الرئيس الصينى يحيى «حزام الحرير القديم» من أجل مصر

ترجمة سيد مصطفى
أبدى الرئيس الصينى «شى جين بينج» ارتياحه للاهتمام الذى توليه مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى لتطوير العلاقات وتشكيل وحدة خاصة بالعلاقات مع الصين برئاسة رئيس الوزراء المصرى بعد توليه الحكم فى مصر بأشهر قليلة.
وشدد الرئيس الصينى فى كلمته فى بداية المباحثات مع الرئيس السيسى بقاعة الشعب الكبرى فى بكين، على أن مصر لها وزن كبير فى العالم العربى وأفريقيا، ولها نفوذ مهم لا سيما فى الشرق الأوسط.
وأكد استعداد بلاده لتنمية العلاقات مع مصر فى مختلف المجالات وأعرب عن سعادته بالتعرف على الرئيس السيسي، ووصف مصر بأنها دولة ذات حضارة عريقة، مشيراً إلى أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بالصين وتقيم معها علاقات. وأكد الرئيس الصينى حرص بلاده على إقامة علاقات استراتيجية شاملة مع مصر.
فيما صرح رئيس وكالة تكنولوجيا الفضاء الصينية «لى مينج» بأنه يتطلع لمقابلة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، الرجل الأكثر تأثيراً فى الشرق الأوسط وأكد مينج انه متفائل بالتعاون العلمى بين مصر والصين وإمكانية استفادة بكين من العقول المصرية، موضحاً أنه فى نفس الوقت مرتبك قليلاً قبل لقاء الرئيس نظراً لما قرأه عنه.
ونشرت «صحيفة الشعب اليومية الصينية» مقالًا تحت عنوان «من أجل السير قدماً فى بناء مصر ينبغى استغلال كل الفرص» قال فيه إنه مع تقدم العمل فى قناة السويس الجديدة والمبادرات التى يطرحها الجانب الصينى للتعاون على طول طريق الحرير. سيتعين على الجانبين اغتنام الفرصة التاريخية والمضى قدماً وخلق علاقات جديدة ذات سمات خاصة.
وأشار إلى أن مشروعات تطوير منطقة القناة وحفر قناة جديدة مسألة بالغة الأهمية نظراً لكون القناة هى الشريان الرئيسى للاقتصاد المصري، ومن أهم مسارات النقل فى العالم، وأن اكمال المشروع سوف يعزز بشكل شامل تطوير المناطق الواقعة على طول قناة السويس، وهذا يقوى من وضع مصر على خريطة طرق النقل الدولية ويمثل دفعة هائلة للاقتصاد المصري.
وقرر الرئيس الصينى إعادة خط حزام الحرير القديم التجاري، الذى يمر من جنوب آسيا لأوروبا من خلال عدة محطات رئيسية أولها مصر ثم سوريا وتركيا لينطلق
إلى القارة الأوروبية.
وقال «آن هوى هوي» سفير صينى سابق لدى مصر إن الاستقرار بدأ يعود لمصر تدريجياً بعد وصول السيسى إلى سدة الحكم.
ومن ناحية أخرى قالت ليو يانغ الملحق الثقافى للسفارة الصينية بالقاهرة: إن مصر مرت بفترة صعبة فى تاريخها وأزمات ولكن نجحت فى أن تتخطاها، وذلك لدور مصر المهم فى الشرق الأوسط، مؤكدة أن الحكومة الصينية تدعم خطوات الحكومة المصرية.
وأوضحت بانغ فى تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» أن الصين تدعم الشرعية بمصر، ومن يختاره المصريون كحاكم عليهم، وأن الشركات الصينية مساعدة للعمل فى السوق المصرية شريطة توافر مناخ جيد لها لتضخ استثماراتها.
وأكدت يانج أنه يجب على مصر الاستفادة من التجربة الصينية، وخاصة فى الجانب السياسى حيث كلما يكون الحاكم قريبا من شعبه وكلما يكون منصتاً إلى شعبه كانت حل المشكلات أسهل.
وقال شوقى جهاد المتخصص فى الشئون الصينية إنه على مصر الاقتباس من روح الصين وبناء رؤية شاملة للدولة وأن توجد تنظيمات حقيقية وكيانات سياسية تدعم السيسى.
وعلقت إذاعة «ريشيت بيت» علي زيارة السيسى بأنه من المنتظر أن يتم خلالها توقيع 25 اتفاقية للتعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والنقل والكهرباء.
وفى نفس السياق، ذكرت الإذاعة أنه لمحت أولي ثمار التقارب بين قطر ومصر، بعد أن أعلنت شبكة تليفزيون الجزيرة المملوكة من قبل الحكومة القطرية، بإغلاق قناة «الجزيرة مباشر مصر» ودمجها مع قناة أخرى.
من جانبه أعلن الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية أنه تم توقيع خطابى نوايا مع عدد من الشركات الصينية للمشاركة والاستثمار فى المركز اللوجيستى العالمى للحبوب والغلال والسلع الغذائية، المقرر إقامته فى محافظة دمياط ومدينة التجارة والتسوق التى ستقام بالقرب من محور قناة السويس.
وأكد حنفى أن الشركات الصينية أشادت خلال الاجتماع الذى عقدته مع الشركات المصرية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى بمشروعى المركز اللوجيستى ومدينة التجارة والتسوق، مؤكدين أنهما من المشروعات القومية التى تضع مصر على خريطة التنمية والجاذبة للاستثمارات الخارجية.
وأشار إلى أنه سيتم عقد عدة لقاءات مكثفة مع عدد كبير من الشركات الاستثمارية الصينية لبحث زيادة التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر والصين من خلال إقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة.
وكان عبد الفتاح السيسى قد عقد لقاء مع مجلس الأعمال المصرى - الصينى المشترك، وذلك بحضور منير فخرى عبد النور وزير التجارة والصناعة ولين زومينج عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعى الصينى ورئيس شركة AVIC الصينية الرائدة فى عدد من الصناعات المدنية والعسكرية.
وقد أكد الرئيس أن مصر تهتم أثناء تنفيذ المشروعات التنموية والاستثمارات بثلاث نقاط أساسية تتعلق بخفض التكلفة المالية والالتزام بالكفاءة والجودة العالية فى عملية التنفيذ والسرعة فى إنجاز المشروعات، وذلك بما يتناسب مع حجم العمل المطلوب إنجازه فى مصر، والذى يتطلب وتيرة سريعة للغاية، فعلى سبيل المثال تحتاج مصر إلى نحو 20 ألف ميجاوات من الكهرباء بحلول 2020.