· الحزب لن يضيف جديدا في الحياة السياسية وسيلعب لصالح النظام.. وأنا صاحب فكرته وبرنامجه.. والجماعة مستمرة في إعداد برنامجها · أفكار ومبادئ الجماعة وإن كانت متشابهة مع أفكار ومبادئ حزب الوسط إلا أن التطبيق في النهاية هو الفيصل والحكم · د. حبيب: الإخوان لن يدخلوا في صراعات جانبية مع الوسط كما يريد النظام · حالة من الفزع تسود بين قيادات المكتب من محاولة أبوالعلا استقطاب أعضاء وقيادات الجماعة إلي حزبه · مكتب الإرشاد عقد اجتماعات مكثفة لبحث موقف الجماعة من الحزب وكيفية مواجهته خاصة بعد الهجوم الشرس الذي شنه أبو العلا علي الجماعة وإعلانه أن حزبه لا صلة له بالإخوان من قريب أو بعيد حالة من القلق والخوف سيطرت علي مقر مكتب ارشاد الإخوان المسلمين بالمنيل بسبب اقتراب صدور قرار لجنة شئون الأحزاب بالموافقة علي تأسيس حزب الوسط برئاسة أبوالعلا ماضي وعصام سلطان المنشقين عن الجماعة. وسادت حالة من الفزع بين قيادات المكتب من محاولة أبوالعلا استقطاب أعضاء وقيادات الجماعة إلي حزبه. وعلمت «صوت الأمة» أن المكتب عقد اجتماعات مكثفة لبحث موقف الجماعة من حزب الوسط، وكيفية مواجهته، خاصة بعد الهجوم الشرس الذي شنه أبوالعلا علي الجماعة وإعلانه بأن الحزب لا صله له من قريب أو بعيد بها، مما عزز تخوف قيادات الجماعة من أن يكون هدف الموافقة علي الحزب أمنيا مفاده استبدال الجماعة التي يعتبرها النظام عدوه الأول ومنافسها الحقيقي علي السلطة. وبعد اجتماعات مكثفة لقيادات المكتب برئاسة محمد مهدي عاكف المرشد العام للجماعة، قررت الجماعة التخلي عن مشروعها بتقديم حزب مدني إسلامي يعبر عنها، وذلك بسبب وجود حزب الوسط في الحياة السياسية، يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه الجماعة للإعلان عن برنامجها السياسي التي تعمل به 17 لجنة من أعضائها، والمزمع الإعلان عنه خلال شهر أكتوبر إلا أن القرار أثار صراعات عنيفة بين قيادات الجماعة، التي انقسمت إلي جبهتين، الأولي تري ضرورة إنشاء حزب سياسي للجماعة لمواجهة حزب الوسط، والأخري تتزعمها القيادات الأقوي تأثيرا في اتخاذ القرار داخل المكتب بقيادة د. محمد حبيب النائب الأول للمرشد ود. محمود عزت الأمين العام للجماعة ويريان ضرورة تخلي الجماعة عن فكرة التقدم بإنشاء حزب سياسي للجماعة، ولكل جبهة حجتها ومبرراتها حيث تري الأولي المؤيدة أن الجماعة لابد أن يكون لها حزب سياسي يعبر عن أفكارها حتي لا تكون هناك حجج من المعارضين للجماعة بأنها جماعة محظورة ومخالفة للدستور، أما الجبهة الثانية فرأت أن انشاء حزب للإخوان لن يوافق عليه نظام مبارك بعدما تم تعديل الدستور منذ عامين ونص في المادة الخامسة منه علي عدم جواز تأسيس أحزاب علي مرجعية إسلامية، كما رأت الجبهة وجوب عدم تأسيس حزب للاخوان لمواجهة حزب الوسط حتي في حالة موافقة النظام عليه، حتي لا تدخل الجماعة في صراعات جانبيه تصرفها علي الصراع