جاء بث إحدى القنوات التليفزيونية الإثيوبية أمس الأول للقطات الاحتفال بتشغيل 4 فتحات من سد النهضة وتمرير المياه من أسفله بعد إعادة تحويل مجرى النيل الأزرق إلى مساره ليكون سببا فى سيطرة أجواء التوتر على الجلسة الافتتاحية لعمال اجتماعات وزراء الخارجية والمياه بمصر والسودان وإثيوبيا أمس بالخرطوم، وهى الجولة الثانية والحاسمة للتوصل لحلول بشأن الخلافات حول الدفع بمسار المفاوضات الفنية لسد النهضة والتى فشلت منذ مارس الماضى فى بدء إجراء الدراسات الخاصة بتقييم مخاطر السد على مصر والسودان. وتعمد الوفد الإثيوبى المشارك فى الاجتماعات ترك الوزراء من مصر والسودان ينتظرونه فى قاعة الاجتماعات دون حضوره لبدء المفاوضات لمدة نصف ساعة دون مبرر، بينما كانت كلمات وزراء الخارجية من الدول الثلاث فى الجلسة الافتتاحية مقتضبة، وعقد الثلاثة اجتماعا منفردا فى أعقابها بينما أسرع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لترك مقر الاجتماعات فى أعقاب انتهاء الجلسة الافتتاحية لمقابلة الرئيس السودانى عمر البشير وعرض الموقف المصرى عليه وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بينما أشارت مصادر إلى لقاء جمع البشير ووزير الخارجية الإثيوبى عقب مقابلة شكرى. وللمرة الثانية أصر وزير الخارجية سامح شكرى على إظهار ضيقه من وجود مايك قناة الجزيرة أمامه طالبا إبعاده من أمامه أثناء إلقاء كلمته. ولم يستطع وزير المياه والرى د. حسام مغازى من إخفاء تفاجؤ مصر بتشغيل سد النهضة قبل الموعد المحدد للتشغيل فى منتصف عام 2016 مؤكدًا فى تصريحات له عقب وصوله مطار الخرطوم مساء أمس الأول إثيوبيا لم تبلغ مصر رسميا بهذا الإجراء، وأنه لا توجد معلومات لدى مصر عن بدء التخزين. وقال إبراهيم الغندور وزير الخارجية السودانى: إن ما تداولته وسائل الإعلام من فيديوهات لتحويل مجرى النيل الأزرق عند سد النهضة ليست حديثة، ولا يمكن الوثوق فيها وأنه سيتم طرحها على الفنيين، من البلدان الثلاث للتأكد منها.. وكشف مصدر حكومى مصرى ل« روزاليوسف» أنه كان هناك رصد لأعمال تتم على مجرى النيل الأزرق بالقرب من سد النهضة منذ 36 يوما بالفعل من خلال صور الأقمار الصناعية التى ترصدها مصر لموقع سد النهضة بينما أشار ذات المصدر الى أن الخلاف على البند الرابع من اتفاقية المبادئ الموقعة بين قادة الثلاثة دول فى مارس الماضى من شأنه إعادة الأمور إلى نصابها بالتوصل لحلول مرضية للجميع وهو البند الذى يشير إلى كيفية التخزين واستمرار البناء فى المراحل التالية لأعمال السد. وعرضت مصر خلال اجتماع الخرطوم أمس التقرير الفنى حول المكاتب الفنية المرشحة لإعداد الدراسات بديلا لمكتب دلتارس الهولندى الذى أعلن انسحابه كما عرضت توقيع وثيقة اتفاق جديدة تلزم بانهاء الدراسات خلال تسعة أشهر فقط وقبل بدء فيضان النيل فى الموسم الجديد حتى لا تتضرر مصر والسودان من تناقص حصصهما.. وفى كلمته بالجلسة الافتتاحية قال وزير الخارجية المصرى، أن اتفاق المبادئ بشأن سد النهضة الإثيوبى، الذى تم توقيعه بين زعماء الدول الثلاث بمصر والسودان وإثيوبيا فى مارس الماضى بالخرطوم، أسس لعلاقة إستراتيجية قائمة على أرضية من العلاقات القوية التى تربط بين الدول الثلاث وأضاف «نحن نبنى خلال الاجتماع السداسى الذى تم افتتاحه اليوم بالخرطوم، برعاية سودانية كريمة، على الخطوات التى سبقت، كما نحافظ على اتفاق المبادئ الذى تمت صياغته بإحكام». وشدد شكرى على أن مصر تبدى حسن النية والعمل بتفان وإخلاص من أجل تحقيق كل المبادئ السابقة وبنفس الروح القائمة على الإخاء والرغبة المشتركة فى التفاهم واستمرار توثيق هذه العلاقة الإستراتيجية المهمة، وإيجاد الفرص لمزيد من تنميتها لتلبى تطلعات وطموحات الشعوب للدول الثلاث حتى نخرج من هذا الاجتماع بما يؤكد على علاقة التعاون القائمة بين الدول الثلاث، خاصة فيما يتعلق بملف سد النهضة، للانطلاق نحو تدعيم العلاقات فى شتى المجالات. و قال وزير الخارجية الإثيوبى تيدروس أدهانوم، إن إثيوبيا ملتزمة جداً بتعزيز التعاون بين الدول الثلاثة ونتمنى التوصل إلى اتفاق مشترك، وأن نكون منفتحين، ونؤكد عزمنا على المضى قدماً فى المسار الذى نسير فيه من أجل الوصول إلى حل توافقى. وأضاف وزير الخارجية الأثيوبى، أن إعلان المبادئ الذى وقعه قادة الدول الثلاثة فى السودان مارس الماضى، مبنى على الثقة والفهم المتبادل، وبناء الثقة بين الدول الثلاثة وتعزيز المناخ الذى تعمل فيه الدول.