حسام الدين إمام محافظ الدقهلية فى حوار الأزمة: القانون يفصل فى المخالفات والتهريب مسئولية الداخلية

الدقهلية.. عروس الدلتا.. تعانى الضعف الشديد بكل الخدمات، مسئول تلو الآخر وتبقى المشكلة، لكن المحاسب حسام الدين إمام محافظ الدقهلية الحالى يعمل على قدم وساق لتخفيف المعاناة عن المواطنين ومواجهة كل الأزمات الضخمة التى ورثتها المحافظة على مدار ثلاثة عقود، وعلى رأسها مشكلة انقطاع المياه بصورة متكررة وتهالك شبكة الصرف الصحى وجشع سائقى الأجرة والتعدى على أملاك الدولة والبناء المخالف.
«روزاليوسف» حاورت المحافظ، الذى أوضح بدوره أن لديه وجهة نظر تختلف عمن سبقوه، فهى قائمة على خطتين، إحداهما قصيرة المدى للحل الجزئى والتخفيف عن الأهالى، وأخرى طويلة المدى للقضاء على الأزمة واقتلاع جذورها، اهتم بالشباب على عكس سابقيه، فقرر تكوين جيل جديد من الكوادر الشابة تجمع بين الخبرة والحماس والقدرة على الإبداع.. وإلى نص الحوار:
■ تعانى المحافظة من انقطاع المياه المتكرر وتعطل العديد من محطات الشرب فما هو دوركم لحل الأزمة؟
- توليت المسئولية فى فبراير ما قبل الماضى فكانت أولى المشكلات التى واجهتها فى يونيو ويوليو أزمة المياه، والأزمة قائمة بسبب توقف عدة محاطات مياه منذ 8 و10 سنوات نتيجة الإجراءات الروتينية كانعدام التمويل، وعدم الحصول على الموافقة بتوصيل المحطة، وذلك بالإضافة إلى تقاعس المقاولين المسئولين عن تنفيذ المحطات، ولكننا اجتمعنا مع المهندس إبراهيم محلب - رئيس الوزراء السابق حينها، وجميع الأطراف المعنية، وتم وضع خطة قصيرة المدى تضمن الحل العاجل للأزمة، وأخرى بعيدة المدى للقضاء عليها، ورغم تحديد مواعيد إتمام 4 محطات، وتكملة إجراءات المحطات المتوقفة، لم يلتزم المقاولون بالبرنامج الزمنى المحدد فى مارس 2015، بحجة أن المعدات مستوردة والدولار مرتفع، فكلف الرئيس عبدالفتاح السيسى محلب بمتابعة أزمة محطات مياه ميت غمر والجمالية ومنية النصر، وتوسعات محطات ميت خميس وميت فارس، وتم تحديد مواعيد نهائية جديدة للتنفيذ.
■ فى حال إتمام تلك المحطات.. هل تزداد حصة المحافظة من المياه؟
- بالتأكيد، وشددت مع رئيس مجلس إدارة القابضة للمياه والصرف الصحى على ضرورة تطبيق نظام المتابعة اليومية، لضمان المساواة فى عدد ساعات توصيل وقطع المياه بين القرى والمراكز، على أن يتم إرسال سيارات مياه القرى البعيدة، لإنهاء الأزمة تدريجيًا.
■ كيف تواجه كابوس الصرف الصحى؟
- 50% من قرى ومراكز المحافظة يعيشون بلا شبكة صرف صحى، وعدد لا بأس به يواجه خطر تهالك الشبكة، وتم وضع خطة لمواجهة الأزمة على عدة مراحل بداية من القرى الأكثر فقرًا والأعلى كثافة، وبدأنا ب 96 قرية كمرحلة أولى، تحت إشراف ومتابعة البنك الدولى، على أن يتم الانتهاء منهم فى غضون العام المقبل، فالأزمة هى محصلة 30 عامًا من الإهمال وليست وليدة اللحظة وتحتاج لتخطيط وتمويل ضخم.
