يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين. إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بإرسال مشاركتك من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى : «» نبوءة لم يفهم أبدا حبها له. كان عاقلا جدا ومنضبطا أكثر من توقيت جرينتش، وكانت هى سريعة الغضب، فصفقت الباب خلفها، جلست على الرصيف المقابل للفندق لعله يلحق بها، لكنه كان متفاهما وسمحا بما لا يجعله يضيق برفقة الغضب لحبيبته، قاومت اغواءات الغضب عشر دقائق لكنه لم يطل حتى من الشرفة، كان يعتقد أن الغضب قبيح وأنه لا يمكن له أن يغويها، كان تخمينه صادقا فهى ظلت منتظرة، وفشل الغضب فى جعلها تغلق الموبايل فربما يتصل بها، لكن الدقائق مرت ومرت أمامها أمواج متلاحقة للبحيرة، لم تكن ترغب فى موت أبدي، فقط دقيقة، دقيقتين، حتى يتصل بها حبيبها، ولما طال تحديقها للموج، خرج لها الحزن من مكمنه، فهطلت دموعها، وتعاطف معها المارة ومدوا أيديهم لها بمناديل «كلينكس» كى تجفف دموعها وتفلت من غرق مكتمل الأركان. تزايد تجمع الناس حولها، فالتصق الحزن بها، ومن بين الحاضرين ربتت على كتفها سيدة مسنة وحثتها على الابتعاد عن هذا المكان، ونبهت المتجمعين لمشاغلهم، فسارت متكئة على ذراعى الوحدة والحزن. تجنبت الطرق المزدحمة للمدينة، وكانت كلما اقترب منها شخص تعتقد أن حبيبها قد شعر بغيابها، فتبطئ الخطو قليلا، لكن ظل كل المارة كان يتجاوزها، والوجه الذى طالما بحثت عنه بقى غائبا، فكان حزنها يتضاعف ووحدتها تزداد. همست لها الوحدة: - حاولى تمييز الأصوات التى تملأ الشارع. عندما ركزت فى ضجيج الأحاديث الجانبية وأغنية وردة «اشترونى واشتروا خاطر دموعي»، تأكدت أنها وحيدة. عاجلها الحزن: - انظرى حولك كان الجميع يسير فى صحبة، وكانت الوحدة والحزن من المكر بما يجعلهما يحيطان بها بحيث ببدو للمارة أنهما ليس معها. سارت ساعة، ساعتين، ثلاثة .. حتى وصلت إلى نهاية الشاطئ. قررت العودة، دون أن تنتبه لهمس الحزن للوحدة: - متى سنتخلص منها؟ أجابت الوحدة بحنكة المسنات: - ليس هنا وسط هذا الزحام. - أين إذا؟ - فى حجرتها؟ - وحبيبها؟ - يا أبله إذا كان لم ينتبه كل هذا الوقت لغيابها فهل سينتبه لعودتها؟ دخلت الغرفة، تملكها الأسى، وهو مازال على وضعه يقلب فى القنوات الفضائية ممدا فى السرير يد تحت رأسه والأخرى ممتدة بالريموت متأهبة فى أى لحظة لضغطة على «زر + أو زر –» استبدلت ملابسها بأسى يليق بامرأة أيقنت أنها حين ترحل لن تجد من يبكى عليها أو على الأقل يودعها من الشرفة. تمددت على السرير الموازى لسريره.. لو أن «شبشبه» قد تحرك عن زاويته، لو أنها لمحت أثار قدمه فى اتجاه الشرفة، لو أنه يسألها ماذا فعلت؟ أو حتى أن ينظر إليها، لو.. لو.. استسلمت، أغلقت عينيها وقبلهما الموبايل، وتركت للحزن أن يبدأ بنهش ساقيها وللوحدة أن تبدأ بالتهام ذراعيها. كانا يتناوبان عليها، وهى مكومة على السرير ودموعها تنهمر، ويتردد فى داخلها صدى كلمات مثل: أريد أن تفهمني، أرجوك اشعر بي،..،.. مل الحزن من صوتها فقطم حنجرتها وفقأت الوحدة عينيها فاستراحا من نحيبها وبلل دموعها لملاءة السرير التى يتناولان وجبتهما عليها، كانا دقيقين فى التهامها بما لا يسمح ببقاء أى فتات منها، غير أن نقطة واحدة من دمها فلتت من فم الحزن. بعد الوجبة الشهية فتحا الثلاجة الصغيرة وأخذا علبتا «سبرايت دايت» كى تمكنهما من هضمها بسهولة، وكانا من عادتهما أن يناما فى سرير من يلتهمانه حتى ينتبه أحدهما لموته أو يشعر آخر بفقده. همس الحزن: - هل تعتقدين أنه يشعر بوجودنا؟ أجابت الوحدة وهى تتثاءب: - لا. استرخ وتابع الفيلم. وما إن اندمجا فى الفيلم حتى ضغط على زر الريموت.. - ألن يثبت على قناة؟ - هو لا يتفرج على شيء حتى يتابعه. هو مشغول. - بغياب حبيبته؟ - بغياب حبيبته؟! يا صغيرى هو مشغول بما فى داخله. - ألا تفكرين مثلى أن نأكله ؟ ستظل ساذجا وهل هذا أمر يفونني، لكنه محصن ضدنا، ألم تلاحظ عيونه التى لا تنظر إلا للداخل؟ - إذا فهو لن يلحظ غيابها! ربما يشعر بالفقد، لكنه لن يعرف ماذا يفتقد، وستحميه دروعه من الوحدة أو حزن. هل كان يرغب فى التخلص منها؟ لا أدري. ربما كانت تعيق ضغطه للريموت كنترول. أو ربما لم يكن يحبها! هو لن يحب سوى ما بداخله. نفسه يعني؟ ليس بالضبط، فقط ما بداخله. لقد نام عادي، نم أنت الآخر. فى الصباح بينما كانت الوحدة تغسل أسنانها، وكان الحزن يتساءل أين القبلة للصلاة؟ كان هو يخرج الحقيبة من الدولاب. وكانت بقعة الدم واضحة على السرير الشاغر، لكنه وضع الحقيبة فوقها بما جعل الحزن والوحدة يقرران الهرب قبل أن يلتهمهما هو. أمام الفندق فتح له السائق الباب الخلفى للسيارة، وقبل أن ينطلق سأل: - أين الست؟ أجاب - صباح النور. ووضع كتبه وجرائده بجواره، وأخذ بفكر فى قصة مبتكرة يكتبها لمجلة الثقافة الجديدة. عود كبريت «كتبوا كتابك يا عروسة الليلة» غنوة فرح ليه لما بسمعها بحس بالكآبة بحس انى رجعت لنفس المكان بالضبط اللى أنا لحد دلوقتى موصلتلوش لكن انتى وصلتيه لوحدك عارفة أنا الوحيد اللى متأكد أن مشاعرك مش عذراء بس مسامح يا ريتهم هم كمان يقدروا يسامحوكى لما يكتشفوا آن اللى باقى مش اغلي حاجة عند البنت كلمات - ميسرة صلاح الدين يا أملى الجميل أفتقدك... قبل رحيلي تمنيتك معى... فى سبيلي ما الشكر بكافى لك... يا زهرة الكهرمان دامع قلبى لفراق... جمالان وجها وروحا... لا مثيل لهما حييت... ومت بهما وهبتنى سعادة... لن أذق مثلها دمتى فى روحى... وإن كان بدنى فانيا و إن خرج حبى من جسدى... لأمطرت زهورا وإن كان بيدى لبنيت لك... فى القمر قصورا تبا لوداع... ألمه كلدغة العقارب أنقذنى حبك... وكنتى لى قارب كلما تذكرتك... ابتسم ثغرى متحسرا و إن كان الطريق لك... متعسرا فما أحلى الألم... إن كنتى الغاية ليتك عالمة بى... ليت لكى بى دراية لن يقارب وصفى... ما كان يا نور روحى يا أملى الجميل... على مر الزمان كلمات - حسام الدين هشام حكاية شفاه البنفسج كان يغزل صمته المقبور فى حلقه فقد كانت كل الأمنيات عجافا راح يراقبها وهى تخط شفاها بالأزرق والملثوم بالحنين وتعلن للشمس انكسارها حين كانت تلملم شعاعها المحزون وترحل كان يهز رأسه لتسقط أفكاره البالية على صدرها علها تلملمه قبل الأفول وكان يدق قلبه بكفه لتهرب تلك الأحلام المسكوبة من قلب السماء على روحه الشاردة ويشير إليها لتلملم ذلك السرب الهارب إلى صدرها كان قلبها حلم المأوى وأمنية البعث واستجداء الحياة وما زال يراقبها وهى توزع بسمتها على يتامى الحى كلمات - إيمان إمبابى قلوب فى قلوب ف الدنيا عايشة بالبراءة وناس بسيطة عُمرها ما بتمشى طايشة حابة تسعى تحت حيطة الصلاح مَرسَى لعيونها والبيضاء دا جمال ف لونها لو فى يوم تسكن عيونها تلقى راحة وخالى بال سِره إنه عاش بفِطره صاف|ى قلبه زى مطره مهما تبعد عنه فترة تلقى منه مية سؤال مش مهمّ هياكل أيه أو هيصحى يشرب أيه المهم يلاقى لقمة أو يشوف فى أيده الجنيه بص حواليك وأنت ماشي م العِبر هتشوف كتير واللى راح منا ومجاشي واللى ف ذنوبه أسير احمد الرحمن واشكر الحياة دى اختبار وأوعى لحظة بحد تمكر قوم وشارك ف العمار وحس بالناس اللى عايشة واللى صبحت ع المواجع واللى نامت فى الشوارع والرصيف كان المضاجع كلمات - أبوالحسن حسن عكاشة