مأساة حقيقية يعيشها أهالى قرية ميت حبيش القبلية بمحافظة الغربية حيث بات شبح المرض يطاردهم كل يوم بسبب تلوث مياه مصرف «محلة روح»، الذى يخترق الكتلة السكانية للقرية وتحوله إلى مقبرة للحيوانات النافقة وانتشار الناموس والباعوض على جثثها «المترممة» وانبعاث روائح كريهة منها مما أدى إلى إصابة الأهالى بالأمراض الجلدية. ولم تقتصر مأساة هذا المصرف على ذلك بل تقوم بعض الشركات الخاصة التى تجمع القمامة من القرى المجاورة بإلقائها بالمصرف، فاصبح مأوى للحشرات والزواحف والفئران. الحاج بسيونى العفيفى يروى تفاصيل هذه المأساة: قائلا إن المصرف يخترق أزمة العديد من القرى وهى «كفر أبودواد وعزبة البيه وميت حبيش القبلية وميت حبيش البحرية وإخناواى»، لافتا إلى أنه المصدر الرئيسى لرى مئات الأفدنة من الأراضى الزراعية، ما يجعل تعامل الفلاحين مع مياه المصرف الملوثة أمرا لا مفر منه، ما يؤدى فى النهاية إلى اصابة الكثير منهم بالأمراض والأوبئة. واضاف بسيونى إن المياه فى المصرف قد ارتفعت بشكل مفاجئ نتيجة انسداده امام قرية اخناواى وهو ما جعل المياه ترتفع وتوازى الطريق، ما جعله يتوجه الى المسئولين بالمحافظة والرى، لكنه وجد بابهم مغلقا وكأن الأمر لا يعنيهم، وان حياة المواطنين لا تمثل لهم أى قيمة. وأشار إلى أن الرى عندما تقوم بتنظيف المصرف تترك ما تخرجه من مخلفات وجثث للحيوانات على جانبيه وهو الامر الذى يجعل الأهالى يقومون بالقائها مرة اخرى بالمصرف خاصة ان الطريق الموازى له فى بعض الأماكن لا يتجاوز المترين، وهو الامر الذى يجعل عملية تطهير المصرف لا فائدة منها، مشيرا الى انه من الضرورى قيام الرى بتطهير مجرى المصرف شهريا، خاصة فى الوقت الذى تقوم فيه القرية ببناء مجمع ازهرى بجواره، ما يجعل عملية التطهير ضرورية للحفاظ على صحة المواطنين والطلاب. واضاف احد أهالى القرية- رفض ذكر اسمه- ان بعض الاهالى قاموا بردم أجزاء من المصرف لتوسعة الطريق امام منازلهم، بالإضافة إلى قيام بعض عربيات «الكسح» من القرى التى لا توجد بها محطات صرف صحى بإلقاء مخلفاتها به.