بعد هبوط الأخضر في البنوك.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه الجمعة 31-10-2025    ارتفاع جديد.. سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 31-10-2025 (تحديث يومي)    فانس: اختبار الأسلحة النووية للتأكد من أنها تعمل    باكستان وأفغانستان تتفقان على الحفاظ على وقف إطلاق النار    «لا نقبل هدايا المنافسين».. نجم الزمالك السابق يهاجم الأبيض بعد التعثر في الدوري    من "هل عندك شك" إلى الدبكة العراقية، كاظم الساهر يأسر قلوب جمهوره في موسم الرياض (فيديو)    كيف تسببت روبي في اعتذار إلهام عبدالبديع عن دور مع الزعيم عادل إمام؟    رسميًا بعد قرار الحكومة.. موعد الإجازة الرسمية المقبلة للقطاعين العام والخاص    موعد صلاة الجمعة اليوم في القاهرة والمحافظات بعد تغيير الساعة في مصر 2025    حبس 7 أشخاص لقيامهم بالتنقيب عن الآثار بمنطقة عابدين    كن نياما، مصرع 3 شقيقات أطفال وإصابة الرابعة في انهيار سقف منزل بقنا    أول اعتراف أمريكي بحجم الأفعال الإسرائيلية في غزة، ومسؤول بالخارجية: زوبعة وستنسى    قوات الاحتلال تداهم عددًا من منازل المواطنين خلال اقتحام مخيم العزة في بيت لحم    هيجسيث يأمر الجيش بتوفير العشرات من المحامين لوزارة العدل الأمريكية    محمد رمضان يشعل زفاف هادي الباجوري مع نجوم الفن    جدول ترتيب فرق الدوري الإيطالي بعد الجولة التاسعة    مصدر مقرب من حامد حمدان ل ستاد المحور: رغبة اللاعب الأولى الانتقال للزمالك    رئيس مجلس الشيوخ يستقبل محافظ القاهرة لتهنئته بانتخابه لرئاسة المجلس    مواعيد الصلاة بالتوقيت الشتوي 2025 بعد تأخير الساعة 60 دقيقة    مواعيد المترو الجديدة بعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025 في مصر رسميًا    الطيران ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال ضيوف افتتاح المتحف المصري    محافظ المنيا: ميدان النيل نموذج للتكامل بين التنمية والهوية البصرية    هبوط اضطراري ل طائرة في «فلوريدا» ونقل الركاب إلى المستشفى    موعد وشروط مقابلات المتقدمين للعمل بمساجد النذور    وفري فلوسك.. طريقة تحضير منعم ومعطر الأقمشة في المنزل بمكونين فقط    لا تهملي شكوى طفلك.. اكتشفي أسباب ألم الأذن وطرق التعامل بحكمة    محمد مكي مديرًا فنيًا ل السكة الحديد بدوري المحترفين    عاجل- الهيئة القومية لسكك حديد مصر تُعلن بدء العمل بالتوقيت الشتوي 2025    إصابة 12 شخصاً في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بقنا    إصابة طرفى مشاجرة بالأسلحة البيضاء في شبين القناطر بسبب خلافات الجيرة    تفاصيل بلاغ رحمة محسن ضد طليقها بتهمة الابتزاز والتهديد    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : «توخوا الحيطة والحذر»    مندوب الإمارات أمام مجلس الأمن: الجيش السوداني والدعم السريع أقصيا نفسيهما من تشكيل مستقبل السودان    مفاجأة الكالتشيو، بيزا العائد للدوري الإيطالي يتعادل مع لاتسيو قاهر "يوفنتوس"    تقارير: وزارة العدل الأمريكية تحقق في مزاعم احتيال داخل حركة حياة السود مهمة    ندوة «كلمة سواء».. حوار راقٍ في القيم الإنسانية المشتركة بالفيوم    سقوط هايدى خالد أثناء رقصها مع عريسها هادى الباجورى ومحمد رمضان يشعل الحفل    حتى 100 جنيه.. وزير المالية يكشف تفاصيل إصدار عملات تذكارية ذهبية وفضية لافتتاح المتحف الكبير    مواقيت الصلاة فى الشرقية الجمعة حسب التوقيت الشتوي    د.