وقع د. عصام شرف أمس اتفاقية تعاون ثنائية مع الجانب الأوغندي بقيمة مليوني دولار منحة مصرية لاستكمال المشروع المصري الأوغندي لإزالة الحشائش وتطهير البحيرات العظمي بمنابع النيل علي هضبة البحيرات الاستوائية. جاء توقيع الاتفاقية علي هامش مقابلة خاصة بين الرئيس الأوغندي يوري ورئيس مجلس الوزراء عقب حضور الوفد المصري حفل تنصيب موسيفيني لفترة رئاسية جديدة 5 سنوات، ليصل إجمالي فترته الرئاسية إلي 30 عاماً حتي الآن، وشارك في الاحتفال نحو 15 رئيس دولة وحكومة منهم رؤساء كينيا ونيجيريا وزيمبابوي والصومال والكونغو وتنزانيا إضافة إلي رئيس حكومة جنوب السودان سليفاكير. وشهدت الاحتفالية ترحيب الشعب الأوغندي والرؤساء الأفارقة بحكومة الثورة حيث تعالت الصيحات والتصفيق بعدما توجه الرئيس الأوغندي خلال تنصيبه إلي مقعد رئيس مجلس الوزراء المصري أثناء جلوسه بين المشاركين في الاحتفال وصافحه بحرارة. وأكدت مصادر رفيعة المستوي ضمن الوفد المصري أن اللقاء سيشهد تسليم شرف رسالة من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي الرئيس الأوغندي، فيما يناقش اللقاء تفاصيل جديدة خاصة باقتراحات مصرية سودانية لإعادة صياغة البنوك محل الخلاف في اتفاقية النيل الجديدة. من جانبه أكد رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف حرص مصر علي دعم التعاون مع إفريقيا، مشيراً إلي أن أول تحرك خارجي للحكومة كان تجاه القارة السمراء خاصة دول حوض النيل، والبداية كانت بالسودان شماله وجنوبه وأن زيارته الحالية لأوغندا وإثيوبيا في إطار هذا التوجه. وقال شرف في تصريح للوفد الإعلامي المرافق له عقب وصوله إلي مطار عنتيبي مساء أمس الأول: إن هناك جولات أخري إفريقية سيقوم بها خلال المرحلة المقبلة. وأضاف: إنه إذا أردنا وضع عنوان للزيارة فهو أننا نبدأ صفحة جديدة للعلاقات المصرية الإفريقية خاصة مع دول حوض النيل، بمعني أن يكون التعاون من خلال خطط شاملة بين جميع دول الحوض. وأكد رئيس الوزراء حق كل دولة في التنمية، بشرط عدم الإضرار بحقوق الآخرين والوصول إلي إطار للتنمية الشاملة. فيما أكد سفير مصر بأوغندا صبري مجدي أهمية زيارة الدكتور شرف لأوغندا، مؤكداً أن الثورة المصرية خلقت قوة دفع جعلت المواطنين في إفريقيا يتابعون ما يجري في مصر ويشيدون بأداء القوات المسلحة المتميز في تلك الثورة. وشدد السفير علي أن شرف سينقل للرئيس الأوغندي تهنئة مصر بفوزه بالانتخابات الرئاسية، مشيراً إلي أن الرئيس الأوغندي يحظي بتقدير كبير لدوره الوطني والإقليمي، حيث يقوم بدور كبير في إعادة بناء أوغندا، وأيضاً دوره في تحقيق الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي والبحيرات العظمي. من جانب آخر يصل الوفد المصري برئاسة شرف إلي أديس أبابا اليوم في زيارة تستغرق 3 أيام للتباحث مع الجانب الإثيوبي حول مستقبل العلاقات المصرية الإثيوبية ويجري رئيس الحكومة المصرية أول مباحثات رسمية من نوعها مع الحكومة الإثيوبية حول مخاطر سد الألفية العظيم، والمزمع إنشاؤه علي النيل الأزرق علي الحدود الإثيوبية السودانية. ويناقش شرف والرئيس الإثيوبي جرجيوس ورئيس الوزراء الإثيوبي خلال زيارته ملف اتفاقية حوض النيل وإمكانية العودة إلي مائدة المفاوضات للوصول إلي صياغات بشأن المواد محل الخلاف ترضي جميع الأطراف وتشجع مصر علي مراجعة موقفها الخاص بالامتناع عن الانضمام للاتفاقية الجديدة. وتأتي زيارة رئيس الوزراء لإثيوبيا في ضوء التطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات بين البلدين حالياً بعد الخطوة الإثيوبية بتأجيل التصديق علي الاتفاقية الإطارية اتفاقية عنتيبي الخاصة بمياه النيل حتي يتم انتخاب رئيس جديد لمصر وذلك تقديراً لثورة الخامس والعشرين من يناير، التي وجه لها رئيس الوزراء الإثيوبي التحية وقال: إنها أعادت لمصر صورتها الحقيقية وسنعيد دورها في المنطقة. وقد قال ميليس زيناوي: إن بلاده لن تصدق علي الاتفاقية المبرمة بين دول الحوض ما لم تقم مصر بدراستها وتتأكد من أنها لن تؤذيها فإذا ثبت أن للاتفاقية أي آثار سلبية علي مصر والسودان فإن إثيوبيا ستلغيها وتتجه لاتفاقية أخري.