تنفرد «روزاليوسف» بنشر أسماء أشهر الصفحات المتخصصة فى تسريب امتحانات الثانوية العامة، والتى حيرت وزارة التعليم والداخلية فى الوصول إليها، فقد شهدت السنوات الأخيرة، تطورا كبيرًا فى أساليب الغش فى الامتحانات بين طلاب المدارس، وأصبح الطالب لا يبحث عن الغش للحصول على درجة النجاح فقط، لكنه بات يبحث عن وسيلة تضمن الحصول على اعلى الدرجات، وساعده على ذلك التطور التكنولوجى الذى حدث لتقنية الهواتف المحمولة، حيث أصبحوا قادرين على الحصول على الأجوبة فور دخولهم الامتحان، ولكن إذا تمكنوا من الدخول باصطحاب الهاتف. ومع تطور الهواتف، وظهور أنواع جديدة ومتطورة مثل «الآيفون»، أصبحت المهمة أكثر صعوبة على وزارة التربية والتعليم، للحد من تلك الظاهرة، إذ يستغل الطلاب ذلك التطور، فيبتكرون أفكاراَجديدة ، ففى العام الماضى، كان يقوم طالب، ، بتصوير ورقة الامتحان، وإرسالها إلى صفحات التواصل الاجتماعي، لتصبح ورقة الأسئلة وإجابتها بعد دقائق على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى. أما هذا العام، فابتكرت صفحة من صفحات الغش الإلكترونى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وهى صفحة «شاو مينج بيغشش ثانوية عامة»، وسيلة جديدة للغش تتناسب والتطور الهائل فى تقنيات الهواتف المحمولة، وكذلك انتشارها بين الطلاب. وتتمثل هذه الوسيلة فى تطبيق إلكترونى، يستطيع الطالب تحميله على هاتفه، ليجد نفسه أمام خمس نوافذ، بأسماء «فيس بوك – تويتر – انستجرام»، وذلك للتواصل مع الصفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونافذة أخرى بعنوان «live chat»، ليتواصل من خلالها الطلاب أثناء الامتحانات، والنافذة الأخيرة بعنوان «تسريب»، وهى النافذة التى تنشر من خلالها صفحة «شاو مينج» إجابات الأسئلة. ليست صفحة «شاو مينج» فقط من تقوم بنشر الامتحانات، ولكن أيضاً صفحات «عبيلو واديلو –غشاشون فدائيون – بالغش اتجمعنا». الغريب فى الأمر، أن مسئولى تلك الصفحات لا يشعرون بأن ما يفعلونه بنشر أسئلة وإجابات امتحانات الثانوية العامة خطأ جسيم، يؤدى إلى ضياع الحقوق، وغياب مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، ولكنهم يتيقنون من أن ما يفعلونه يعد محاربة للفساد، ففى اعتقادهم أنهم يستطيعون مكافحة فساد وزارة التربية والتعليم، وترهل المناهج الدراسية، وارتباط أحلام الطلاب ومستقبلهم بدرجات الثانوية العامة، بفساد آخر وهو تمكين الطلاب من الغش، اعتماداً على مبدأ «ما بنى على باطل فهو باطل». ولم تقتصر صفحات الغش الالكتروني، على نشر امتحانات الثانوية العامة، ولكنها توسعت فنشرت امتحانات الدبلومات الفنية، والثانوية الأزهرية. وتتنافس صفحات «شاومينج بيغشش ثانوية عامة» و«عبيلو واديلو» و «بالغش اتجمعنا» و «الصينيون بيغششوا ثانوية عامة» و«ثورة التعليم الفاسد»، بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، على تسريب امتحانات الثانوية العامة، إلى أن بعضها بات ينشر امتحانات قديمة وغير صحيحة، جعل صفحة «شاومينج بيغشش ثانوية عامة» هى الأشهر والأسرع فى تسريب الامتحانات الفعلية للثانوية العامة. وبعد أن كانت تلك الصفحات تقوم برفع الامتحان بعد نصف ساعة من بدئه، أصبحت ترفعه بعد 15دقيقة فقط، وتنشر الاجابات بعد 15 دقيقة أخرى، وفى بعض الأحيان تنشر الامتحان قبل ساعات من بدء اللجان. وأشار بعض الطلاب الذين يستفيدون من ذلك، إلى أنهم يؤجلون دخولهم للجنة نحو ربع ساعة حتى يتمكنوا من رؤية الامتحان قبل الدخول. وقالت صفحة «شاومينج بيغشش ثانوية عامة»، إنها تقوم على رفع أسئلة وإجابات امتحانات الثانوية العامة، فى تحدٍ منها لوزارة التربية والتعليم، حتى يصلح حال التعليم، ويصبح للشهادة قيمة وليست مجرد ورقة تعلق على الحائط . وأضافت الصفحة: إن هذا العام هو الثالث على التوالى فى تسريب امتحانات الثانوية العامة، والعام القادم سيكون الرابع، ولن تتوقف الصفحة حتى يتم تدمير النظام الذى وصفوه ب«التعليم الغبى». وبدأت صفحات التواصل الاجتماعي، بكشف أساليب للطلاب تمكنهم من إدخال التليفون المحمول، إلى اللجنة، مثل إخراج بطارية الهاتف قبل دخول اللجنة، حتى لا يكتشفه المراقب باستخدام العصى الأمنية، كما بدأت الترويج لسماعات وأجهزة صغيرة الحجم لاستخدامها فى الغش داخل اللجان. ويتفاعل مع تلك الصفحات عدد كبير من طلاب الثانوية العامة، الذين ينتظرون الإجابات بلهفة على تلك الصفحات. وأعرب طلاب آخرون عن قلقهم من ارتفاع تنسيق الالتحاق بالجامعات، بسبب تكرار تسريب أسئلة الامتحانات، ما سيؤدى إلى ارتفاع نسب النجاح.