حماد عبدالله يكتب: "حسبنا الله ونعم الوكيل" !!    سنن يوم الجمعة.. أدعية الأنبياء من القرآن الكريم    علاء عز: خصومات البلاك فرايدي تتراوح بين 40% و75%    البنك المركزي المصري يتوقع نمو الناتج المحلي إلى 5.1% خلال 2027/2026    مش هتغير لونها.. طريقة تفريز الجوافة لحفظها طازجة طوال العام    التخلص من دهون البوتاجاز.. طريقة سهلة وفعّالة لتنظيفه وإعادته كالجديد    هزمت السرطان وتحدت الأطباء بالإنجاب.. 25 معلومة عن شريهان النجمة المحتملة لافتتاح المتحف المصري الكبير    السد يكتسح الريان بخماسية في كلاسيكو قطر    أخبار × 24 ساعة.. بدء صرف المعاشات غدًا السبت 1 نوفمبر 2025    «لو منك أبطل».. رضا عبدالعال يفتح النار على نجم الزمالك بعد التعادل مع البنك الأهلي    بعد معاناة المذيعة ربى حبشي.. أعراض وأسباب سرطان الغدد الليمفاوية    اختتام فعاليات مبادرة «أنا أيضًا مسؤول» لتأهيل وتمكين شباب الجامعات بأسوان    انطلاقة جديدة وتوسُّع لمدرسة الإمام الطيب للقرآن للطلاب الوافدين    لا فرق بين «الطلاق المبكر» والاستقالات السريعة داخل الأحزاب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 30-10-2025 في محافظة الأقصر    إعلاميون بالصدفة!    بث مباشر.. مشاهدة مباراة بيراميدز والتأمين الإثيوبي في دوري أبطال إفريقيا 2025    مبادئ الميثاق الذى وضعته روزاليوسف منذ 100 عام!    عندما قادت «روزا» معركة الدولة المدنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«كنيسة المهد» ب«بيت لحم».. الأقدم فى العالم

ما بين قتل وحرق وسرقة وتزوير يتعرض أشقاؤنا الفلسطينيون لانتهاكات يومية والجميع يقف متفرجا على ما يحدث أطفال تحرق وزرع يدمر وسيدات تنتهك أعراضهن ورجال يعذبون لكسر رجولتهم ولكن سيظل الشعب الفلسطينى صامدا رغم الاحتلال مثابرًا رغم الصمت العربى والدولى منتظرًا أمته العربية أن تنهض فى يوم من الأيام لأجلك ياقدس يازهرة المدائن، على مدار 6 أيام ترصد روزاليوسف من خلال جولاتها داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة حجم المعاناة والانتهاكات والسرقة وتزوير التاريخ الذى يصل إلى سرقة الزى الفلسطينى والمأكولات الأساسية بداية من أريحا وصولا إلى قلقيلية ونابلس مرورا بالخليل وبيت لحم وطولكرم وأنهينا الجولة بمحافظة القدس.
مابين قتل وحرق وسرقة وتزوير يتعرض أشقاؤنا الفلسطينيون لانتهاكات يومية والجميع يقف متفرجا عما يحدث أطفال تحرق وزرع يدمر وسيدات ينتهك أعراضهن ورجال يعذبون لكسر رجولتهم ولكن سيظل الشعب الفلسطينى صامدًا رغم الاحتلال -مثابرًا رغم الصمت العربى والدولى منتظرًا أمته العربية أن تنهض فى يوم من الأيام لأجلك ياقدس يازهرة المدائن على مدار 6 أيام نرصد من خلال جولاتنا داخل الاراضى الفلسطينية المحتلة حجم المعاناة والانتهاكات والسرقة وتزوير التاريخ تصل الى سرقة الزى الفلسطينيى والمأكولات الأساسية بداية من أريحا وصولا الى قلقيلية ونابلس مرورا بالخليل وبيت لحم وطولكرم وأنهينا الجولة بمحافظة القدس.
لطالما كانت فلسطين مهد الديانات السماوية ونموذجاً للتعايش الإسلامى المسيحى وأرضاً للسلم والأمان بين أبنائها من جميع الديانات وهذا واضح فى جميع المناطق التى يسكنها المسيحيون والمسلمون معًا.
