طالب عدد من الشباب علي صفحة في موقع الفيس بوك بتحويل قصور ومبان وسط البلد التاريخية المهجورة إلي مكتبات ومراكز ثقافية، وقدموا في الصفحة التي خصصوها لذلك العديد من الصور للقصور المرشحة، وعددا كبير من المقترحات والأفكار. الدكتور مصطفي محمد السيد، وهو طبيب كتب يقول: امنحو قلب المدينة لشبابها، إن أغلب تجمعات وسط البلد تقوم أساسا علي الجهود الخاصة كمقار دور النشر، والمسارح المستقلة المخبئة بين المقاهي، وفي الشوارع الجانبية، والجماعات الأدبية التي لا تجد مكانا للتجمع، فلماذا لا نوفر لهم تلك المركز ليتجمعوا فيها؟ وشملت المطالبات مقر الحزب الوطني الرئيسي بالتحرير، ومقر أمن الدولة بوسط البلد في دمنهور، باعتبارهما عادا إلي ملكية الدولة، ويعد كل منهما رمزا للثورة، وتحويل كل منهما إلي مكتبة ضخمة، أو مقر لتجمع ثقافي وعلمي، يجمع الشباب لممارسة الهوايات وعقد الدورات، مع غمكانية أن يتم استغلال جزء من هذا المقر كمتحف للثورة. البعض الآخر اقترح نقل الوزارات والهيئات كمجلس الوزراء، ووزارة الصحة، ووزارة التعليم، والإنتاج الحربي، إلي المدن الجديدة واستغلال القصور الموجودة بها في أغراض ثقافية، فيما اقترح آخرون أن يعاد ترميم القصور، والمباني القديمة، وتحويلها إلي مزارات تابعة إلي هيئة قصور الثقافة، وتخصص لها ميزانية للكتب والمعارض والمسارح بدلا من قصور الثقافة علي السطوح أو المطافي. الشباب المشارك في الصفحة لفت إلي أماكن لم يكن أحد ليلتفت لها، مثل الفيلا الموجودة قرب التحرير، والتي كان مقرا لوزارة شئون الأزهر قبل إلغائها وتحولها لمكان مهجور، كذلك الأمر مع قصر "الزعفران" الذي تحول إلي مقر رئاسة جامعة عين شمس، وقصر "السكاكيني" في ميدان الظاهر، واستراحة الملك فاروق المطلة علي النيل بالزمالك، التي تحولت عقب ثورة يوليو الي مركز قيادة الثورة، قبل أن تهجر. نانسي مجدي كتبت علي الصفحة تقول: "أرجوكم أرجوكم أرجوكم تعالوا ننقذ قصر شامبليون ذلك التحفة المعمارية..أنا مستعدة أدخل بنفسي أنضفه، أرجوكم، أنا بنهار كل لما بعدي عليه يومياً، وبشوفه بالحالة الرثة اللي عليها دي". نوران الدهشوري اقترحت أن يكون بهذه القصور مراكز لمحو الأمية، وأن يتم تخصيص ساعة للقراءة يوميا من وقت كل مصري، وأن يخصص المثقفون أجزاء من أوقاتهم للتحدث إلي الأطفال. البعض استنكر اقتصار الأمر علي منطقة وسط البلد، وطالبوا بتعميمه علي جميع محافظات ومدن وقري الجمهورية، علي أن يكون هناك مركز ثقافي أهلي كبير وسط أي تجمع سكني يزيد عدد سكانه عن عشرة آلاف نسمة، شأنه شأن دور العبادة والوحدات الصحية والعلاجية. فهل تجد اقتراحات الشباب هذه آذان تسمع لها، ورغبة للعمل علي تنفيذها؟!