في ذكري إحياء النكبة الفلسطينية وقعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وبين شرطة الاحتلال في العيسوية وقلندية وشعفاط صباح أمس الأحد. وعلم أن الشبان الفلسطينيين رشقوا قوات الاحتلال بالحجارة قرب محطة الوقود. كما علم أن ما يسمي ب«قوات حرس الحدود» وبمساعدة مروحية قاموا باعتقال أحد الشبان. رفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حالة الاستنفار القصوي بين عناصر شرطتها، وشددت من إجراءاتها العسكرية في مدينة القدسالمحتلة أمس الأحد الذي يصادف الذكري الثالثة والستين للنكبة. ونصبت قوات الاحتلال المزيد من الحواجز والمتاريس العسكرية والشرطية علي مداخل الأحياء والبلدات المقدسية وفي الشوارع والطرقات الرئيسية والفرعية وأعاقت حركة الطلبة إلي مدارسهم، وسيرت الدوريات العسكرية الراجلة والمحمولة والخيالة، ونشرت المئات من عناصر شرطتها ووحداتها الخاصة في معظم شوارع المدينة وداخل أسوار المدينة المقدسة، وعززت من إجراءات تفتيشها للمركبات والمواطنين علي المعابر والحواجز العسكرية الثابتة علي المداخل الرئيسية لمدينة القدس. وكانت قوة معززة مشتركة من مخابرات وشرطة وحرس حدود الاحتلال قد اقتحمت الليلة الماضية البلدة القديمة، وداهمت عشرات المنازل في أحيائها، واعتقلت عدداً من الفتيان والشبان والأطفال علي خلفية المشاركة في مواجهات يوم أمس وخاصة في المواجهات التي اندلعت في حي باب حطة الموصول بالمسجد الأقصي المبارك. من جهة ثانية استمرت المواجهات ضد قوات الاحتلال في العديد من أحياء المدينة المقدسة حتي ساعة متأخرة من الليلة الماضية، وتركزت في بلدة سلوان جنوب الأقصي المبارك التي ارتقي منها الشهيد الفني ميلاد عياش، وعمت معظم أحياء البلدة وخاصة في حي رأس العامود وحي بطن الهوي ومحيط خيمة الاعتصام بحي البستان، فيما انتظم تجار البلدة بإضراب تجاري شامل حداداً علي استشهاد الفتي ميلاد. وتقوم منذ ساعات صباح اليوم طائرة مروحية بالتحليق في سماء القدسالمحتلة وبجانبها منطاد راداري استخباري لمراقبة حركة المواطنين، في الوقت الذي تحدث شهود عيان عن تجدد المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال قرب معبر قلندية العسكري شمال القدسالمحتلة وعلي الحاجز العسكري الثابت قرب مدخل مخيم شعفاط وسط القدسالمحتلة. وقالت مصادر إسرائيلية: إنه بالرغم من تقديرات جيش الاحتلال التي تشير إلي عدم حصول تصعيد علي نطاق واسع ولفترة زمنية طويلة فقد قررت قوات الاحتلال، منتصف الليلة الماضية، فرض الإغلاق الشامل لمدة 24 ساعة علي الضفة الغربية وقطاع غزة. وبحسب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فإن وسائل الإعلام الدولية لم تبد اهتماماً نسبياً، وظل تركيزها منصباً علي التطورات في سوريا وليبيا. منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس المواطنين من حملة الهوية الإسرائيلية «الزرقاء» ممن تقل أعمارهم عن الأربعين عاماً من الدخول إلي المسجد الأقصي المبارك للصلاة فيه. وعززت قوات الاحتلال انتشارها في البلدة القديمة بالقدس وعلي بواباتها وبوابات المسجد الأقصي وسيرت الدوريات المحمولة والراجلة في الشوارع الرئيسية والفرعية وبالقرب من مدارس الطلبة في المدينة تحسباً لخروجهم بمسيرات وتظاهرات بمناسبة الذكري الثالثة والستين للنكبة. ومن جهة ثانية ارتفع عدد الشبان والفتيان الذين اعتقلتهم عناصر من وحدات المستغربين التابعة لجيش الاحتلال في بلدة العيسوية بالقدس إلي 11 شاباً وفتي، وتم اقتيادهم داخل آليات عسكرية إلي مركز التوقيف والتحقيق بالمسكوبية غربي المدينة.