استكمالا لمسلسل المشكلات التي أثيرت حول مشاركة مصر "في بينالي فينسيا" بعمل لشهيد الثورة أحمد بسيوني حمل عنوان "30 يوم جري في المكان"، التي أمر وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازي علي إثرها بتحويل الدكتور أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية للتحقيق، طالب الناقد محمد كمال بالتحقيق فورا مع وزير الثقافة، ورئيس قطاع الفنون التشكيلية، والفنان شادي النشوقاتي، ولجنة الفنون التشكيلية، وعلي رأسها رئيسها الفنان الدكتور صبري منصور، لموافقتهم علي مشاركة مصر بمشروع بسيوني في دورة البينالي لهذا العام. روي الناقد محمد كمال أسباب طلبه بذلك ل"روزاليوسف" قائلا: الموضوع يبدأ بعلاقتي بأحمد بسيوني من خلال معرض "واي نوت" الذي أقيم في قصر الفنون منذ عام ونصف العام، حيث دعيت للمشاركة في هذا المعرض كمنظر سيكتب النص الرئيس له مع الزميلة الفنانة أمل نصر، وأقمنا ورشًا نقدية تعتمد علي العصف الذهني مع الفنانين المشاركين في المعرض وعددهم 34 فنانا لتوجيه المعرض إلي مفهومه الأساسي، وهذه الجلسة حضرها أكثر من 20 فنانا، وكان ضمنهم بسيوني، وفي يوم آخر من الورشة تعرفنا علي مفهوم عمل أحمد بسيوني، وشرح أمامنا تركيبة العمل ولم يلمس فيها أي رمز سياسي أو وطني أو إبداعي بأي نوع، وشرح أن عمله مجرد "جري في المكان"، يبرز العرق والجهد والطاقة، وهذا العمل ينتمي ل"البيرفورمانس"، ولم يلفت الانتباه تماما؛ لأنه ليس به رمز أو تلميح أو أي ايحاءات سياسية أو جنسية أو دينية أو أي شيء، بل عمل مفرغ تماما من أي رائحة إبداعية من وجهه نظري. وأكمل: فوجئت بعد 25 يناير أن "الكل ركب الموجة" ويريدون أن يمثل أحمد بسيوني مصر في بينالي فينسيا، والكل متخوف من تخوينه وجرح شهادته اتكاء علي جلال مكانة الشهيد، وهنا حدث الخلط بين مكانة الشهيد والمستوي الفني، فبسيوني من وجهة نظري الخاصة كمشروع فنان لم يكن علي مستوي تمثيل مصر نهائيا في بينالي فينسيا، ولولا أنه استشهد لما رشح في البينالي، وما يؤكد كلامي حسن خان رئيس لجنة التحكيم المصري في البينالي، الذي قال نصا في جريدة "القاهرة" الصادرة يوم 14 يونيو 2011 بعد العرض بعشرة أيام في صفحة "ألوان وظلال": "لو لم يكن بسيوني شهيدا لما مثل مصر في بينالي فينسيا". كما أنني استشهدت بالفنانة أمل نصر وهي ضمن لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلي للثقافة، وقالت أن وزير الثقافة أصدر قرارا فوقيا بمشاركة بسيوني وهمش اللجنة؛ حيث أتي الضغط علي وزير الثقافة من جلسة في أتيليه القاهرة برئاسة محمد عبلة وطرح أمامه الموضوع، وللأسف كان لابد أن يقدم الدكتور أشرف رضا رئيس قطاع الفنون التشكيلية استقالته لأنه رئيس قطاع وليس من حق الوزير أن يفرض رأيه عليه. وواصل: استدعوا الفنان الدكتور شادي النشوقاتي وكان القوميسير لينفذ العمل، ولكن عرض البرفورمانس كان يستلزم وجود أحمد بسيوني، ولأنه استشهد تحول العمل إلي فيديو آرت. أكمل كمال: ما هو السبب في أن يجعلوا عايدة الترعي قوميسيرا للبينالي والنشوقاتي مساعدًا لها، فهي من وجهة نظري محدودة الفكر وليس لها علاقة بالبراح الكبير للحركة التشكيلية المصرية، ومن هنا بدأت الشبهة والتساؤل عن علاقة النشوقاتي بالترعي، وعلاقتهما بالمؤسسة الأجنبية الواحدة التي يتبادلان الخدمات فيها علي حساب مصر؟ وأنا أريد إجابة عن الجهه التي تمول أعمالهما. كما أنه طرح في عدة مواقع أن النشوقاتي أخذ 22 ألف دولار من الجامعة الامريكية وخمس شاشات التي تم من خلالها عرض عمل بسيوني، وأنا اتساءل فهل مصر "تشحت" من الجامعة الأمريكية؟!، وخصوصا أن التوجة للسياسة المصرية الجديدة هو الحفاظ علي الإرادة الوطنية كاملة غير منقوصة!؛ ولذلك أريد أن يحول وزير الثقافة للتحقيق لسؤاله عن مساعدة الجامعة الأمريكية بالمال والشاشات كما ذكرت المواقع الإلكترونية؟ وخاصة أن رئيس القطاع ينكر أنه اخذ معونة من الجامعة الأمريكية. كما نريد تفسيرًا من الوزير عن سبب "الشحاذة" علي أحمد بسيوني، وخاصة أنه قيل إن قطاع الفنون التشكيلية أنفق أكثر من 350 ألف جنيه تقريبا علي دورة بينالي فينسيا هذا العام. وفجر كمال مفاجأة عندما قال: لم نجد داخل كاميرا بسيوني سوي لقطتين أو ثلاث ليس لها قيمة علي الإطلاق كما ترددت الأقوال؛ ولذلك اضطروا لتزييف العمل والاستعانة بلقطات من الإنترنت لثورة 25 يناير، فكل العيون التي راقبت الفيديو المعروض في البينالي قالوا أنه يوجد لقطات علي الشريط أخذت بعد وفاة بسيوني، ويستطيع المحللون والخبراء التحدث عن هذه النقطة، وأنا شخصيا رأيت جزءا من الفيلم علي الإنترنت، وتأكدت من ذلك، فما حدث نوع من التزييف، كما تم تحويل العمل إلي "فيديو آرت" دون رغبة بسيوني، ثانيا إضافة لقطات ليس لها علاقة بالفترة التي كان بسيوني فيها علي قيد الحياة، وبالتالي هذا إمعان في تزييف العمل لو ثبت ذلك، ثالثا والأهم أن العمل علي المستوي البصري شديد الارتباك ومتصدع البناء، وليس هناك رابط بين الخمس شاشات التي عرض عليها العمل، فهي مجرد لقطات عشوائية من ثورة 25 يناير ملتقطة بصورة أحد الأشخاص وهو يجري في المكان، وما علاقة الجري في المكان بالثورة؟، بالإضافة إلي أن اللقطات كانت شديدة الركاكة علي المستوي الفني وعشوائية، كما أن مفهوم العمل الذي نشره بسيوني ليس له أي علاقة بالثورة علي الإطلاق، وأنا احتفظ بورقة مفهوم عمل بسيوني والتي كانت ضمن 43 عملا آخر يتحدث فيها الفنانون المشاركون في معرض "واي نوت" الذي شارك فيه بسيوني وهو نفس العمل الذي عرض في البينالي بخط أيديهم، وأنا نشرت هذا المفهوم علي صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك". تابع كمال: لذلك أطالب بتحقيق شفاف يسأل فيه الجميع بداية من وزير الثقافة، لماذا اتخذ قرارا فرديا وهمش اللجنة المتخصصة بدافع عاطفي بحت، ثانيا رئيس قطاع الفنون التشكيلية فإذا كان يعلم أن العمل رديء وركيك وشارك في تزييفه لماذا سمح بهذه الانتهازية وركوب الموجة ولم يستقل عن منصبه؟