وسط هذا الهياج العاطفى يتكاثر أعداء حرية الرأى والتفكير والتعبير بشكل غير مسبوق.. وهم مستشرسون فى قمع خصومهم.. ومحاولة النيل منهم بكل وسيلة.. لكن ما لا يستوعبه هؤلاء ويسيئون تقديره دائمًا أن مساحات الحرية تتسع باضطراد.. وأن الانفراد بالرأى بات مستحيلاً.. وأن زمن ترهيب المخالفين قيل له ارحل وبات معزولًا.. الحرية هى الحياة ولولاها لكانت حياة الإنسان أشبه بلعبة فى يد الأطفال.. الحرية شمس يجب أن تشرق فى كل نفس.. فمن عاش محرومًا منها عاش فى ظلمه حالكة ولا سبيل للسعادة فى الحياة إلا إذا عاش الإنسان فيها حرًا طليقًا. الحرية عمومًا ليست فى التصرفات فقط.. ولكن فى كل شىء فى الكتابة مثلاً.. فى الأكل فى الملبس فى اختيار من يحكم.. ولكن هل الحرية مطلقة بلا ضوابط.. بالطبع لا.. لأنه يجب على الإنسان مادام يطلب الحرية أن يستخدمها بشرط ألا تكون إيذاء لغيره ولا تؤدى إلى الضرر بالآخرين. الحرية مسئولية فما دمت أطلب الحرية لنفسى لا بد أن أحافظ على حرية الآخرين. منذ يومين انطلق أكبر عرس للحرية فى مصر وبات المصريون قاب قوسين أو أدنى في اختيار من يجلسونه على عرش مصر.. متقدمًا الصفوف رافعًا راية الأمل والعمل فى أن تتقدم مصر إلى المستقبل لتأخذ مكانها ومكانتها التى تستحقها بين الأمم. وعلى الرغم من بدء ماراثون السباق بين المرشحين للرئاسة المشير عبدالفتاح السيسى والأستاذ حمدين صباحى لكسب ود وتأييد المواطن المصرى من أجل الفوز.. ولأنهما يعلمان أن المصريين فقط هم من يملكون وحدهم فرض إرادتهم واختيار من يجلس على عرش مصر.. فكل مرشح منهما يقدم برنامجًا يتصور أنه يحقق أحلام وطموح المصريين فى أن تصبح مصر دولة عظمى.. وأتصور أن لكل مرشح فكراً لمعالجة الأمور الحالية والأزمات الطاحنة التى يعانى منها الشعب سواء أزمات تموينية .. خبز وسولار وبنزين وتوافر السلع الغذائية أو أزمات أخرى كالبطالة والتعليم والمرور والصحة وأيضًا لا بد أن يكون هناك تصور للحاضر وكيفية معالجة المشكلات التى قد تطرأ على المجتمع وكذلك تصور للمستقبل، وبالتالى هناك خطط حالية وخطط للمستقبل وأعتقد أيضًا أن زمن الخطب الرنانة ومعسول الكلام قد ولى إلى غير رجعة، وأن هناك استفاقه قد حدثت للمواطن المصرى البسيط فهو لن يقبل إلا ببرامج قابلة للتطبيق على أرض الواقع.. وأيضًا لن يعطى صوته تحت تأثير النخب التى تظهر من خلال شاشات التليفزيون محاولة استمالته فى اتجاه معين، وأيضًا لن يخضع المواطن المصرى الأصيل للابتزاز أو لضغوط الإرهاب والتخويف التى تحاول الجماعة الإرهابية إشاعتها فى المجتمع من خلال بعض التفجيرات الدنيئة أو المظاهرات التى تتخذ من العنف شعارًا. سوف يفشل الإرهاب ومناصروه فى إفساد العرس الديمقراطى المصرى.. وفرحة الشعب فى اختيار من يجلس على عرش مصر، ولكن ما هو المطلوب من المواطن المصرى وهو يتابع ماراثون السباق الرئاسى.. بالتأكيد مطلوب منه أن يستمع جيدًا إلى برنامج المرشحين وأن يستوعب هذه البرامج ويقارن بينها ويفاضل وينظر أيًا من البرامج يمكن أن يتم تحقيقه على أرض الواقع وأيها يمكن تطبيقه ومواءمته للظروف الاجتماعية والاقتصادية المصرية. مصر ليست بلدًا فقيرًا وأيضًا المصريون شعب عريق يحمل فى جيناته مكونات الحضارة والتاريخ ويستحق نظامًا يحمل رؤية لتطور هذا البلد وأن يحيا مواطنوه حياة تليق بهم وبما تحملوه فى السنوات السابقة. فما كانت ثورة 25 يناير إلا من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وكانت ثورتهم الثانية فى 30 يونيو رفضًا لاستيلاء فصيل على ثورتهم والانحراف بها بعيدًا عن أهدافها لصالح أهل وعشيرة هذا الفصيل.. ونجح المصريون بفضل إصرارهم واتحادهم ووقوف القوات المسلحة المصرية وانحيازها للشعب بقيادة المشير السيسى الذى أثبت وأكد أن الجيش المصرى هو جيش الشعب يحفظ حدود الوطن وأمنه وينحاز لإرادة الشعب. المصريون يثقون فى أن من يختارونه سوف يحقق حلمهم فى القضاء على الفقر والبطالة التى أصبحت شبحًا يهدد بالتهام زهرة مصر وأملها من الشباب.. يحلمون بالعدالة الاجتماعية يحلمون بمناهج تعليمية تضع مصر على أبواب المستقبل ومدارس تليق بأبنائهم وبمدرسين يكونون قدوة للأبناء.. يحلمون بمستشفيات حكومية مجانية لغير القادرين تكون أفضل من المستشفيات الاستثمارية وقادرة على تقديم أفضل خدمة للمرضى .. المصريين، يحلمون بسيادة القانون ورفض الواسطة والمحسوبية. المصريون لا يريدون من يدغدغ مشاعرهم بحلو الكلام ومعسوله ولكن بمن يكون قادرًا على العمل ومنضبطًا قادرًا على فرض الانضباط والأمن فى المجتمع. وإذا أردنا أن نحقق أحلامنا علينا ألا نلتفت لمن يريدون أن يعطلوا المسيرة والانطلاقة إلى المستقبل، علينا جميعًا أن نتوحد تحت راية مصر مقاومين للإرهاب غير عابئين بصراخ الموتورين والمأجورين الذين تأتيهم أموال من الخارج من أجل إفساد لحظة الفرح وعرس الديمقراطية.. والحرية التى نتنفس نسماتها، علينا جميعًا أن نشحذ هممنا ونستعد ليوم الانتخابات.. يوم اختيار من نجلسه نحن المصريين على عرش مصر.