كل عام وأقباط مصر المسيحيون بخير، عيد «القيامة المجيد» بالأمس، وكل عام وأقباط مصر مسلموهم ومسيحيوهم بخير «عيد شم النسيم اليوم» هذا العيد الذي اجتمع عليه المصريون منذ «عصر الفراعنة» حيث يخرج شعب مصر للاحتفال «بعيد الربيع وشم النسيم» والطقوس التي تعود عليها المصريون، حيث مع إفطار المسيحيين بالأمس علي الأسماك والأحياء من الأطعمة العضوية، ويأتي علي رأس القائمة لكل المصريين اليوم هذا السمك المملح (الفسيخ، السردين، الملوحة) وتلك الخضروات المصرية الأصيلة (الملانة، والسريس، البصل الأخضر، الجعديد، الخس، الجرجير، الفجل) كل هذه الأنواع من الخضروات التي لا يعرفها المحدثون في العمر من الشباب المصري، ولكن مازالت موجودة في الريف المصري ومازالت الطقوس نفسها نعيشها كمصريين منذ آلاف السنين!! هذا العام يأتي «عيد القيامة المجيد» و«شم النسيم» معاً في يومين متتاليين، لكي نحتفل جميعاً بهذه الأعياد المقدسة لدينا كمصريين، وموحدة مشاعرنا ومؤكدة علي انسجامنا، وتزاملنا كمواطنين في الحياة الاجتماعية والدينية، نعيش تلك الأيام لأول مرة في حياتنا المعاصرة ونحن نحتفل بتحرر إرادة الأمة، كل الشعب من سيطرة قلة من أبنائنا علي مقدرات الوطن، وممارسة أعنف وسائل الاستغلال للنفوذ، وللديكتاتورية في حكم البلاد، وعاني شعب مصر من فرقة، وطائفية كاذبة، تم الإعداد لها بدقة، حتي نصبح دائماً فريقين في احتياج لمن يحكم بيننا، والاحساس بعدم الاستقرار والإحساس بالفزاعات الرامية إلي أن نخاف دائماً من بعض، كان زرع الخوف بين الشعب المصري القبطي مسلميه ومسيحييه، حتي يوم (الأول من يناير) هذا العام، عام الثورة المجيدة، كانت أصابع الإرهاب الداخلي المنظم للأسف الشديد من النظام (كما قيل)، وهو قيد التحقيق حتي الآن، وحينما يثبت ذلك المستشار النائب العام، ويعلن عنه، سوف تتضح حقيقة تزيد من كرهنا ومن نبذنا لما كنا نعيش فيه ونؤمن بأن رأس النظام السابق كان بالنسبة لكثيرين منا هو العادل وهو الحاكم وهو الفاصل بين السلطات، وممكن إن صح ما قيل أو ما تم الكشف عنه حتي اليوم من فساد وتربح، وسرقات، واعتداء علي المال العام، ونبذ الشرفاء والأكفاء من أبناء هذا الوطن، وإبعادهم عن مناطق المسئولية، حتي يتسني للفسدة النهب المنظم، والفساد الممنهج والمؤسسي، سوف يكون لكل ذلك حساب بالعدل الذي أفقدونا الحصول عليه. العدل أساس الملك، هكذا كتبت مقالاً يوم (11 يناير 2011 ) العدل أساس الملك، إذا أردنا الحياة بسلامة وعدالة اجتماعية، يجب أن يسود العدل بين الناس وأن يطبق العدل بين الرئيس والوزير والمرءوس، ولكن للأسف الشديد كنا (ننفخ في قربة مقطوعة) والحمد لله أننا استطعنا من خلال شباب هذه الأمة أن نؤيد الثورة وندعمها حتي استطعنا الحصول علي حرية هذا الشعب من استعمار وطني، حيث لم يحدث أبداً في تاريخنا أن قبضنا باستعمار محلي وطني، حيث كل خبراتنا كانت مع استعمار أجنبي، وعرفنا كيف نحرر أنفسنا منه، سواء كان استعماراً (عثمانياً أو فرنسي أو إنجليزياً ) استطعنا أن نحاربه ونحرر بلادنا في حقبات زمنية سابقة، أما الاستعمار المحلي، فهذا كان أسوأ بكثير من الاستعمار الأجنبي، ولقد حابان الله بعدله أن نحقق الاستقلال وأن نحرر البلاد في مناسبة طيبة (يناير 2011) واليوم نستحق أن نهنئ أنفسنا في «عيد القيامة المجيد» و«عيد شم النسيم» وكل عام وأنتم بخير!!