فور رفع الإمام التكبيرات السبع لإعلان صلاة عيد الأضحى أمس فى بنى سويف، ينتشر الأهالى فى جميع شوارع المدن والمراكز والقرى والنجوع، ينتظرون جميعا «الذباح»، وإسالة دماء الأضحية على أسطح المنازل أو فى مدخلها وسط فرحة الكبير والصغير، يلطخ الجميع أيديهم بدماء الأضحية ويبصم بكفتيه على حائط المنزل ليبعد العين عنه «على حد وصفهم». فيما اختلفت تلك العادات عند العائلات الكبيرة، حيث شارك الكبار فى شراء أكثر من «عجل جاموس»، إلى جانب مجموعة من الخراف لذبحها فى «المندرة» دار مناسبات العائلة، وفور الذبح يقف الفقراء فى طابور طويل للحصول على نصيبهم من الأضحية، فى حين قام شباب العائلات بالتوزيع على الجيران والأقارب والفقراء من أهل المدينة. وفور رفع صوانى الفتة باللحمة تسارع الأسر فى مدن وقرى بنى سويف لإعداد الفطائر والفايش والقراص، كما ان الاسر السويفية الريفية تقوم بخبز الفطير المشلتت والرقاق باستخدام فرن بلدى «تقليدي» قديم يرجع إلى العصر الفاطمى. تقول الحاجة أم سعد، من قرية تزمنت الشرقية: الفرن الفلاحى موجود فى كل بيت ومهما اتطورت الدنيا هيفضل موجود، لأنة فرن عهدناه من أيام الفراعنة ولم يتغير حتى الآن، ويتميز بقدرته على استقبال «الرقاق، والبتاو» دون الأفران الحديثة، ناهيك أنه يضفى النكهة على المخبوزات دون غيره. وأضافت أم سعد: قبل العيد بأسبوع على الأقل تستعد هى وأختها الحاجة منيرة وزوجات ابنائها الثلاثة لتجهيز الدقيق والذرة وتنظيف البيت والفرن، بينما نطهو اللحمة على الفرن الذى يعمل بالبوتوجاز، وتقسم النساء منهن من ينظف الأحشاء لتجهيز المنبار ومنهن من تقطع اللحم، بينما تتفرع أخرى لطهو الكبد والكلاوى لإطعام الصغار، حيث يتأخر الإفطار إلى وقت الظهيرة صباح عيد الأضحى، ويتفرغ الرجال للتهنئة والزيارات السريعة للأهل والأقارب. وأكدت أسماء قدرى، ربة منزل، أن زوجها يذبح خروفا كل عيد كبير، وانها خبزت الخبز لعمل فتة العيد، كما خبزت الفايش، منوها إلى أن كل ذلك لم يحدث فى القرى واختفى تماما من النجوع، لكن وجود الأولاد معها يجعل للعيد فرحة وطعم آخر. وأشارت منى أشرف، ربة منزل، إلى أن الأسر الريفية تحرص على خبز الفايش منذ أيام الفاطميين فى العيد لانه بمثابة الوجبة الخفيفة التى تلى «أناجر» الفته باللحمة الضانى التى تقدم أول أيام العيد، ثم يقبل الجميع على الفايش فى ساعات استرخاء أمام البرامج التليفزيونية استعدادا لوجبة العشاء والتى غالبا تكون فطير مشلتت بالجبن القديمة وعسل النحل. وقالت علية محمد، ربة منزل من قرية الزاوية، إنهم لا يذبحون فى العيد ولكن جيرانها وأقاربها لا ينسونها يوم العيد، إلا أنها خبزت فايش العيد والفطير والقراص لكى تتذكر نكهة عيد زمان، وللرجوع بالذاكرة إلى الأيام الجميلة السابقة التى ما تغيرت وانقلبت رأسا على عقب. وبحسرة نفت علية أن تكون قد أحضرت ملابس جديدة لأطفالها فى العيد، قائلة: لسه مخلصناش ديون دخول المدارس، لافتة إلى أن أجمل ما فى العيد فى القرية هو أن البيوت لا تغلق وكل الناس منذ صلاة العيد يسلم بعضهم على بعض وكل أهالى القرية يتزاورون ومن يذبح لا ينسى جاره. ونوهت إلى أن الأهالى فى ثانى أيام العيد يقومون باختيار إحدى الحدائق أو المتنزهات العامة للخروج بأطفالهم منذ صباح أمس حتى المساء، مصطحبين معهم الطعام والشراب، إلى جانب أن العيد الكبير يتميز عن غيره حصول كل العاملين خارج المحافظة بالقدوم للأهل فى إجازة كبيرة لقضائها وسطهم كما يكثر الأفراح سواء للخطبة أو الزواج عن غيره من الأوقات بقية العام.