طالب مفتى مصر السابق والأستاذ فى جامعة الأزهر الدكتور نصر فريد واصل، المسلمين بعدم الافراط فى الطعام واستغلال ما تبقى فى الشهر الكريم وأكد واصل فى فتواه السابقة حرمة السجائر رافضا رأى البعض بأنها مكروهة فقط قائلا: إنها حرام مثل الخمر، وشدد على أهمية «المقاطعة الاقتصادية للعدو الصهيونى ومن يسانده»، قائلا: إن المقاطعة من أهم الأسلحة التى تملكها الأمة المسلمة، وهى فرض على كل مسلم، وأن الحرب مع العدو لها جانب اقتصادى، فهم يريدون من خلال هذا الجانب جعل الشعوب عبيداً وخدماً حتى يكونوا مستهلكين فقط. ■ كيف يستطيع المسلم استغلال ما تبقى من رمضان؟ ** يستطيع المسلم تحقيق ذلك عن طريق اتباع أوامر الله حيث تبين أنّ الالتزام بالصوم من الناحية الشرعية الصحيحة، والبعد عن الإفراط فى الطعام بعد الإفطار له أثر كبير فى الاستفادة من الصيام، ويصبح رمضان فى هذه الحالة بمثابة غسيل كامل للبدن ماديا وروحيا مثل الثوب الذى اتسخ وتم غسله.. وعلى الإنسان أن يسعى إلى تحقيق صفاء النفس بما يحقق التوازن مع البدن بحيث يسمو الإنسان على شهوات الحياة ولا يأخذ منها إلا القدر الضرورى لأن يعيش قوياً محافظاً على بدنه وصحته دون جشع ومعنى ذلك أن نأخذ من الطعام والشراب القدر المناسب، فكلما كانت المعدة خاوية كان ذلك أجدى، حيث يتنفس الشخص أفضل والبعض يأكل ليلا كميات كبيرة من الطعام لتعويض ما فقده فى النهار وهذا غير مستحب بالطبع. وفى الجانب العبادى ان يستغل ما تبقى من الشهر الكريم فى تنشيط العبادة والاعتكاف إن امكن. ■ نرى اليوم ما يحدث فى غزة فهل ما زلت تؤكد على المقاطعة؟ «المقاطعة تجب على كل الأصعدة، الاقتصادية والثقافية والسياسية، لدينا رجال أعمال يجب أن يقطعوا علاقاتهم مع أمريكا وإسرائيل، وأنا أحملهم أمام الله تعالى دم كل من يقتل فى فلسطين من نساء وأطفال». ■ كيف ترى حال الأمة الآن؟ النبى صلى الله عليه وسلم توقع هذا الهوان فى حديثه المعروف (توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها.. إلخ)، وقد صدق النبى صلى الله عليه وسلم، فاليوم الأمم تتكالب على أمة الإسلام، والمخرج لما نحن فيه أن نعود إلى مصدر قوتنا، وديننا يأمرنا بأن نتوحد. ولابد من التكامل بين الدول الإسلامية ولابد من إنشاء السوق العربية المشتركة والسوق الإسلامية المشتركة.. كيف نتكلم عن النصر ونحن متفرقون ونضيع ما حبانا به الله؟ فنحن لا نحتاج إلى الآخر، بل نحتاج إلى أن تعود الأموال الموجودة فى الخارج لتستثمر فى البلدان الإسلامية، ويجب أن نؤمن بأن الله هو الخالق والرازق. ■ كنت ممن ينادون بتوحيد بدايات الشهور العربية بين دول المسلمين وإطلاق القمر الصناعى الإسلامى هل ما زلت تنادى بهذا؟ بالفعل القمر الصناعى الإسلامى هو الآلية العملية الوحيدة التى تحقق للمسلمين بدء الصوم فى يوم واحد والإفطار فى يوم واحد، وكذلك بداية العام الهجري، وعندما يتم تنفيذه يمكن أن تكون المراسلات والعقود بالشهور العربية لأنها ستكون ثابتة، وموحّدة بين جميع الدول الإسلامية، وستنتهى هذه الخلافات السنوية إلى الأبد. ■ كيف ترى ما يثار فى مصر عن تحريم الفتوى لغير الأزهريين؟ «الفتوى لها ضوابط وهى شيء خطير، وكما يقول العلماء: المفتى مبلغ عن الله، وأن من يفتى هم العلماء بغض النظر عن تخرجهم فى الأزهر أو فى غيره، على أن يكونوا ثقات يعلمون بالشرع والسنة والاستنتاج والقياس ومفاهيم اللفظ ومعرفة العام والخاص والقرينة وأشياء أخرى حددها الشرع». ■ كنت أول من أصدر فتوى رسمية بحرمة التدخين ولكن الآن هناك من يقول من العلماء أنه مكروه فقط؟ * السجائر من المحرمات القاطعة ويجب أن تكون لنا فيها وقفة ولو سلمنا برأى من يقول إنها مكروهة فى فترات سابقة فلا يصح ذلك الآن بعد أن أثبت الطبّ أضرار التدخين حيث يموت سنويا 5 ملايين شخص بسبب السجائر. وفى رمضان لا يمكن أن يتقرّب الإنسان إلى الله بطاعة وإخلاص، ثم يفطر على سيجارة، وكأنه فى شوق إلى المحرم، وهذا الأمر يؤثر - على ثواب الصوم فى حين أن رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين بحيث يمتنع الصائم طوال النهار عن التدخين لذا فإنه يستطيع بالعزيمة الامتناع عنه دوما. ورغم رفض البعض الا اننى اؤكد أن التدخين حرام كالخمر والمسكرات أما مدمن السجائر فاعتبره مريضاً. ولا يقع فى الإثم المدخن فقط، بل من (يعزم) على آخر بالسيجارة، ومن يبيعها فى المحلات حتى الابن الذى يشتريها لوالده فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق، وكذلك الشركة المنتجة للسجائر عليها أن تتحول بالتدريج إلى إنتاج أشياء نافعة ولا أطالب بالطبع بإغلاق المصانع، وطرد العمال، ولكن يجب عدم التوسع فى إنتاج السجائر، واستبدالها بمنتجات أخرى كما أدعو إلى وقف استيراد السجائر من الخارج فورا خصوصا أن الدولة المنتجة لها تساند اسرائيل التى تقتل أولادنا فى فلسطين ولبنان.