وتعد مدينة بيت لحم نموذجاً حياً للتعايش الإسلامى المسيحى حيث يسكن المسلمون والمسيحيون أحياء عدة بجانب بعضهم البعض ويشاركون بعضهم الفرح والسعادة والحزن.
ففى بيت لحم تجد الكنيسة تقابل المسجد وأصوات قرع أجراس الكنائس تلتحم وصوت القرآن والآذان ولطالما كانت زينة أعياد الميلاد تعلق فى بيوت المسلمين والمسيحيين وزينة الأعياد الإسلامية ورمضان تعلق فى بيوت المسيحيين والمسلمين وأهل بيت لحم يجمعهم ألم وأمل واحد ألم من مضايقات الاحتلال ومنغصاته وأمل بالتحرر منه ودحره فبيت لحم قدمت خيرة شبابها مسلمين ومسيحيين فداء لفلسطين وهذا يدل على وحدة أبنائها وانتمائهم وحبهم للوطن.
علاقة تاريخية
والتقينا عبدالناصر محمود علاوى مرشد سياحى داخل كنيسة بيت لحم قال إن العلاقة الحسنة الطيبة بين المسلمين والمسيحين علاقة أخوة متجذرة منذ بداية الإسلام فعلاقة الرسول الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مع المسيحيين كانت من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانية.
الاجتماع على حب الوطن والتضحية فى سبيله:
مدينة بيت لحم كانت دائما سباقة فى التضحية لفلسطين فقدمت العديد من الشهداء منذ بداية الانتفاضة الأولى والثانية وأرضها روت دائما بالعديد من الشهداء المسيحيين والمسلمين، ومنهم أنطون الشوملى ودانيال حمامة وأحمد مصلح ورانية خاروفة وفراس صلاحات وعيسى فرج وسائد عيد وجاد عطا الله فكانوا وما زالوا جميعاً مسيحيون ومسلمون يداً بيد فى وجه الاحتلال الإسرائيلى .
اجتياح كنيسة المهد:
فى عام 2002 اجتاحت قوات الاحتلال مدينة بيت لحم كما اجتاحت باقى المدن الفلسطينية ولجأ المقاومون الفلسطينيون مسلمون ومسيحيون إلى كنيسة المهد للاحتماء فيها باعتبارها مكاناً مقدساً. لكن إسرائيل حاصرت الكنيسة 40 يوماً متواصلاً إلى أن انتهى الحصار باستشهاد 8 فلسطينيين إصابة 14 آخرين وإبعاد 39 مقاوماً كانوا فى الكنيسة إلى غزة والدول الأوربية وفى الكنيسة حظى المقاومون المسلمون برعاية واهتمام كبيرين من رجال الدين المسيحيين كما المقاومون المسيحيون.
ويقول كريس بندك وهو أحد الأشخاص الذين كانوا داخل الكنيسة نحن أخوة امتزجت دماؤنا وهمنا واحد، ولجأنا للكنيسة كونها مكانًا مقدسًا يمكن أن يكون محط أنظار العالم لإثارة القضية الفلسطينية
ويضيف قائلا إما بخصوص العلاقة ما بين رجال الدين المسيحيين والمسلمين فقد أٌثبت أن الانسانية تفوق كامل الاعتبارات، فقد شاركونا الهم والجرح والألم، حتى أن أحد الرهبان قد أصيب فى بداية الحصار وطبيعة العلاقة كانت قائمة على الاحترام المتبادل، والحرص على سلامة وأمن الآخر.
و تعتبر مجتمعاً يشكل مثالاً واضحاً يجسد فيه أسمى معانى المحبة والأخوة وحب الخير للآخر والإيثار.
ويقول عوض الهريمى يقول ذاكراً صاحب العمل بالخير أنا أعمل فى منجرة لدى مالك مسيحى وصاحب العمل كان يخفف عنى أعباء العمل فى رمضان ويدعونى أنا وزملائى المسلمين للإفطار فى بيته .
