منذ نهاية شهر يناير الماضي.. وأنا أتجنب التحرك بسيارتي بسبب الزحام الشديد الموجود الآن. ولكن اضطرتني الظروف الأسبوع الماضي.. أن أذهب بسيارتي لشارع شمبليون لمقابلة أحد الأصدقاء علي قهوة (التكعيبة) الشهيرة. ولمعرفتي بالمكان هناك إلي حد كبير.. دخلت من شارع شمبليون إلي شارع عبدالحميد سعيد في اتجاه شارع رمسيس لأقوم بركن السيارة هناك.. خاصة أنه مكان هادئ جداً في المساء، ويكون به عدة أماكن لركن السيارة. جاءني أحدهم مبتسماً ليقدم لي تذاكر رسم انتظار السيارة.. وعرفت منه أنه يتبع الحي.. وأن الإيصالات مرقمة ومختومة بختم النسر.. وقيمة التذكرة 110 قروش. ووجدته يقطع لي 3 تذاكر باعتباري سأركن السيارة لمدة ثلاث ساعات.. وتحدثت معه أني لن أغيب أكثر من ساعة، وهو ما حدث بالفعل.. ولكنه ذكر لي أن التعليمات.. ألا تقل القيمة عن ثلاث تذاكر.. حتي لو كانت أقل من ساعة. وبسبب ارتباطي بموعد.. اضطررت للانصياع له ودفع قيمة ثلاث تذاكر.. رغم أنني ركنت السيارة لمدة تقل عن ساعة. لا أجد أي مبرر لذلك التصرف المجبر عليه كل من يركن سياراته هناك.. خاصة أنه شارع عبدالحميد سعيد.. وليس ساحة خالية لركن السيارات. خاصة أن التذكرة مكتوب عليها أن الساحة غير مسئولة عما بداخل السيارة. ولذا فالاقتراح المحدد هنا هو أن تقوم محافظة القاهرة بطباعة تذاكر لرسوم انتظار السيارات بالشوارع.. والأفضل أن يتم طباعة الدفتر حسب اسم كل شارع.. للحفاظ علي خصوصية كل شارع.. وربما يأتي وقت نتطور فيه وندرج فيه (الحواري) أو (الحارات) ضمن ساحات انتظار السيارات. بالطبع، لا ينفصل كل ما سبق عن سيناريو الفوضي لذي نعيش فيه هذه الأيام.. التي أصبح فيها القتلة هم نجوم الفضائيات.. وأصبح فيها (البلطجية) هم أصحاب الكلمة العليا. لا أعتقد أن د. عبد العظيم وزير (محافظ القاهرة) يوافق علي أن يحدث ما سبق في شوارع القاهرة.. ولذا لابد من التحرك لمواجهة مثل هذا الابتزاز بغض النظر عن أنه لا يمثل أولوية في التعامل مع الأزمات.. لأنه من مستصغر الشرر.. تنطلق النيران.. وترك المشكلات البسيطة تترسخ وتتأكد في المجتمع.. سيسمح بدعم مثل هذه التجاوزات بحيث لا يمكن حسمها بعد ذلك. بالمناسبة، أرقام التذاكر هي: 028314 و028315 و028316 وهي صادرة من محافظة القاهرة (حي غرب القاهرة) ساحات انتظار حي غرب القاهرة. وجميعها ممهورة بختم النسر. ولا أعلم بالطبع إذا ما كانت هذه التذاكر حقيقية أم مزورة.. ولكنها في أي الأحوال.. تجاوز لا يمكن تركه. أعتقد أن الفترة القادمة تحتاج إلي حزم المحافظين بدعم جميع الوزارات لكي لا يفلت الشارع أكثر من ذلك.