الخلافات تضرب «العمال» فى أول يوم بالدورة النقابية الجديدة

تصاعدت حدة الخلافات داخل اتحاد العمال فى أول يوم بالدورة النقابية الجديدة، وبدأت جهات عديدة التشكيك فى صحة انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد التى صدقت على مد الدورة النقابية عام جديد بدلاً من إجراء الانتخابات.
وقدم أمين صندوق اتحاد العمال استقالته من منصبه متهمًا الاتحاد بعدم العمل لمصلحة العمال ووجود مافيا تسيطر على الاتحاد وتستفيد من أموال النقابات والعمال، وقرر مجلس إدارة اتحاد العمال إسناد المهمة إلى محمد سالم رئيس نقابة عمال الزراعة لحين اختيار أمين جديد لصندوق اتحاد العمال.
وقالت مصادر فى اتحاد العمال: إنه سيتم خلال أيام إعادة تشكيل هيئة مكتب اتحاد العمال من أجل الإطاحة بعدد من القيادات داخل الاتحاد خاصة فى ظل الخلافات الواسعة التى بدأت داخل الحركة العمالية والنقابية بما يحقق مصلحة النقابات المستقلة.
وأشارت المصادر إلى أن التشكيك فى صحة الجمعية العمومية للاتحاد جاءت بعد انسحاب ممثل الجهاز المركزى محمد أبوالخير من الجمعية العمومية لعدم تمكنه من عرض تقريره معتبرًا أن ما حدث متعمد حيث تركت قيادات الاتحاد مقر انعقاد الجمعية بمجرد انتهاء كلمة رئيس الاتحاد وذلك حتى لا يتمكن من عرض التقرير الخاص بالمخالفات المالية داخل الاتحاد.
وأوضحت المصادر أن ممثل الجهاز المركزى للمحاسبات حرر محضر فى قسم شرطة الأزبكية بالواقعة، كما أن بطلان انعقاد الجمعية العمومية يرجع إلى أن قانون الجهاز المركزى للمحاسبات ينص فى المادة 18 على أن عدم حضور الجهاز المركزى للمحاسبات للجمعية العمومية لاتحاد نقابات عمال مصر وعرض تقريره فى الجمعية يجعل ما يصدر عنها من توصيات وقرارات باطلة.
ويأتى ذلك بينما تصر قيادات اتحاد العمال على أن الجمعية العمومية صحيحة وأن ممثل الجهاز المركزى للمحاسبات تعمد تشويه صور الحركة العمالية والنقابية لأنه من حقه عرض التقرير أمام اللجنة المالية وليس فى الجلسة الافتتاحية للاتحاد كما كان يحدث مسبقًا.
وسادت حالة من الهرج والغضب فى القاعة التى عقد فيها اتحاد العام لنقابات عمال مصر، جمعيته العمومية العادية أمس الأول.
وفى السياق ذاته تسود حالة من الغضب داخل اتحاد العمال بسبب الأضرار التى تحدث للعمال خلال الفترة الحالية ودخول بعضهم فى اعتصامات وإضرابات مستمرة فى الوقت الذى تتصارع فيه قيادات اتحاد العمال على المناصب والكراسى والسفر للخارج فى مؤتمرات محلية ودولية.
من جهة أخرى استضافت أمس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، برئاسة عبد المنعم الجمل، وبالتعاون مع الاتحاد الدولى لعمال البناء والأخشاب، «اجتماع الشبكة العربية للبناء والأسمنت».
وناقش الاجتماع أهمية التواصل بشكل مستمر مع جميع أعضاء الشبكة، لعرض كافة وجهات النظر فيما يتعلق بالعمالة فى قطاع البناء والأسمنت فى الوطن العربي، وأهمية متابعة مدى الالتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية للعاملين فى هذا القطاع.
وأكد عبدالمنعم الجمل، رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، على أهمية التواصل المستمر بين أعضاء الشبكة لما فيه مصلحة العاملين فى قطاعات التشييد والبناء، لا سيما قطاع الأسمنت لبحث المستجدات أولا بأول.
ولفت «الجمل» إلى ضرورة تبادل الآراء فيما يتعلق بموضوع السلامة والصحة المهنية للعاملين فى قطاع الأسمنت والبناء، نظرا لزيادة معدلات الخطورة للعاملين فى هذا القطاع، خصوصًا فى ظل وجود العديد من إصابات العمل.
وشدد على أهمية وجود قاعدة بيانات للشبكة العربية للبناء والأسمنت، يمكن من خلاله التعرف على جميع المستجدات فى القطاع، وتحديد مستجدات معايير السلامة والصحة المهنية من أجل الحفاظ على عمال البناء والأسمنت، ورصد انتهاكات الشركات متعددة الجنسيات ضد العمال والنقابات.
ومن جانبه قال جبالى المراغى، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر إن «الشبكة العربية للبناء والأسمنت، تتويج حقيقى للتعاون العربى المشترك فى العمل النقابى، وهذا التضامن والتعاون يصب فى النهاية لمصلحة ليس فقط عمال الوطن العربى، وإنما لصالح جميع البلدان العربية بالكامل».
وطالب الشبكة العربية للبناء والأسمنت بضرورة أن تتبنى حملة لتطبيق معايير السلامة والصحة المهنية بهدف حماية العمال فى قطاع الإنشاءات، لا سيما مع تكرار عدد كبير من الحوادث وتعرض الكثيرين للإصابات بل والوفاة فى كثير من الأحيان.