جامعة بيت لحم مثالاً:
جامعة بيت لحم جامعة مسيحية، ولكن طلابها فى أغلبهم مسلمون حيث يشكل الطلاب فيها ما نسبته 70% تقريباً، هذا إن دل على شيء، إنما يدل على روح الأخوة والتسامح بين إدارتها وطلابها وهى نموذج للتآخي، ففيها المسجد والكنيسة وكل من المسلم والمسيحى يحترم الشعائر الدينية للآخر
وتقول مرح قرش: أنا وصديقاتى المسيحيات لا نتحرج من الخوض فى الأحاديث الدينية، فكل منا يسأل الآخر عن تفاصيل دينه لزيادة الثقافة والمعرفة.
وتوضح رغد خميس فى أحد أيام الجمع فى الجامعة كنت ذاهبة لصلاة الجمعة فى مسرح الجامعة، وفى الطريق التقيت بصديقتى الراهبة وذهبنا معاً لسماع خطبة الجمعة .
وفى نفس السياق تقول خيلاء جمعة عندما كنت فى مدرسة بيت ساحور الثانوية الحكومية، لم تكن الحكومة تفرض عطلاً رسمية لبعض أعياد المسيحيين، فكنا جميعاً فى المدرسة نتضامن مع زميلاتنا المسيحيات حتى لا تفرض الواجبات والامتحانات فى وقت أعيادهم.
وستبقى بيت لحم من أرقى النماذج وأسماها على التآخى والمحبة والتسامح الدينى بين المسلمين والمسيحيين، فقال سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم: « (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) وجاء فى الانجيل: (أيها الأحياء لتحبوا بعضكم بعضاً لأن المحبة هى من الله) وستبقى هذه النصوص شاهداً على المحبة والإخاء بيت المسلمين والمسيحيين.
تاريخ بيت لحم
تقع مدينة بيت لحم بين مدينتى الخليل والقدس وتمتد على هضبتين يصل أعلاهما إلى 750م فوق مستوى سطح البحر وهى جزء من الجبال والهضاب الوسطى فى فلسطين التى تنتشر موازية لغور الأردن والبحر الميت وتشير رسائل تل العمارنة إلى أن اسم بيت لحم يرجع إلى اسم مدينة جنوب القدس عرفت باسم بيت إيلو لاهاما أى بيت الإله لاهاما أو لاخاما، وهو إله القوت والطعام عند الكنعانيين وكانت تعنى عند الآراميين بيت الخبز ومن هنا جاءت التسمية، ولبيت لحم أيضاً اسم قديم هو أفرات أو أفراته وهى كلمة آرامية تعنى الخصب والثمار وتعد مدينة بيت لحم كنعانية قديمة سكنها الكنعانيون منذ حوالى سنة 2000 قبل الميلاد، ثم توالت عليها مجموعات قبائل مختلفة فى معتقداتها، وفى حالة من الصراع والتناحر فيما بينها، ومن بين هذه القبائل القبائل اليهودية الكنعانية، وهى قبائل لا تربطها بالصهيونية الحالية أى روابط تاريخية أو عقائدية؛ لأن مسألة الشعوب والأمم جاءت فى حقب متأخرة من مراحل التاريخ البشرى بعد أن أقيمت الدول ورسمت الحدود وتطورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ونالت بيت لحم شهرتها العالمية بعد ميلاد المسيح فيها.
فى القرن الحادى عشر قبل الميلاد تمكن الفلسطينيون من دخول المدينة بعد أن قتلوا شاؤول ثم تمكّن داود عليه السلام من استرداد المدينة، وتولّى بعده الحكم ابنه رحبعام الذى حوصر فى المدينة عام 937 ق.م ثم بعد ذلك دخلت بيت لحم تحت الحكم الروماني، حيث بنى فيها الحاكم الرومانى هيرودوس قلعة يلجأ إليها زمن الحرب، ثم بنى فيها الإمبراطور الرومانى عام103 م معبداً للإله أدونيس فوق كهف السيد المسيح ويقال إن هذا الإمبراطور قد اعتنق المسيحية سراً، وخشى على الكهف أن يندثر قبل أن تنتشر الديانة المسيحية، وفى عام 314م سمح الإمبراطور الرومانى قسطنطين بحرية العبادة والأديان.
