إذا كان التفاف جميع أفراد الأسرة الواحدة حول مائدة الطعام يؤدى إلى استمرار التواصل بينهم فإن اللمة الرمضانية التى تجمع شمل الأسرة والأقارب والأرحام تزيد من روح المودة حينما يتحاورون ويتسامرون كما تحدث نوعًا من البركة عندما يتجمعون لتناول الإفطار فضلا عن أن اللمة الرمضانية فرصة لفض النزاعات وإنهاء الخلافات. يقول د.سيد حسن السيد الخبير الدولى للأتيكيت وآداب السلوك إن الدعوات لتناول الطعام من العادات المتوارثة عند الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والأعياد والتفاف جميع العائلات حول مائدة الإفطار تعتبر من أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان وقد أكدت الدراسات الطبية أن بداخل كل إنسان هرمونًا يسمى الأندروفين ويطلق عليه هرمون السعادة لأنه يزداد عند الشعور بحالة من الابنهاج والسرور لذلك تلاحظ مع قدوم الشهر الكريم فإن الأشخاص الذين تجمعهم اللمة الرمضانية كثيرا ما يشعرون بسعادة غامرة سواء عند جلوسهم معا لتناول طعام الإفطار أو حينما يجلسون للتسامر فى ليالى رمضان مما يؤدى إلى شيوع روح المودة والمحبة بينهم. ويؤكد د.سيد أن التفاف الأهل والأحباب والأصدقاء بلمتهم الحلوة حول مائدة الإفطار وهم مجتمعين وغير متفرقين مع تكثير أياديهم على ما يتم تقديمه من أطعمة لتناولها فإن ذلك يزيد الطعام المقدم بركة مما يجعل الجميع يشعرون بالشبع بعد تناوله حتى ولو كان الطعام بكميات قليلة. ويرى خبير الاتيكيت الدولى أن لمة جميع أفراد الاسرة حول مائدة الإفطار يوميا فى رمضان تعتبر أفضل اجتماع يومى مفقود طوال العام نتيجة لاختلاف الظروف المعيشية الحياتية وضغوط العمل التى يتعرض لها أفراد الأسرة فاللمة تؤدى إلى تقوية صلة الرحم وإعادة التواصل بينهم وحينما تشمل اللمة الحلوة الأصدقاء والمعارف من خلال تبادل الدعوات والزيارات فى ليالى رمضان فإنها تؤدى إلى توطيد العلاقات وتوثيق الصلات بينهم وتزيد من أواصر الصداقة. ويلفت إلى أن من الآثار الإيجابية للمة الرمضانية أنها تذيب ما قد يتعلق بالنفوس من ضغائن وأحقاد بسبب ما قد يحدث من خلافات أو مشاحنات حيث يتم ذلك من خلال الحوارات والعتاب الودى الذى يطيب القلوب ويريح النفوس فضلا عن أن رمضان فرصة عظيمة لإقامة المجالس العرفية فى لمة رمضانية تجمع بين كبار السن الحكماء من كل عائلة من العائلات المتخاصمة وذلك لفض النزاعات والتصالح فى جو يسوده روح التسامح والإخاء.