المعدن الأصفر يشتعل عالمياً والأوقية تلامس 4400 دولار    ألمانيا: تسجيل أكثر من 1000 حالة تحليق مشبوهة للمسيرات فى 2025    عضوان بالكونجرس الأمريكي يسعيان إلى إجبار السلطات على الإفراج عن ملفات إبستين المتبقية    ويتكوف: روسيا لا تزال ملتزمة تماما بتحقيق السلام فى أوكرانيا    نيجيريا: تحرير 130 تلميذا وموظفا خطفهم مسلحون من مدرسة الشهر الماضي    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد اليوم 22 ديسمبر 2025    التعمير والإسكان العقارية تتعاون مع شركة إي للكهرباء والطاقة لإدارة شبكات الكهرباء والمياه بمشروعاتها    محمود الليثي يشعل رأس السنة بحفل عالمي في فرنسا ويعيش أقوى فتراته الفنية    طريقة عمل شوربة العدس بالكريمة في خطوات بسيطة للتدفئة من البرد    بحضور أبطاله.. انطلاق العرض الخاص لفيلم «خريطة رأس السنة» في أجواء احتفالية    «المهن التمثيلية» تكشف تطورات الحالة الصحية للفنان إدوارد    شهداء لقمة العيش.. أهالي معصرة صاوي بالفيوم يودعون 7 من أبنائهم في حادث أليم| فيديو    المتهم بقتل زميله وشطر جثمانه 4 أجزاء ودفنهم ووضعهم بالقمامة يمثل الجريمة في الإسكندرية    مفوضي القضاء الإدارى: استلام الزمالك للأرض منذ 2004 ينفى وجود عوائق    منتخب مصر يستهل مشواره اليوم بمواجهة زيمبابوي بكأس الأمم الأفريقية    مفوضى القضاء الإدارى: ادعاءات وجود عوائق أمام تنفيذ مشروع الزمالك قول مرسل    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 22 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    نقيب المحامين يترأس جلسة حلف اليمين القانونية للأعضاء الجدد اليوم    بحضور عضوي مجلس إدارة الأهلي، محمود بنتايك يحتفل بزفافه على سندس أحمد سليمان    متحدث الكهرباء: 15.5 مليار جنيه خسائر سرقات واستهلاك غير قانوني    وزير الاتصالات: مصر تقفز 47 مركزًا عالميًا بمؤشر جاهزية التحول الرقمي    بوتين يصف اتفاقية الحدود بين دول آسيا الوسطى ب"التاريخية"    تصعيد أمريكي جديد ضد فنزويلا عبر ملاحقة ناقلات النفط    ضبط سورى بجنسية مزورة يعمل داخل وزارة الدفاع الكويتية.. اعرف التفاصيل    السلفية والسياسة: التيه بين النص والواقع.. قراءة في التحولات الكبرى    ريهام عبد الغفور: خريطة رأس السنة محطة استثنائية في مسيرتي الفنية    أحمد العوضي: مدمنون كثير تعافوا وذهبوا للعلاج من الإدمان بعد مسلسلي «حق عرب»    شركة العاصمة الإدارية: لا ديون علينا.. وحققنا 80 مليار جنيه أرباحًا خلال 3 سنوات    عماد الدين أديب: ترامب ونتنياهو لا يطيقان بعضهما    سفيرة مصر بتايلاند تؤكد التزام القاهرة بدعم الجهود الدولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية    اعترافات المتهم بقتل زميله وشطر جثمانه 4 أجزاء في الإسكندرية: فكرت في حرق جثته وخشيت رائحة الدخان    إخلاء عاجل لفندقين عائمين بعد تصادمهما في نهر النيل بإسنا    سائق يقتل زوج شقيقته إثر نزاع عائلي على شقة ميراث بالخانكة    مصرع فتاة إثر تناول قرص غلال سام بالمنيا    من حقول الطماطم إلى مشرحة زينهم.. جنازة مهيبة لسبعة من ضحايا لقمة العيش    أبناؤنا أمانة.. أوقاف بورسعيد تطلق خارطة طريق لحماية النشء من (مسجد لطفي)| صور    بيان عاجل من المتحدث العسكري ينفي صحة وثائق متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي| تفاصيل    أمم إفريقيا - محمود صابر: نهدف الوصول لأبعد نقطة في البطولة    خالد الغندور: توروب رفض التعاقد مع محمد عبد المنعم    لعبة في الجول – أمم إفريقيا.. شوت في الجول واكسب البطولة بمنتخبك المفضل    تعرف على جوائز الدورة ال7 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للفيلم القصير    "بنتي بتقولي هو أنت كل سنة بتموت"، تصريحات قوية من عمرو زكي عن حالته الصحية    أستاذ بالأزهر يوضح فضائل شهر رجب ومكانته في ميزان الشرع    دوميط كامل: الدول المتقدمة تُقدّم حماية البيئة على المكاسب الاقتصادية مهما بلغت    الصحة توضح آليات التعامل مع المراكز الطبية الخاصة المخالفة    عصام الحضرى: مصر فى مجموعة صعبة.. والشناوى سيكون أساسيا أمام زيمبابوى    تامر النحاس: سعر حامد