استعادت القوات الموالية للرئيس الليبي معمر القذافي أمس السيطرة علي مدينة رأس لانوف وذلك بعد أيام من سيطرة الثوار عليها فيما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن القذافي «سيتنحي في نهاية المطاف». وقال أوباما في حوار مع قناة «إن بي سي» الأمريكية: إن العملية العسكرية التي انطلقت ضد النظام الليبي جعلت القذافي في موقع الدفاع. وأضاف: «بالإضافة إلي فرض منطقة حظر جوي وحماية المدنيين، توجد لدينا وسائل سياسية ودبلوماسية وعقوبات وتجميد ودائعه بالإضافة إلي عناصر ستواصل تضييق الخناق علي نظام القذافي». وتابع: «ما زلنا نقيم ما يمكن أن تقوم به كتائب القذافي.. لقد مرت تسعة أيام علي بدء التحالف الدولي عملياته العسكرية في ليبيا»، مشيرًا إلي أنه في حال ضعفت هذه الكتائب كثيرًا فإن تسليح الثوار قد لا يكون عندها ضروريا. وأعرب أوباما عن اقتناعه بأن القذافي سيرضخ في نهاية المطاف للضغوط العسكرية والدبلوماسية علي نظامه وسيتنحي عن السلطة.. ولم يستبعد الرئيس الأمريكي تسليح الثوار الليبيين. وقال، ردًا علي سؤال حول إمكانية تزويد الولاياتالمتحدة الثوار الليبيين بالأسلحة: «لا أستبعد ذلك، ولكن لا أقول أيضًا إن هذا الأمر سيحصل». في الوقت ذاته، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثان دعمهما للشعب الليبي، وذلك في مقال مشترك بعنوان «الهدف هو حماية الشعب الليبي». وقال كاميرون وحمد: إن التحرك الذي يقوم به المجتمع الدولي إنما هو رسالة واضحة للقذافي بأننا لن نسمح له بالاستمرار في البطش بالشعب الليبي. وأضاف قائلين في المقال الذي نشر أمس في صحيفة الشرق الأوسط: «كما نرسل رسالة أمل للشعب الليبي أيضًا: إننا نقف إلي جانبكم وسوف نستمر في حماية أرواح الشعب الليبي والدفاع عن حقوقه ودعم تطلعاته وسنستمر في دعمه علي الدرب الذي يختار المضي فيه». من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج: إن بلاده قد تقبل بنفي القذافي كأحد الحلول المطروحة للأزمة الحالية في ليبيا. وقال هيج في تصريحات أذاعتها هيئة الإذاعة البريطانية: إنه يفضل أن يري نتائج جرائم العقيد الليبي في محكمة العدل الدولية. لكنه أضاف أن اللجوء لنفي القذافي قد يكون هو الحل الذي «تريد أن تصل إليه معظم دول العالم وربما الشعب الليبي». إلي ذلك قالت حكومة نيكاراجوا إن ميجيل ديسكوتو بروكمان -وهو وزير خارجية يساري سابق لنيكاراجوا ومنتقد قوي لحكومة الولاياتالمتحدة- سيمثل ليبيا في الأممالمتحدة بعد أن حرم مندوبها الجديد من الحصول علي تأشيرة دخول. وأوضحت نيكاراجوا أن ديسكوتو سيحل محل الدبلوماسي الليبي البارز علي عبدالسلام التريكي. وأنها بعثت برسالة إلي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإبلاغه بالقرار. وأضافت أن ديسكوتو طار إلي مقر الأممالمتحدة في نيويورك «لدعم اخوتنا الليبيين في معركتهم الدبلوماسية لفرض الاحترام لسيادة ليبيا». وفي سياق متصل، رحب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بموجة الانتفاضات التي تشهدها الدول العربية منذ أسابيع، مشيدًا «بتسونامي التغييرات» كما أفاد الأربعاء المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت). وقال الإسلامي الأمريكي اليمني أنور العولقي: إن الانتفاضتين في مصر وتونس علي سبيل المثال تشكلان أنباء سارة للحركات المتشددة الإسلامية، مشيرًا إلي أن الثورة تحطم حواجز الخوف في القلوب والأذهان التي تعتقد أن الطغاة لا يمكن إزاحتهما.