■ يُشاع أن تقسيم مبانى سيد خطاب بالمنصورة مخالفة للقانون ورغم ذلك وصلت لها المرافق بحجة أن معظم مُلاكها مستشارون، فما ردكم؟
- لا توجد وساطة داخل المحافظة، ولا يمكن مجاملة أى شخص على حساب الدولة مهما كانت سلطته، فالدقهلية من أكبر المحافظات محاربةً للفساد، بدليل إقالة مسئولين من مناصبهم وتحويلهم إلى النيابة العامة، ولن أترك أى مخالف، وقد تم تحويل أصحاب مراكز تجارية شهيرة بالمحافظة للتحقيق نتيجة قيامهم بافتتاحها دون استكمال التراخيص، أما عن توصيل المرافق فقد تم إعداد مذكرة رُفعت لرئيس الوزراء وتمت الموافقة عليها بخصوص توصيلها للعقارات للمخالفة لضمان عدم لجوئهم للسرقة من «الوصلات العمومية»، وإلزام المتعاقد التعامل مع الشركة الرئيسية مباشرةً، وعدم التعامل مع المحليات فى هذا الشأن للقضاء على «الوساطة والمحسوبية»، وإلزام الشركة بكتابة العداد برقم مُسلسل من الشركة وليس باسم المُتعاقِد كى لا يُعتد به كسند ملكية، بحيث يتم إرجاعه للشركة عند تنفيذ قرارات إزالة أى عقار مُخالف.
■ لماذا استبعدت رئيس حى شرق المنصورة من منصبه؟
- كلفته بمتابعة إزالة دور مخالف فى عقار بمنطقة توريل التابعة لحى شرق، فأكد لى أنه تابعه حتى تم الانتهاء منه، وعقب صلاة الفطر أعدت عليه السؤال مرة أخرى فأكد لى من جديد إزالته، مُعتقدًا بأننى سأغادر عقب الصلاة مباشرةً، إلا إننى اتجهت إلى مكان العقار المخالف، فوجدته كما هو، وعلى الفور أصدرت قراراً بتحويله للتحقيق هو و7 آخرين من معاونيه، وتولى شخص آخر خلفًا عنه، موضحًا أنه بقى فى منطقة العقار المخالف برفقة قوات الأمن إلى أن تمت إزالته، وأوضح أنه لا يجرؤ أحد على مخالفة القانون داخل المحافظة دون أن ينال عقابه.
■ لم يتم الإبقاء على بعض رؤساء الأحياء رغم استياء الأهالى؟
- التعامل مع الجمهور أمر بالغ الصعوبة، وإرضاء الجميع ليس بالسهل، خصوصًا فى ظل الروتين الحكومى، ودائما ما تواجهنا شكاوى بهذا الخصوص، وأتابع دائمًا سير العمل، وكل مسئولى المحافظة شخصيًا، ونحقق فى كل شكوى بمنتهى الحزم حفاظًا على مصلحة الوطن والمواطن، وفى حالة تعامل موظف ما مع المواطنين بطريقة غير لائقة، فله عقوبة فورية بحسب ما تدعى إليه الحالة، أما تبديل رؤساء الأحياء فنقل أحد منهم لمكان الآخر يأتى بهدف إعادة توزيع الكوادر الموجودة كلً حسب إمكانياته وقدراته.
■ المواطن الدقهلاوى يشعر بأنه فريسة سائقى الأجرة، ما رأيك؟
- هذه الأزمة نتيجة زيادة عدد السكان، خاصة مركز المنصورة، لنزوح بعض أهالى القرى للمدينة، وأوقات الدراسة بسبب ذهاب وإياب الطلاب من وإلى الجامعة، لذلك قامت المحافظة بتخصيص عدد من الأتوبيسات «المينى باص» أجرة تعريفتها «1» جنيه لأكثر من خط داخل المحافظة، وتقوم إدارة المرور بالدقهلية بحملات مفاجأة، وكمائن بأماكن كثيرة، وكثيرًا ما أترأس بنفسى بعض الحملات، فأقوم بفحص الرخص مُتحدثًا إلى الركاب لمعرفة المشكلات التى تواجههم بداية من رفع تعريفة الركوب وحتى معاملة السائقين، والمخالف عقوبته إيقاف 15 يومًا، وغرامة 1000جنيه، وجار إعادة ترسيم خطوط الشوارع والمسارات وعمل كوبرى بديل يصل بين مركزى طلخا والمنصورة، من خلال لجنة مكونة من إدارة الجامعة والمرور والإدارة الهندسية، ومع بدء تشغيل كوبرى «سندوب» وكوبرى «شرنقاش» سيتم حل جزء كبير من الأزمة، كما نسير فى إجراءات الأتوبيس النهرى بنيل المنصورة.
■ موقف الدراسات تحت سيطرة البلطجية.. والسائقون يشتكون إتاوات بعض موظفى الأحياء؟
- حتى الآن هذا الكلام دون سند أو شكوى، مكتبى مفتوح لجميع المواطنين لتلقى شكاواهم والبت فيها لحلها فنحن فى دولة قانون تقوم ببتر كل أنواع البلطجة، وخصصت يوم الثلاثاء للقاء المواطنين، من 9 صباحا إلى ما لا نهاية، وكل رئيس حى أو وحدة محلية يتواجد يوما غير الثلاثاء للقاء المواطنين.