، ولماذا أقر بجودة العمل وزيف ردود الفعل للجناح المصري في البينالي، وأنا سمعته في أحد برامج «التوك شو» وهو يزيف رد الفعل بأن زار الجناح المصري 4000 شخص، فكيف تحكم علي العمل بأنه "رائع" وتقر أنه نجح من خلال عدد الزائرين، فنحن نتحدث عن عمل "شرف" مصر أو لا، وهل رضا بذلك يحمي نفسه وموقعه، ولماذا المنصب يهمه وهو استاذ جامعي. ثالثا التحقيق مع الدكتور صبري منصور رئيس لجنة الفنون التشكيلية فلماذا يستمر علي مقعده طالما همش في اتخاذ القرار بشهادة الفنانة الدكتورة أمل نصر، إلا إذا كان يري أن هذا الهراء "عمل بسيوني" عمل جيد للعرض في البينالي، وقتها سنراجع رأينا جميعا في استاذيتك. ولابد أيضا أن يتم التحقيق مع شادي النشوقاتي ليسأل عما نشر في المواقع الإلكترونية بأنه حصل علي أموال من الجامعة الأمريكية؟، ولماذا أضاف لقطات في الفيديو لم يلتقطها بسيوني؟؛ ولذلك لابد أن يحلل العمل وتدرس اللقطات فيه وإن ثبت التزييف لابد أن يحاكم. وأنا أري جريمة سياسية لترقيع مصر بسبب عمل "تاف"؛ ولذلك لابد ان تسأل كل لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلي للثقافة. أما قضية الكتالوج المثارة وحزف اسم النشوقاتي وثورته العارمة فأنا اجدها تناقض تماما خروجه للبينالي ليرفع شعار مصر وتكريم بسيوني، فمن اين ثورت علي نفسك لإنك لم ينزل اسمك في الكتالوج، والسؤال ما علاقة عايدة الترعي بجناح مصر ببينالي فينسيا، وبالحركة التشكيلية المصرية فهي لا فنانة ولا ناقدة؟، ويجب علي الفور التحقيق العاجل في هذا الموضوع حفاظا علي سمعة مصر. من جانبه رفض الفنان الدكتور شادي النشوقاتي الرد علي ما قاله الناقد محمد كمال وقال: أرفض الرد علي أي افتراءات لا تمت بأي صلة للواقع، ويفتقد أصحابها لقراءة تاريخ فنون الميديا وبالأخص فنون الأداء والمفاهيم التي تقوم عليها أعمال أحمد بسيوني كفنان، وسأحتفظ بحقي القانوني للرد قانونيا علي كل الافتراءات التي يراد بها التقليل من شأن أو حجم العمل الذي قدم في بينالي فينسيا، أو اتهامي شخصيا في كل الإدعاءات الخاصة بالمشروع أو دعم المشروع، وسوف أوضح موقفي الكامل بالوثائق في بيان سينشر قريبا بعد الانتهاء من التحقيق في الملاحظات الخاصة بقصور تنفيذي أو مشاكل أساسية خاصة بقطاع الفنون التشكيلية، ومشكلة الاستغلال الدعائي للمشروع من قبل رئيس القطاع.. وإذا قد قمت بالاعتذار في المؤتمر الصحفي في النقابة فقد اعتذرت عما تسببت به بدافع عاطفي من خلال تداخل الميديا، الذي ساهم وأعطي الفرصة لتضخم الموضوع بالشكل الذي امكن استخدامه لمصالح شخصية والإضرار بالنجاح الذي قدمه المشروع في بينالي فينسيا. ويمكن لمن يريد أن يتأكد من نجاح المشروع غير المسبوق أن يتابع ما ينشر علي الإنترنت عنه، وما كتبته الصحف العالمية وعلي سبيل المثال لا الحصر صحيفة "الجارديان" و"واشنطن اوف" و"الديلي نيوز"، والكثير من القنوات العالمية مثل "بي بي سي" والتليفزيون الألماني والسويسري، وكلها تغطيات إعلامية موجودة ومنشورة لكل من يريد مشاهدتها علي شبكة الإنترنت.