كتب : عفت السادات أتقدم من جديد باعتذار لجماهير الكرة المصرية عما بدر من بعض القلة في لقاء الاتحاد السكندري ووادي دجلة وظاهرة الشغب خطيرة بشكل عام وتحتاج حلاً عاجلاً لها حتي لا تتحول إلي كارثة تدمر الرياضة المصرية خاصة أن بعض وسائل الإعلام العالمية باتت تلقي الضوء علي ما شهدته ملاعبنا من انفلات أخلاقي وهو الأمر الذي قد يسيء إلي اسم وسمعة بلادنا التي قدمت للعام منذ شهور قليلة أعظم ثورة حضارية راقية. شغب الملاعب ليس بالظاهرة الجديدة علي الرياضة المصرية ولا حتي العالمية لكنها تفاقمت في الفترة الأخيرة وعلاجها بات ضرورة ملحة من أجل عودة السلوك الحضاري إلي ملاعبنا. ورحلة القضاء علي هذه الظاهرة طويلة تبدأ بالدور التربوي للأسرة فلابد أن نوجه نداء لكل أب وكل أم بضرورة الاهتمام بالتربية والتوعية الأخلاقية لأبنائهم، وكذلك المدرسة التي لا يقل دورها أهمية عن الأسرة من حيث غرس معاني ومفاهيم وقيم الروح الرياضية في نفوس التلاميذ منذ الصغر ثم توعيتهم بخطورة التعصب وضرورة نبذه خلال الرحلة الجامعية حتي يخرج الطالب من مراحل التعليم وهو مهيأ ليكون إنساناً صالحاً نافع لبلده ومجتمعه. أيضاً يجب ألا نغفل دور المسئولين خاصة في الحقل الكروي وعلي رأسهم اتحاد الكرة الذي عليه العمل بقوة لتطوير المنظومة الرياضية ككل والتحكيم بشكل خاص، لأنه أحد أسباب إثارة الجماهير عندما يتخذ الحكم بعض القرارات غير السليمة، وبالطبع فالحكم بشر ومعرض للخطأ لكن هذا لا يعفي اتحاد الكرة من مسئولية إعداد الحكام وتنظيم دورات خاصة لهم لثقل قدراتهم وتنميتها لتفادي كثرة الوقوع في الأخطاء. وهناك دور آخر قد يكون الأهم وهو الإعلام الذي يقع علي عاتقه مسئولية كبيرة في القضاء علي الشغب من خلال توعية الجماهير بالالتزام بالتشجيع المثالي، وكذلك تجنب نشر وكتابة موضوعات من شأنها إثارة الجماهير، كما تفعل - وللأسف - بعض الصحف والبرامج التي تلعب علي وتر إشعال الفتنة بين المشجعين في مختلف الأندية، فالإعلام آلة جبارة قد تكون مفيدة أو هدامة. وبالنسبة للجماهير فعليها أن تعرف وتدرك أن كرة القدم مجرد رياضة تتضمن المكسب والخسارة وعلينا أن نتقبل هذا وذاك بصدر رحب. وفي النهاية أوجه كلمة لجمهور الاتحاد السكندري العظيم الذي اعتز به كثيرا واعتبر نفسي أحد أفراده بضرورة الوقوف خلف ناديهم والتشجيع بصورة حضارية كما تعودنا منه خاصة أن جماهير زعيم الثغر تعتبر اللاعب رقم واحد في الفريق وأتمني أن تستمر في مساندتها لناديها العريق دون تعصب وتكون قدوة ومثلاً يحتذي به