مخاوف من تبخر جماعة الإخوان المسلمين إذا أنشأت حزباً سياسياً

حالة من الانقسام تشهدها جماعة الإخوان المسلمين حول تأسيس حزب ليكون الجناح السياسي للجماعة وذلك وسط تخوفات من أن يؤثر الحزب علي دورها الدعوي حيث أكد عدد من أعضاء الجماعة أن دورها الدعوي يتأثر سلباً وقد يؤدي لتبخرها حال انشاء حزب مستشهدين بالدور الذي يلعبه السلفيون الآن علي الساحة السياسية.
وشدد محمد حبيب النائب السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والمستقيل مؤخراً من مجلس شوري الجماعة علي ضرورة مراعاة أن يكون الحزب مفصولاً عن الجماعة ومتمتعاً باستقلالية كاملة.
ودعا حبيب إلي ضرورة وجود ضمانات تؤكد ذلك أبرزها أن يراقب الرأي العام هذا الحزب ويعلم مصدر تمويله الحقيقي ويتأكد أنه لكل المصريين وليس الإخوان فقط مردفاً «لن يستطيع أحد أن يضحك علي الرأي العام الآن أو أن يغرر أو يخدعه.. ومن هنا فمصداقية الجماعة وحزبها سيكونا علي المحك أمام الرأي العام.
وأكد حبيب في تصريحات ل«روزاليوسف» أن استقالته من مجلس شوري الجماعة لا تعني أنه يفكر أن يكون قيادة حزبية وتعليقاً علي ما قاله د. عبد المنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني من أنه لا يجوز للحركات الإسلامية أن يكون لها أحزاب حتي لا يتحول الأمر لمأساة كما حدث في الجزائر قال حبيب «العبرة بالممارسة والجماعة أكدت أن الحزب سيكون مستقلاً ولسنا ضد الحزبية».
وعلق ثروت الخرباوي المحامي الإسلامي «هذه التجربة حدثت في أنظمة عربية وفشلت لأن دور الجماعة الأصلي دعوي وليس تنافسيا فلا يعقل أن تخوض الجماعة في معترك العمل الدعوي بمنهجه الوسطي المعتدل ثم ندير وجوهنا في الجانب الآخر ونراها تنافس الذين تقوم بإقناعهم بما تعتقد من الجانب الدعوي وهذا يعني أن هناك ازدواجية وتعارض مصالح.
واردف الخرباوي: «سيدار الحزب من خلال الجماعة مما سيفقده مصداقيته وبذلك تكون الجماعة قد خسرت الجانب الدعوي والسياسي معاً»، وحذر من أن يؤدي ذلك لنشاط الخطاب السلفي والوهابي الذي بدأ الانتشار بالفعل متسائلاً أين دور الجماعة والشيخ محمد حسان يخطب وسط ملايين المواطنين ويقودهم؟
واستطرد: «إذا أصرت الجماعة علي موقفها ستكون بذلك ترتكب خطيئة كبري تضاف لخطايا سابقة أهمها التحول من العمل الدعوي للسياسي التنافسي وأخشي أن يبتلعها العمل السياسي داعياً للإعلاء من قيمة الولاء للوطن قبل ولائهم للجماعة، واقترح أن تسعي الجماعة للحصول علي ترخيص جمعية شرعية إذا اصرت علي انشاء حزب منعاً لعدم الخلط.