تواصلت العمليات العسكرية الغربية ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، حيث أعلن مسئولون في وزارة الدفاع البريطانية فجر أمس أن مقاتلات بريطانية من طراز تورنيدو شنت غارات جوية علي ليبيا. وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال جون لوريمر «يمكنني الآن التأكيد أن سلاح الجو الملكي البريطاني أطلق أيضا صواريخ «ستورمشادو» انطلاقا من عدد من مقاتلات تورنيدو جي آر 4». وذكرت مصادر رسمية أن الطائرات أقلعت من شرق انجلترا وحلقت مسافة 4800كم قبل أن تطلق صواريخها وتعود إلي قاعدتها. فيما أفادت محطة «سي.بي. إس نيوز» الأمريكية صباح أمس بأن ثلاث مقاتلات بي 2 شبح أمريكية ألقت 40 قنبلة علي قاعدة جوية ليبية في إطار العملية العسكرية التي تنفذها ضمن الائتلاف الدولي لتنفيذ قرار مجلس الأمن بفرض حظر جوي علي ليبيا. واستهدفت غارات جوية أمس مدينة طرابلس وحلقت طائرات حربية في أجواء منطقة اقامة القذافي في باب العزيزية جنوبطرابلس، فيما دوت أصوات انفجارات عدة. وأطلقت مضادات أرضية موجودة في مكان اقامة القذافي ومحيطه وفي مناطق أخري في طرابلس النار مخلفة سحبا حمراء في الجو. إلي ذلك قال مصدر في النظام الليبي ان الغارات الغربية علي ليبيا أسفرت عن مقتل 48 شخصا علي الاقل، بينهم 26 في طرابلس. وأكدت القوات المسلحة الليبية حصيلة القتلي هذه في بيان نشرته وكالة الانباء الليبية، مضيفة أن 150 شخصا جرحوا. وقد بدأت في وقت متأخر من مساء أمس الاول عملية عسكرية جوية تستهدف تدمير منظومة الدفاع الجوي التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي، حيث بدأت مقاتلات فرنسية في فرض سيطرتها علي الاجواء الليبية، فيما اطلقت سفن حربية أمريكية وبريطانية، ترابض في البحر المتوسط، صواريخ «توماهوك» علي أهداف بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس. وأكد نائب الادميرال في الجيش الأمريكي ويليام غورتني في بيان للصحفيين بمقر وزارة الدفاع «البنتاجون» أن السفن الحربية والغواصات الامريكية والبريطانية، أطلقت ما يزيد علي 110 صواريخ استهدفت نحو 20 هدفا عسكريا غالبيتها من القواعد الجوية والدفاعات الجوية. وبينما وصف المتحدث العسكري الامريكي هذه الهجمات بأنها «المرحلة الأولي» في مؤشر علي أن العملية العسكرية ضد الدفاعات الجوية التابعة للقذافي، التي يطلق عليها اسم «فجر أوديسا» قد تجري علي عدة مراحل. وفي طرابلس ندد متحدث باسم الحكومة الليبية بالقصف الجوي الغربي لبلاده، واصفا إياه ب«العمل البربري»، وقال إنه بدلا من ارسال مراقبين دوليين للتأكد من وقف اطلاق النار، فقد اختار التحالف الدولي العمل العسكري وتابع أن القصف الجوي الذي استهدف عدة مواقع في طرابلس ومصراته، قد سبب «ألما حقيقيا» للمدنيين. وطلبت ليبيا صباح أمس عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بعدما وصفته بالعدوان الفرنسي البريطاني الأمريكي الذي وقع عليها باعتبارها دولة مستقلة عضوا في الأممالمتحدة. يأتي ذلك فيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» أن العملية التي تقوم بها الولايات في ليبيا ستستمر أياما قليلة وليس لأسابيع وأن هناك 3000 جندي أمريكي يشاركون في هذه العمليات التي تعمل تحت قيادة أمريكية ستنتقل بعد أيام قليلة إلي قيادة التحالف لفرنسا وبريطانيا بشكل مشترك. ومن جانبها أعربت وزارة الخارجية الصينية أمس عن أسفها الشديد للضربة العسكرية متعددة الجنسيات التي وجهت مساء أمس الاول ضد ليبيا. كما اعتبر الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز أن التدخل العسكري الدولي في ليبيا أمر غير مسئول لافتا إلي أنه يستهدف فقط الاستيلاء علي النفط الليبي.