مع بدء حملات الدعاية الانتخابية لمرشحى الرئاسة تدخل مصر مرحلة مهمة وتخطو خطوة كبيرة نحو استكمال المؤسسات الدستورية، والانتهاء من تطبيق خريطة الطريق وصولا إلى الدولة القوية المستقرة. وفى هذه المرحلة تحتاج مصر إلى حملات دعاية موضوعية تلتزم بالضوابط التى وضعتها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، فحملات الدعاية لا تعنى نشر الشائعات أو الأنباء غير الصحيحة ولا محاولة تشويه أى من المرشحين وأنصارهم، وانما تعنى أن تقدم كل حملة برنامج مرشحها فى مختلف المجالات مع شرح تفاصيله، والسبل العملية التى ينوى أن ينتهجها كل مرشح عند فوزه بمنصب الرئيس لحل مشاكل مصر وتحسين مستويات المعيشة. وفى هذا السياق فإن لأجهزة الإعلام جميعا دورا مهما، بالالتزام فى تغطيتها سباق الرئاسة بالحياد والمهنية والموضوعية، وإتاحة الفرصة أمام رجل الشارع العادى ليقول ماذا يريد من المرشح الرئاسي، ومناقشة أفكار وبرامج المرشحين، وتقديم صورة حقيقية كاملة عن كل منهما للرأى العام حتى يستطيع كل مصرى اتخاذ قراره واختيار المرشح الذى يفضله بحرية تامة. لقد نجح الشعب المصرى العظيم فى إسقاط نظامين سياسيين خلال 3 سنوات فقط، سقط الأول بعد أن نخر سوس الفساد فى عظامه وأجهزه حلم التوريث عليه، وحاول الثانى فرض سيطرة جماعة متطرفة على مقاليد الدولة وضرب الأمن القومى المصرى فى العمق. وفى معركته لإسقاط هذين النظامين دفع الشعب المصرى ثمنا باهظا من دماء ابنائه، ومن استقراره وأمنه ومن أحواله الاقتصادية المضطربة. لذلك فإن هذا الشعب يريد الآن من يستطيع أن يحقق له الأمن والأمان والاستقرار المطلوب، ومن ينجح فى انتشاله من الأزمة الاقتصادية الرهيبة التى يواجهها، ومن يمكنه أن يعبر بمصر إلى المستقبل، ويحقق لشعبها الحرية الحقيقية والعدالة الاجتماعية وتحسين مستوى الحياة المعيشية وتلبية كل احتياجات الجماهير. ولن يتحقق ذلك إلا إذا استكمل الشعب مشواره باختيار الرئيس القادر على تحقيق كل تلك الأمانى والتطلعات. وسوف يعرض كل مرشح من المرشحين عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى أفكاره وبرنامجه، وعلى كل مصرى أن يعمل عقله ويختار بحرية كاملة المرشح الذى يرى أنه الأقدر بقيادة مصر، فالكرة الآن فى ملعب الشعب المصرى بأكمله. لمزيد من مقالات رأى الاهرام