اعتاد المسلمون على سماع مدفع رمضان إيذاناً بانتهاء الصوم وحلول وقت الإفطار فى شهر رمضان من كل عام، وهو تقليد متبع فى العديد من الدول الإسلامية، وكان قديما يقوم جيش البلد بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس معلنًا فك الصوم خلال شهر رمضان. وينتظر المسلمون شهر رمضان الكريم لسماع صوت مدفع الإفطار عند مغيب الشمس، حيث يجتمع شمل العائلة قبل ضرب المدفع استعددادا للإفطار، وقبل وبعد إطلاقه يهلل الأطفال «مدفع الإفطار اضرب» وهى جملة يعشقها الجميع خاصة الأطفال. ويعد صوت المدفع من اهم الطقوس الرمضانية فى مصر باعتباره الوسيلة المفضلة لإعلان موعد الإفطار لحظة مغيب الشمس. كما يقوم التليفزيون المصرى طوال شهر رمضان بإذاعة صوت المدفع يسبقه الصوت الشهير «مدفع الإفطار.. اضرب». كما يقوم الأطفال بصنع مدفع رمضان ويشترون المفرقعات (البمب) ويقومون بضربه قبل أذان المغرب، حيث أصبحت هذه الظاهرة فى كل بيت مصرى وإحدى الطقوس الرمضانية المفضلة. انطلاق مدفع الإفطار فى عهد محمد على باشا، وجاء بمحض الصدفة، حيث كان محمد على مهتمًّا بتحديث الجيش المصرى وبنائه بشكل قوى، يتيح له الدفاع عن مصالح البلاد، وأثناء تجربة قائد الجيش لأحد المدافع المستوردة من ألمانيا، انطلقت قذيفة المدفع مصادفة وقت أذان المغرب فى شهر رمضان، وكان ذلك سبباً فى إسعاد الناس الذين اعتبروا ذلك أحد المظاهر المهمة للاحتفاء والاحتفال بهذا الشهر المبارك، واستخدم المدفع بعد ذلك فى التنبيه لوقتى الإفطار والسحور. فى منتصف القرن التاسع عشر، وتحديداً فى عهد الوالى «عباس حلمى الأول» عام 1853، كان ينطلق مدفعان للإفطار فى القاهرة، الأول من القلعة، والثانى من سراى عباس باشا الأول بالعباسية، وبمضى الوقت توقف المدفع عن الانطلاق. فى عهد الخديوِ إسماعيل، ذهب العلماء والأعيان لمقابلة الخديوِ؛ لطلب استمرار عمل المدفع فى رمضان، ولكنه لم يكن موجودًا، فقابلوا الحاجة فاطمة ابنته التى أصدرت فرمانًا بانطلاق المدفع وقت الإفطار والسحور، وأضيف بعد ذلك فى الأعياد، فأطلق عليه الأهالى اسم «الحاجة فاطمة». ومنذ ذلك الوقت ومدفع رمضان ينطلق من قلعة صلاح الدين بالقاهرة، واستمر هذا حتى وقت قريب. توقف مدفع الإفطار عن عمله لفترة، وكانت الجماهير تفطر على صوته المسجل فى الإذاعة، إلا أنه عاد مرة أخرى بناء على أوامر وزير الداخلية أحمد رشدى الذى أمر بتشغيله ثانية، ومن المكان نفسه فوق سطح القلعة، طوال أيام شهر رمضان وخلال أيام عيد الفطر أيضاً. واعترضت هيئة الآثار المصرية؛ لأن المدفع يهز جدران القلعة والمسجد والمتاحف الموجودة فى المكان، ووافقت وزارة الداخلية على نقله مرة أخرى من القلعة إلى جبل المقطم القريب أعلى القاهرة، مما يتيح لكل أبناء العاصمة الكبيرة سماعه. وقد انتقلت هذه العادة بإطلاق مدفع رمضان إلى الكثير من محافظات مصر؛ لأنها تضفى البهجة على هذا الشهر الكريم، ويخصص لكل مدفع مجموعة من صف الضباط الأكفاء؛ حتى لا تتقدم أو تتأخر الأوقات، ويكون ذلك تحت إشراف الجهات الأمنية. ومن مصر إلى الدول العربية بدأت الفكرة تنتشر فى أقطار الشام أولاً، القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى، ثم إلى بغداد فى أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت، حيث جاء أول مدفع للكويت فى عهد الشيخ مبارك الصباح، وذلك عام 1907، ثم انتقل إلى كل أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب إفريقيا، مثل تشاد والنيجر ومالى ودول شرق آسيا، حيث بدأ مدفع الإفطار عمله فى إندونيسيا سنة 1944.