أثار موضوع "مشروع الشهيد بسيوني تم تزييفه" الذي نشرناه ب"روزاليوسف" منذ أيام ردود فعل غاضبة من مجموعة من الفنانين والنقاد، بسبب ما تضمنه الموضوع من آراء ترفض تمثيل الشهيد أحمد بسيوني لمصر في بينالي فينيسيا هذا العام، وتشكك في قيمة العمل ونزاهة مجموعة العمل المنفذة، ووصف المسئولون عن جناح مصر في فينيسيا هذا النقد بأنه هجوم وادعاءات ومغالطات ليس لها دليل، ننشر رأيهم في القضية في هذا التحقيق. الفنانه التشكيلية نادية عيد زوجة الفنان الشهيد أحمد بسيوني قالت: أحمد شارك في الثورة أربعة أيام متواصلة، واستشهد في "جمعة الغضب" وصور الكثير من اللقطات سواء بكاميرته أو بكاميرا الموبايل، وليس لقطتين فقط كما قيل، وأرفض التشكيك في صديق عمره الفنان الدكتور شادي واتهامه باستغلال استشهاده، فهما توأم فني، ومعروف عنهما أنهما دائما متشابهان فكرياً وإن اختلف التنفيذ، وأتألم كل لحظة لما يثار حول أحمد ومشاركته في البينالي، فهذا أقل شيء يقدم لشهيد وفنان مصري. أضافت: من حق الجميع أن ينتقد العمل، لكن إلقاء الاتهامات بالخيانة دون إثبات، إهانة وإساءة موجهة لأحمد، لأن المتهمين أصدقاء عمره، ومجموعة العمل كلها تستحق الشكر. وعلقت نادية علي حذف اسم أحمد عن غلاف الكتالوج قائلة: كانت وجهة نظر فنية أري أنها غير موفقة، لأن مجموعة العمل اختارت أن تكون الصورة علي الغلاف منفذة بنفس طريقة العمل الفني، مما جعلها غير واضحة، لذلك كان وجود الاسم ضروريًا، لكن في النهاية ما حدث يمكن وصفه بأنه خطأ وليس خيانة. وتعجبت من أسلوب نقد العمل قائلة: كيف يكتب مقالات نقدية بها كلمات عن الشهيد رائعة وعزاء،وفي نفس المقال يسخر من العمل ومن مشروع أحمد ومن أفكاره، لماذا يثير ذلك أمام الرأي العام بهذه الطريقة؟ فكيف ينتقد العمل فنيا وهو لم يره كاملا حتي الآن. وأكملت نادية: أما عن وصف الاستعانة بأجهزة من الجامعة الأمريكية بإعتبارها تمويل أجنبي، فهذا ليس تهمة، ومن أساء للشهيد فقد أساء لنفسة ولمصر، وأنا باسم الشهيد تضامنا مع الكل سأرفع قضية علي كل من وجه هذه الاتهامات سواء للعمل أو للقائمين عليه. ومن جانبه قال الفنان الدكتور محمد عبلة: قدمنا اقتراحا بالترشيح الشهيد لأنه بالفعل فنان يستحق، لا أعرف سبب كل هذه الانتقادات حول تمثيله لمصر، ولماذا النقد المصحوب بالتهم والتشهير بدون أدلة، المفروض نتحاور ونناقش سلبياتنا بشكل يليق بنا كفنانين، ومن يثبت أنه أخطأ يحاسب قانوناً. وأضاف: الدكتور شادي النشوقاتي قدم مجهودا كلنا نفخر به، وقد شاهدت العمل بنفسي ويصلنا كل يوم إيميلات عن نجاح جناح مصر ورواده، فهل من المعقول أن ينجح العمل عالمياً، ونحن أصحاب العمل المشرف نهاجم بعضنا، هل من وجه النقد الفني للعمل قد شاهده؟ وإذا أردنا نقد العمل، فيجب ألا نعتمد علي رؤية ناقد واحد من زواية واحدة، لابد أن نعرف كل الآراء مهما اختلفنا. الدكتور الفنان عادل السيوي عضو لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلي للثقافة قال: فخور بهذا الترشيح للشهيد أحمد بسيوني لجناح مصر في فينسيا، وشرف لنا جميعا أن نشارك ونحن مازلنا نكمل ثورتنا، والهجوم علي العمل والترشيح ومن قاموا به هجوم لا ينتمي إلي النقد نهائياً، وليس أكثر من كلام جارح، وتوزيع اتهامات من قبل شخص أو شخصين، من غير المعقول أنهما الوحيدان المخلصان لمصر والكل خائن. وأكمل: حدث هجوم مشابه العام الماضي بنفس الأسلوب، استخدام عبارات ومصطلحات تثير الناس، واتضح أنه تليفق وادعاءات كاذبة، وذلك حين اتهم الفنان التشكيلي خالد حافظ بالتطبيع، وثبت أنه غير صحيح، فمن يملك مستندا رسميا ضد أي شخص فليتقدم إلي القضاء فوراً. أما الدكتور حمدي أبو المعاطي نقيب التشكيليين وعضو لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلي للثقافة فقال: اللجنة اختارت عمل الشهيد بعد خطوات كثيرة، والاختيار الفني قبل العاطفي، طلبنا مشاهدة المادة الخام، وطرح الدكتور شادي النشوقاتي المشروع، واتفقنا أن العمل مناسب للتيمة فنياً، وطلبنا رؤية العمل بشكل نهائي قبل الموافقة النهائية، ونجح العمل في بينالي فينيسيا