وفى عام 330م قامت الإمبراطورة هيلانة ببناء كنيسة المهد فى بيت لحم وكنيسة القيامة فى القدس ثم تعرضت كنيسة المهد للهدم على يد السومريين، فجاء الإمبراطور جوستينان الأول وقام ببناء الكنسية من جديد، كما بنى سوراً حول المدينة وبقى هذا السور حتى عام1448م حيث أمر السلطان المملوكى بهدمه، أما الكنيسة فباقية إلى اليوم.
تعرضت المدينة إلى الغزو الفارسى عام 614م ولم يهدموا الكنيسة لوجود صورة للمجوس وهم ساجدون أمام السيد المسيح على لوحة من الفسيفساء..فى سنة 648م دخلت المدنية تحت الحكم الإسلامى وزارها الخليفة عمر بن الخطاب وصلّى داخل كنيسة المهد وكتب سجلاً للبطريرك صفرونيوس بألا يصلى فى هذا الموضع (كنيسة المهد) من المسلمين إلا رجلاً بعد رجل ولا يجمع فيها صلاة، ولا يؤذن فيها ولا يغير فيها شيئًا.
وعاش أبناء الديانتين المسيحية والإسلامية فى هذه المدينة بروح من الإخاء والتعاون، ومارس أتباعهما شعائرهم الدينية بحرية.
يعدّ زمن هارون الرشيد 786-809م والدولة الفاطمية 952-1094م، من أكثر عهود بيت لحم ازدهاراً؛ حيث نشطت التجارة واستتب الأمن، وأطلقت الحريات، ورمّمت الكنائس وأماكن العبادة.. وفى عام 1099م دخلت المدينة تحت الحكم الصليبى بعد أن دخلها الجيش الصليبى بقيادة تنكرد الذى دمّر المدينة وأحرقها ولم يتبق منها إلا كنيسة المهد، وقد دام الحكم الصليبى لبيت لحم حتى عام 1187 حيث عادت بيت لحم لأصحابها بعد انتصار المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبى على الصليبين فى معركة حطين.
وفى عام 1229م عادت مدينة بيت لحم لحكم الصليبين بموجب الاتفاقية التى وقعت بين ممثلى الخليفة الكامل فخر الدين وأمير أربيل صلاح الدين، وممثلى الإمبراطور فريدريك.
وفى عام 1244 تمكن المسلمون بقيادة نجم الدين من استعادة المدينة بشكل نهائي، قام بعدها الظاهر بيبرس بدخول المدينة عام 1263 ودمّر أبراجها وهدم أسوارها، وفى عام 1517 دخلت المدينة تحت الحكم العثماني.
وبعد تطور وسائل النقل والمواصلات، تحوّلت المدينة إلى مركز جذب مهم للحجاج القادمين من أوروبا، انعكست أثاره على أوضاع سكان المدينة وازدهرت صناعة الصوف، والخزف وغيرهما، إلا أن سوء الأوضاع الاقتصادية دفع بالكثير من أبناء المدينة إلى الهجرة خارجها.
وفى عام 1917م دخلت بيت لحم مع باقى مدن فلسطين تحت النفوذ البريطانى بعد هزيمة تركيا فى الحرب العالمية الأولى، واتخذها الإنجليز مركزاً لضرب الثوار الفلسطينيين الذين قاوموا الاحتلال الإنجليزى والعصابات الصهيونية.
فى 27/3/1948م نشبت فى موقع الدهيشة معركة كبيرة بين الثوار الفلسطينيين، ومجموعة من المستوطنين الصهاينة تتألف من 250 عسكرياً و54 سيارة تدعمهم أربع مصفحات وتمكن الثوار الفلسطينيون من التغلب عليهم وأجبروهم على الاستسلام وفى أعقاب حرب عام 1948 م تمّ إجبار أكثر من مليون فلسطينى على الهجرة من ديارهم لجأ إلى المدينة قرابة الخمسة آلاف فلسطينى استقروا فى ثلاثة مخيمات هى الدهيشة وعايدة والعزة. وفى عام 1949م ودخلت بيت لحم تحت الحكم الأردنى بعد توقيع اتفاقية الهدنة لعام 1949م واستمرّت كذلك حتى عام 1967م عندما وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي..وتبلغ مساحة محافظة بيت لحم 575 كم مربعاً وتضم خمس مدن رئيسية، وسبعين قرية، وثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين أما مساحة مدينة بيت لحم والتى تخضع ضمن حدود المخطط الهيكلى للمدينة؛ فتبلغ ثمانية آلاف دونم، وتقسم المدينة إلى العديد من الأحياء والأسواق التجارية وبلغ عدد سكان مدينة بيت لحم 6658 نسمة حسب إحصاء عام 1922م، ارتفع العدد إلى 7320 حسب إحصاء عام 1931م وقدر عدد السكان ب 9780 نسمة عام 1948م، وارتفع العدد إلى 14860 نسمة عام 1949م بعد لجوء أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إليها وأخذ سكان المدينة فى التزايد فيما بعد ثم تعرّض سكان المدينة إلى الانخفاض عام 1967م وبلغ عدد سكان مدينة بيت لحم 21673 فى عام 1997م، ثم ارتفع العدد إلى 30 أف نسمة وأكثر حتى الآن.
