى نقل ما يحدث هناك؟ - بالتأكيد لها دور خاصة أن ما يحدث الآن على ارض سوريا يتم تشويهه وتزييفه من قبل الاعلام وواجب الفن أن يأخذ دوره فى مقاومة الحروب وتصليح افكار الإعلام الخاطئ الذى من الممكن أن يرفع دولة ويسقط دولة ويبنى مجتمعا فالفنان كلمته هنا مهمة. ■ كيف رأيت المشاركة السورية فى مهرجان الاسكندرية؟ - تعودنا على حالة الحرب اليومية التى نعيشها وأصبحنا نريد أن نتواجد ونرجع كما كنا والحمد لله سوريا تواجدت بشكل مشرف هذا العام بمهرجان خاصة أن شعار المهرجان كان « السينما والمقاومة» وسوريا على رأس الدولة التى تخوض معركة الوجود والمقاومة. ■ هل دفعت ثمن آرائك السياسية فى الأزمة السورية؟ - تحاسبنا كثيرا على مواقفنا السياسية والبلد كلها تحاسبت وليس الفنان فقط وعلى المستوى الفنى الأعمال السورية لم تعد تباع واذا تم يكون بأسعار باخسة. واستردت قائلة: عندما أتحدث عن سوريا والحرب فيها فأنا لا اتحدث فى السياسة ولكن اتحدث عن بلدى. ■ البعض يرى تناول الأعمال الفنية للازمة السورية الآن. فما رأيك فى هذا الامر؟ - التناول الآن صحيح لأنه توثيق درامى ونقل قصص انسانية من واقع المواطن السورى الذى ما زال يعيش على ارض سوريا ولم يغادرها. ■ لماذا لم نراكِ فى السينما المصرية بعد فيلم قط وفأر؟ - السينما ستكون على قائمة أولوياتى فى مصر خلال الفترة المقبلة فبعد قط وفأر لم اجد عرضا مميزا لى وأنا ارفض مجرد التواجد. ■ هل فكرة ارتداء الحجاب واردة فى حياتك؟ - ممكن وقد فكرت فيه عدة مرات لكن أنا حجابى داخلى واعرف ربنا كويس جدا ولا أؤذى اى شخص وأمارس دينى باخلاقى وفى رأيى أن اى انسانة سواء كانت فنانة أو لا ترتدى الحجاب لابد أن تكون وصلت لاعلى مرحلة من التقى وترتديه عن اقتناع حتى لا تخلعه وشخصيا يوم ما ارتدى الحجاب وقتها سأحتجب عن الدنيا كلها. = هل هناك شخصية تاريخية تتمنين تجسيدها؟ - مى زيادة. ■ هل من الممكن أن تتعاونى مع الفنان جمال سليمان بعد خلافكما الأخير؟ - فما المانع فهو فنان كبير الفن والشغل حاجة وليس له علاقة بالخلافات السياسية اما الذين اساءوا لسوريا بشكل مباشر بالتأكيد ارفض العمل معه علاوة أن جمال سليمان رأيه فى الاحداث موجود من قبل الحرب.