بشهادة كل الصحف الأجنبية. وتساءل: لماذا أثير الموضوع بعد المؤتمر الصحفي الذي تحاور فيه الجميع بوضوح، وانتهي بالصلح لإثبات حس النية من الكل؟! وأضاف: من جهة النقابة، نحن علي استعداد إذا تقدم أي طرف من هؤلاء بأوراق رسمية تثبت فعلاً مقصودًا يتم فيها التحقيق وتنشر أمام الجميع، فالاتهام بالخيانة والرشوة يحتاج إلي أدلة قوية وجهة قضائية تحكم فيها. الدكتور صبري منصور رئيس لجنة الفنون التشكيلية علق قائلا: لابد أن أوضح أن اختيار عمل الشهيد تم من قبل اللجنة، وليس بتعليمات من أي جهة، وما غير ذلك ادعاء وكذب، فقد طلبت اللجنة رؤية المادة الخام والأفلام ثم رؤية العمل النهائي قبل اتخاذ القرار، ووافق أعضاء اللجنة علي المشروع، ووصفوه بأنه فني ومشرف لمصر وتجربة حداثية لائقة، فهذا الاختيار تم لقيم فنية أولاً، ثم لقيم إنسانية تقديراً لما قدمه الشهيد لمصر. وكان أمام وزارة الثقافة مشروع مقدم من الفنان محمود المنيسي، ورغم أن الفنان محمود المنيسي بذل مجهودا كبيرا في مشروعه، فإن جميع الأعضاء باللجنة رأوا أن مشاركة أحمد بسيوني سوف يكون لها صدي في هذه الدورة، ولابد أن أشكر بصفتي الشخصية الفنان محمود المنيسي لروحه الطيبة في مبادرته في تقبل قرار اللجنة. أما إساءة الناقد الزميل محمد كمال للجنة، فقد كنت أتمني أن يتحري الدقة فيما يكتب، لمعرفة التفاصيل، ولا يوزع اتهامات باطلة، أساءت إلينا جميعا وأساءت للفكرة النبيلة وإلي مجهود كل الذين ساهموا في إنجازها، وهذا اللغط ليس له داع واعتبره إهانة وإساءة لروح الشهيد نفسه. وقال الفنان التشكيلي حسن خان، رئيس لجنة التحكيم في بينالي فينيسيا: ما أورده كمال علي لساني أنني قلت: "لو لم يكن بسيوني شهيدا لما مثل مصر في بينالي فينيسيا" ليس دقيقا، فكلامي موجود وموثق في النسخة المطبوعة والإلكترونية لعدد جريدة "القاهرة" وكان تعليقي: "ولكن المحزن فعلا أن غالبا لم يكن ممكنا لمثل هذه المشاركة لشاب في هذه السن بمثل هذه الآراء والأعمال لولا استشهاده"، والمعني مختلف تماما، فأنا أقصد إمكانية التعامل من قبل اللجان المسئولة عن الاختيار أنها تعطي مثل هذه الفرص إلي فنان من مثل جيل بسيوني له التوجهات الفكرية والفنية ، ولم اقصد الجهات الرسمية مثل قطاع الفنون فقط ، ولكن كل مجموعة الأفكار والقيم التي انتشرت بسبب هيمنة هذه الجهات الرسمية علي الفنون . لهذا اليوم تتعامل مع الفنانين علي أساس انهم يمكن استغلالهم للأغراض السياسية . ولماذا الخطاب دائماً يقوم علي أساس تخوين الجميع من خلال تصنيف الفنون والفنانين علي أساس انتمائهم المتخيل لفن وطني وآخر عالمي ، وهذة المعاني تستخدم من قبل البعض لتخلق نوعًا من الخوف من كل ما هو جديد أما الدكتورة أمل نصر فقالت: اوضح الآتي : لم اقل هذا الكلام نهائياً ، لكني قد كتبت علي صفحة الزميل "المهم هو أن نقيم تجربة العرض المصرية داخل بينالي فينيسيا ونستعد للدورة القادمة ونناقش أفضل آلية للمشاركة .لان من واقع وجودي عضو في لجنة الفنون التشكيلية كنت أري مهازل في هذا الموضوع وفي المرة التي حاولت فيها اللجنة طرح المشاركة للجميع والاختيار بينهم طبقا لتفاعله مع مفهوم العرض ،أحبطها الوزير ووضع اللجنة في حرج باختياره الشخصي الذي قرره بمفرده متجاهلا كل ما تم من جهد. أثناء الدورة السابقة 2009 احبط الوزير السابق فاروق حسني عندما انفرد بالقرار. ومن هنا لم يكن كلامي علي الوزير الحالي الدكتور عماد أبو غازي ولا الدورة الحالية لبينالي فينيسيا . وتوضيح أكثر انا عضو في لجنة الفنون التشكيلية التي انهت أعمالها ودورتها هذا الأسبوع ولست عضواً في لجنة المعارض المختصة هذا العام باختيار اعمال الجناح المصري بفينيسيا . لم أذكر مطلقاً أن أستاذي الدكتور صبري منصور مقرر اللجنة قد همش في اتخاذ قرار العرض لهذه الدورة لأنني لاعلم لي أساساً بما تم خلال اختيار الاعمال المقدمة لهذه الدورة . اللجنة تضم أساتذة وفنانين كبارًا وجب التوضيح والتصحيح لما في ذلك تأثير يضر بمصداقيتي أمام أساتذتي وزملائي من أعضاء لجنة الفنون التشكيلية ولجنة المعارض والفنانين وامام الكل.