المصنوعات الخشبية والصدفية أبرز أنشطتها الاقتصادية. . تشتهر بيت لحم بالمصنوعات الخشبية والصدفية والتحف التذكارية وأعمال التطريز التى تباع للسياح والحجاج الذين يزورون المدينة بالإضافة إلى صناعة الحجر والرخام والصناعات المعدنية. ولأهمية بيت لحم الدينية والتاريخية الأثر الكبير فى زيادة وتفعيل النشاط السياحي، إذ تعدّ الصناعات السياحية فيها من المصادر الأساسية للدخل القومى لوجود الأماكن الدينية والأثرية فى المحافظة منها كنيسة المهد ويعمل فى هذا القطاع حوالى 28% من السكان..
أول مدرسة أنشئت منذ أكثر من 200 عام
نالت بيت لحم قسطاً وافراً من التعليم منذ زمن بعيد حيث أقيمت أولى المدارس فيها منذ أكثر من 200عام وذلك بسبب الطابع الدينى الغالب على المدينة ووجود إرساليات وأديرة أقامت الكثير من المدارس الخاصة منذ زمن بعيد، وتطور التعليم حيث وصل عدد المدارس عام 1978 إلى 31 مدرسة يدرس فيها 8300 طالب كما أقيمت فى المدينة جامعة بيت لحم لتضم عدداً من الكليات لتعليم العلوم، والآداب، والتمريض، والمعلمين والفنادق، وغيرها.
أبرز المعالم السياحية والدينية فى المحافظة:
من أبرز المعالم السياحية الدينية فى المحافظة كنيسة المهد التى اكتمل بناؤها فى العام 339م وبرك سيحان «برك المرجيع» وقلعة البرك « قلعة مراد» ودير الجنة المقفلة والعين «عين أرطاس» وتل الفريديس «هيروديون» ووادى خريطون وآبار النبى داود ومتحف بيتنا التلحمى القديم ودير القديس ثيودوسيوس ودير مار سابا، ودير مار إلياس كما يوجد فى بيت لحم أربعة متاحف ودار مسرح ودارا سينما.
كنيسة المهد: كنيسة المهد أقدم كنيسة فى العالم فبعد أن أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للدولة الرومانية الشرقية فى عهد الإمبراطور قسطنطين عام 324، أمرت والدته الملكة هيلانة فى عام 335 ببناء كنيسة المهد فى نفس المكان الذى ولد فيه السيد المسيح عيسى عليه السلام فى مدينة بيت لحم.
وتضم الكنيسة كهف ميلاد المسيح عليه السلام، وأرضيات من الرخام الأبيض، ويزين الكهف أربعة عشر قنديلاً فضيا، والعديد من صور وأيقونات القديسين.. وقد انتهى بناء الكنيسة عام 339م وجاء على النمط البازلكى وهو نمط معمارى مقتبس من المعابد الرومانية والكنيسة عبارة عن مجمع دينى كبير تحتوى على مبنى الكنيسة بالإضافة إلى مجموعة من الأديرة والكنائس الأخرى التى تمثل الطوائف المسيحية المختلفة وهي: الدير الأرثوذكسى فى الجنوب الشرقى والدير الأرمنى فى الجنوب الغربى والدير الفرانسيسكانى فى الشمال الذى شيد عام 1347م لأتباع طائفة الفرانسيسكان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.