استهدف انفجار مدو وقع صباح أمس المقر الإقليمى لحزب العدالة والتنمية الحاكم بمحافظة فان شرقى تركيا ذات الأغلبية الكردية، مسفرا عن إصابة 11 شخصا ولم تذكر أية أنباء عن وجود قتلى. من جهته، قال برهان كاياترك البرلمانى من حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا إن مبنى الحزب كان مؤمنا بشكل جيد ولم يتعرض لأضرار بالغة. وتشهد تركيا منذ عامين تقريبا ارتفاعا فى وتيرة الهجمات المتسلسلة التى تنسب إما إلى تنظيم داعش المتشدد أو مسلحى حزب العمال الكردستانى. والتفجير، الذى ضرب المدينة فى أول أيام عيد الأضحى، يأتى بعد أكثر من أسبوعين على شن القوات التركية عملية فى شمال سوريا. وقالت أنقرة إن العملية، التى أطلق عليها درع الفرات، تهدف إلى التصدى لداعش والمقاتلين الأكراد على الشريط الحدودى بين سورياوتركيا.. ونجحت العملية، التى تشارك فيها قوات تركية خاصة وفصائل من الجيش السورى الحر، فى دحر داعش من مناطق حدودية والحد من تمدد الأكراد. وتسعى تركيا إلى دفع القوات الكردية، التى تدعمها واشنطن، إلى التراجع إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات، ومنعها من توسيع مناطق سيطرتها. على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة التركية، الأكاديمى البارز فى البلاد، محمد ألتان، وشقيقه الصحفى والكاتب، أحمد ألتان، وسط مخاوف حقوقية متنامية من استغلال أنقرة للانقلاب الفاشل فى سبيل تنحية كل الأصوات المخالفة. ونقلا عن صحيفة «الجارديان» البريطانية عن مصادر تركية، فإن الأخوين جرى اعتقالهما بتهمة نشر «رسائل تمويهية عن انقلاب عسكرى»، فى لقاء تليفزيونى، بتاريخ 14 يوليو، أى قبل يوم واحد من المحاولة الفاشلة للإطاحة بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.. وعمل أحمد ألتان، رئيسا للتحرير فى صحيفة «طرف» اليومية، خمسة أعوام، وكان الجريدة التى يعمل بها واحدة من بين 100 وسيلة إعلام أغلقتها الحكومة التركية بعد فشل الانقلاب، بسبب الاشتباه فى علاقتها برجل الدين المعارض المقيم فى الولاياتالمتحدة، فتح الله جولن. أما قناة «إرزينكان» الفضائية التى عرضت لقاءً استضاف المحلل الاقتصادى والأكاديمى البارز فى جامعة اسطنبول، أحمد ألتان، فتم إيقافها كذلك، بدعوى الانتماء إلى ما تصفه السلطات التركية ب«التنظيم الموازي» لأتباع جولن، كما تم اعتقال الصحفى التركى المعروف، نازلى إيليشاك، بسبب مشاركته فى البرنامج، وتمت متابعته بتهم الإرهاب، فى 29 يوليو الماضي. وقال المحامى التركي، فيسل أوك، إنه لم يتمكن من الحديث إلى أى من الأخوين المعتقلين، منذ توقيفهما، لاسيما أن مرسوم الطوارئ فى البلاد يتيح إمكانية منع المحامين من الحديث إلى موكليهم. وأضاف أوك أنه لا يعرف بعد التهمة التى يواجهها الأخوان ألتان، كما أنه لم يتمكن من الوصول إلى أى وثيقة متعلقة باعتقالهما، إذ لا تتعدى معرفته بالقضية أكثر مما بثته المنابر الرسمية.