■ جدل إعلامى ضخم حول إنشاء مطار مدنى داخل قاعدة «شاوة» الجوية؟
- مطار شاوة «حربى» لا يمكننا التصرف فيه أو أخذ قرار بشأنه لأسباب كثيرة أهمها الأمنية.
■ هل هناك نية لإنشاء مترو أنفاق داخل المحافظة للقضاء على الزحام؟
- صحيح أن المحافظة فى حاجة إليه لكنه يحتاج تكاليف مالية ضخمة وهى غير متوفرة، إضافة إلى صعوبة نزع ملكيات من أصحاب الأراضى التى من المفروض أن يمر أسفلها خط سيره، والميزانية المتوفرة بخزينة المحافظة تستخدم بأولوية المشكلات العاجلة، ثم التطوير.
■ شوارع المحافظة تملؤها تلال من القمامة.. إلى متى يبقى هذا الإهمال؟
- مشكلة القمامة لن تُحل من خلال المسئولين فقط، فلها جانب مُجتمعى، فالمواطن عليه المحافظة على النظافة قبل أن يتهم المسئول بالتقصير، فيخرج القمامة بعد موعد مرور سيارة جمع القمامة المحدد، وأصحاب المحلات لا يلتزمون، فيقوموا بإلقاء القمامة أمام المحال مُخالفين شروط الصحة والسلامة، كل هذا والدقهلية من أكثر المحافظات نظافة، فكان يتم إزالة «1600طن» قمامة منذ 6 أشهر، وبعد ذلك بذلنا جهود كبيرة حتى نقوم بإزالة «2800 طن» قمامة، وفرضنا غرامات تصل إلى 5000 جنيه على المخالفين من المواطنين وأصحاب المحال، كما أن هناك خطة للقضاء على القمامة تم البدء فيها وهى إنشاء مصانع تدوير للقمامة، بحيث يقوم سائق تحت إشراف الحى بنقل كمية محددة إلى المصنع، واستلام إيصال يُثبت ذلك يورده للحى لمعرفة كم القمامة المُزال والمورد للمصانع، كى نصل إلى الرقم المحدد للرفع ونقوم بدراسة عودة مشروع أخذ القمامة من المنبع، بأن يذهب عامل النظافة إلى كل منزل، من خلال شركات تتولى مسئولية ذلك تحت مظلة رقابية قانونية من المحافظة.
■ يتهمك البعض بالاهتمام بالمدن على حساب القرى؟
- بالعكس، نحن نبدأ بالقرى ثم المركز والمدينة، بدليل أن أجا أجمل من المنصورة والسنبلاوين وميت سلسيل والكردى، فأنا اهتم بكل شبر فى أرض المحافظة دون تفرقة، ولكن معرفة المواطنين كيفية الحفاظ على نظافة مدينتهم هى الفارق.
■ رئيس الوحدة المحلية بقرية نشا أمر الجرارات بإلقاء القمامة فى الصباح على شط الترعة فصوره احد أهالى القرية ونشرها على الانترنت فهاتفه رئيس الوحدة وأمره بحذف الفيديو ووعده بإزالة القمامة وفى اليوم التالى تم تكرار الواقعة مجدداً.. ما تعليقك؟
حين ثبوت هذه الواقعة سيتم تحويله للنيابة العامة، ويؤخذ تجاهه كافة الإجراءات القانونية.
■ ما سبب عزوف المصيفين عن جمصة؟
- التمويل المادى أساسى للتطوير وإقامة المشروعات، وتم توفير ميزانية لتطوير المصيف وبدأنا خطة العمل بها العام الماضى وأنجزنا منها 30%، وسيتم الانتهاء من التطوير بالكامل تزامنًا مع بداية الصيف المقبل، حيث أن الخطة القادمة تهدف إلى تحويلها لقرية سياحية تضخ العائد فى اقتصاد مصر، ومدينة ترفيهية تليق بالمصيفين.
■ عقب ثورة يناير ظهرت مشكلة التعدى على الاراضى الزراعية بشكل كبير.. ما خطتكم للقضاء عليها؟
- منذ أن توليت المسئولية ويتم التعامل مع مشكلات التعدى على الأرض الزراعية بإزالتها من المهد، علما بأن رئيس الحى، أو الوحدة المحلية الذى لم يتعامل مع مخالفة الإزالة من المهد يتم تحويله إلى النيابة العامة، أما المخالفات القديمة التى أعقبت ثورة 25 يناير، تُدرس أمنيًا حتى نستطيع تحديد الإجراء المناسب لها، وندرس خطة للقضاء عليها بزيادة الحملات، تشديد العقوبة، والمتابعة الدائمة من قبل رؤساء الأحياء وحين ثبوت البناء على شبر واحد زراعة فى الحى المسئول عنه سيحال للنيابة العامة، ومنذ أيام ترأست حملة مُكبرة بشربين لمتابعة العمل.