الحقيقي في معاداتها للنظام، وانتهي الأمر بموافقة مكتب الإرشاد بالاجماع علي إلغاء فكرة التقدم بمشروع حزب للجماعة. من جانبه أعلن مهدي عاكف المرشد العام للجماعة أن حزب الوسط لن يضيف شيئا في الحياة السياسية سوي أنه سيكون الحزب رقم 25 في عدد الأحزاب التي تلعب دور الكومبارس في معارضتها للنظام، مؤكدا أنه لا توجد غير ذلك أيه اضافات يمكن أن يضيفها الحزب، سواء للحركة الإسلامية المعتدلة، أو للحياة السياسية بشكل عام. وفجر عاكف مفاجأة بإعلانه أن برنامج حزب الوسط وأفكاره ومبادئه هي فكرته منذ عام 1995، مشيرا إلي أبوالعلا ماضي وعصام سلطان أخذا الفكرة ومبادئ الحزب منه وأرادا تأسيس حزب لهما ليجدا لنفسهما دورا في الحياة السياسية بعد انشقاقهما عن الجماعة. وأشار عاكف إلي أن الجماعة مستمرة في إعداد برنامج الجماعة الذي أعلنته منذ عامين وعرضته علي أكثر من 50 شخصية سياسية ومفكرين وباحثين متخصصين في شئون الجماعة، مؤكدا أن برنامج الجماعة قد تحدث به بعض التغيرات البسيطة باستثناء الثوابت الرئيسية مثل عدم جواز تولي الأقباط أو المرأة رئاسة الدولة، وبأنه رغم استمرار الجماعة في العمل علي الانتهاء من برنامج الجماعة، إلا أن فكرة التقدم بمشروع حزب للجماعة، تم إلغاؤها خاصة بعدما لاحت بعض المؤشرات باقتراب موافقة لجنة شئون الأحزاب علي حزب الوسط. وأضاف عاكف أن أفكار ومبادئ الجماعة وإن كانت متشابهة مع أفكار ومبادئ حزب الوسط، إلا أن التطبيق في النهاية هو الفيصل والحكم فالجماعة تطبق مبادئها وثوابتها التي أعلنت منذ ما يقرب من 81 عاما عندما أسسها الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة، وأنه من الصعب علي حزب لم يتعد عمره أياما أو حتي سنوات بعد تأسيسه أن ينافس جماعة بهذا الحجم مثل جماعة الإخوان المسلمين. أما الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للجماعة فأكد أن الجماعة تخلّت عن تقديم مشروع بإنشاء حزب للجماعة لأسباب منها أن هذا الأمر مرتهن باتمام عدة إصلاحات سياسية في مصر قبل أن تقدم الجماعة مشروعا بإنشاء حزب في مصر، وأول هذه الإصلاحات السياسية هي أن يقوم النظام علي التعددية السياسية الحقيقية وليست المزيفة التي تلعب دور الكومبارس، وثانيا أن يتم تداول سلمي للسلطة في مصر، وثالثا أن يتم إطلاق الحريات العامة مثل حرية إنشاء الأحزاب وأن يتم إلغاء كل القيود علي إنشاء الأحزاب، وإلغاء لجنة شئون الأحزاب. وأوضح حبيب أن حزب الوسط لن يضيف شيئا في الحياة السياسية وسيعتبر رقما فقط يضاف للأحزاب المهمشة الموجودة، ولذلك رأت الجماعة عدم التقدم بمشروع إنشاء حزب لها، مشيرا إلي أنها لن تدخل في صراعات جانبية كما يريد النظام مع قيادات حزب الوسط، مؤكدا أن الإخوان هدفهم ومشروعهم الرئيسي هو مقاومة الاستبداد والفساد الذي نخر عظام الدولة، ولن توجه طاقاتها في معارك جانبية مع قيادات حزب الوسط كما تريد الأجهزة الأمنية.