■ ماذا عن وضع اليد الذى يقوم به البلطجية سواء على أملاك الدولة أو الخاص؟
- الأراضى المملوكة للأشخاص عليهم اللجوء للقضاء لإثبات ملكيتها، وبعد استكمال كل الإجراءات القانونية، نوجه قوات الأمن بتنفيذ الأحكام بكل شده وحسم، أما المملوكة للدولة فيتم استردادها على الفور بالقوة، ولا مجال لاستيلاء أحد على شبر واحد منها، علاوة على العقوبة القانونية التى سيتلقاها.
■ تأخرت «المنصورة الجديدة».. هل كانت ورقة «شو إعلامى»؟
- إطلاقًا، اتخذنا الإجراءات الأولية المتمثلة فى «الربط المساحى، وتصاريح القوات المسلحة، وتصاريح الطيران، والإجراءات التى تتم مع الهيئة العامة للتخطيط العمرانى»، وسيتم الإعلان عن مسابقة المنصورة الجديدة فى آخر «2016»، وستكون واحدة ضمن أفضل المسابقات العالمية، «أحسن تصميم معمارى إنشائى»، والمقامة على مساحة 7 آلاف و606 فدانًا.
■ ذاع صيت بعض قرى الدقهلية بالهجرة غير الشرعية.. ليس فقط لدول أوروبا بل لإسرائيل.. أين المحافظة؟
- مكافحة الهجرة الغير شرعية وملاحقة السماسرة وتأمين السواحل للحول دون إتمامها من اختصاص الأمن، أما المحافظة فدورها نفسى بحت لمواجهة الظاهرة فخصصت إدارة تنمية البشرية تتعامل معهم، للوقوف على أسباب اتجاههم للسفر وأبرزها الحالة المادية والبحث عن العمل، فعملنا على توفير فرص عمل لهم، وتسهيل السبل لإقامة مشروعات من خلال قروض بدون فوائد، حيث تعد الدقهلية ثانى محافظات الجمهورية توفيرًا لقروض الشباب وتمويل المشروعات بداية من 20 ألف جنيه إلى 2 مليون جنيه.
■ يُقال إن مجزر «ميت الكرما» مبنى على أرض تتبع حرم النيل؟
- هذا الكلام مُناف للحقيقة، فالمجزر ليس مخالفا ومستوفى كل الشروط القانونية، يخدم كافة المواطنين داخل المحافظة.
■ كيف تستغل المحافظة طاقة الشباب؟
- الشباب هم القاطرة التى تقود البلد إلى المستقبل، وأعلنا عن مسابقة للشباب من 25 إلى 38 سنة، لمن يرغب فى الانضمام لفريق العمل الميدانى، بمدة عمل 12 ساعة يوميا، وبعد اختيار عدد منهم وفقًا للمعايير المطلوبة، تم إعدادهم وتأهيلهم من خلال عدة دورات، وتم تكليفهم بالتجول فى المحافظة لمعرفة المشكلات الموجودة فى كافة القطاعات، واقتراح الحلول، ونقوم بتوفير اللازم لهم، مؤكًدًا تقديره لجهود الشباب، ساعيًا لإعداد جيل جديد يجمع بين الشباب والخبرة.
■ ماذا عن أزمات الصيادين المتكررة؟
- اعلم أن لديهم مشاكل كثيرة، وفى الأيام القادمة سيتم إنشاء ميناء صيد فى جمصة للمساهمة فى حل الأزمة، حيث تم منع زريعة الأسماك حفاظًا على الثروة السمكية.
■ تعددت الشكاوى تجاه الإهمال الموجود بمستشفيات وزارة الصحة!
- المشكلة تتلخص فى ضعف الميزانية، ولكنى أصدرت تعليمات بتجهيز المستشفيات، وتأهيل التمريض، حيث تم الانتهاء من تطوير ثلاثة مستشفيات قديمة لخدمة الأهالى، وجار الانتهاء من دراسة جدوى لإنشاء 10 مستشفيات مجهزة بالمجان، وأقوم بجولات مفاجئة لأرى الأوضاع على حقيقتها.
■ وماذا عن مشكلة التعليم والمبانى المتهالكة؟
- تم تخصيص ميزانية لتجديد المدارس المتهالكة، وأمرت بنقل الطلاب المتضررين لأقرب مدرسة لمحل مسكنهم، لحين الانتهاء من عملية التجديد.