حمدان لن يقل عن 50 مليونا وصعب ديانج يروح بيراميدز    هاني البحيري: يد الله امتدت لتنقذ أمي من أزمتها الصحية    نجاح عملية معقدة لتشوه شديد بالعمود الفقرى بمستشفى جامعة كفر الشيخ    بدون تدخل جراحى.. استخراج 34 مسمارا من معدة مريضة بمستشفى كفر الشيخ العام    سلوكيات خاطئة تسبب الإصابة بالفشل الكلوي    الصحة توضح أسباب اعتداء الطلاب على زميلهم في أكتوبر    دعاء أول يوم في شهر رجب.. يزيد البركة والرزق    تعليم الغربية: عقد لجنة القيادات لتدريب 1000 معلم لقيادة المدارس كمديرين    برلمانية المؤتمر: تعديلات قانون الكهرباء خطوة ضرورية لحماية المرفق    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 21ديسمبر 2025 فى المنيا    بعد رؤية هلال رجب.. ما هو موعد شهر شعبان ؟    الإفتاء: الدعاء في أول ليلة من رجب مستحب ومرجو القبول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ناجح إبراهيم يتحدث ل «روزاليوسف»: لأول مرة فى التاريخ.. جماعة تكفر جيش مصر الذى هزم إسرائيل


حوار نسرين عبد الرحيم
دكتور ناجح إبراهيم.. أحد الإصوات الإسلامية المعتدلة، دائما هناك الجديد والجيد لديه ليقوله، وفى كل مرة تجرى معه «روزاليوسف» لقاء صحفيا، يفاجئنا بقراء ومتابعة ممتازة لمجريات الأحداث، ولولا أن الحوار تأجل قليلا لظروف ملف الحصاد الذى تعده الجريدة، لانفردنا من خلاله بمرتكب تفجير المنصورة وهم «أنصار بيت المقدس»، كذلك لأطلقنا مناشدة عبر الجريدة فى حواره معنا بالرجوع عن قرار إدراج «بنك الطعام» ضمن الجمعيات المجمدة أموالها الذى تداركه رئيس الجمهورية.
أكد دكتور ناجح إبراهيم عضو «شورى الجماعة الإسلامية»، أن الدستور فى جميع الأمم هو باب لتوحدها واجتماع شملها.. ولكنه أصبح بابًا من أبواب الصراع السياسي.. وسببًا من أسباب الاستقطاب الحاد فى مصر.. وأضاف خلال حواره مع «روزاليوسف» أنه من حسنات هذا الدستور إلغاء نسبة ال 50% للعمال والفلاحين، لأنها فقدت معناها وقيمتها الحقيقية.. كذلك إلغاء مجلس الشورى، لأنه بلا جدوى حقيقية.. ويكلف الدولة مليارات الجنيهات من دون أدنى عائد. كما أنه تحول فى السنوات الأخيرة إلى باب لرشوة من تريد الدولة أو الأحزاب رشوته.. ومن حسناته الاهتمام بالمعاقين حركيًا وذهنيًا وغيرهم من الفئات المهمشة، وأنه اهتم بذكر الصعيد والنوبة وسيناء لأول مرة.
وحول حادثة تفجير المنصورة أكد أن هناك فصيلين من الجماعات التكفيرية، هما «أنصار بيت المقدس» و«كتائب الفرقان»، مشيرًا إلى أن التفجير من خلال السيارات المفخخة هو أسلوب «جماعة بيت المقدس»، لافتا إلى أن تحرير بيت المقدس لن يحدث إلا من خلال حاكم «عادل»، وحول الكثير من الأحداث وعن رحلته الأخيرة لإندونيسيا كان الحوار..
■ فى البداية.. ما تعليقك على حادثة تفجير مديرية أمن المنصورة؟
تفجير مديرية أمن المنصورة هو نتاج عدة نقاط، فهناك فكر تكفيرى ينتشر فى سيناء، وهناك من يكفرون الجيش والشرطة والأحزاب السياسية جميعها والبرلمان، فضلا عن طوائف أخرى كثيرة من الأزهريين مثل: الأشاعرة، والتكفير يساوى التفجير، وهو مقدمة طبيعية له، فالتكفير قتل معنوى للمسلم بإخراجه عن دينه، ويعقبه عادة إن عاجلًا أم آجلًا التفجير أو القتل المادى، كما حدث مع على بن أبى طالب بعد تكفيره، فقتلوه، ولم ينظروا إلى جهاده وبذله وصحبته، وأنه الخليفه الرابع.. لم ينظروا إلى ذلك كله وقتلوه. وللأسف.. هذه المجموعات تكفر الجيش وتريد تدميره، لأنه العقبة الوحيدة أمامها والمتصدى الأقوى لها، وهذه المجموعات التكفيرية كانت تريد أن تجعل سيناء خالصةً لها، كما كانت «بيشاور» قبل ذلك بباكستان خالصةً لها قبل ذلك، والتكفير هو أسوأ.
والعجيب من هؤلاء التكفيريين، أنه كيف يكون هناك حكم يشمل 170 ألف جندى وضابط، دائمًا الحكم يخص فردًا, وليس هناك شىء اسمه «تعميم الأحكام أو العقاب»، فالقرآن عندما تحدث عن أهل الكتاب قال «ليسوا سواء»، ودائمًا يقول ومنهم كذا، فالإسلام عندما تحدث عن الخصوم لا يوجد به شىء اسمه «تعميم العقاب»، ثم.. ما مؤهلات هؤلاء ليحكموا على الناس بالكفر، الحركة الإسلامية حركة دعاة لا قضاة، فالداعيه مهمته هداية الخلائق وليس الحكم على الناس، فمهمة الحكم على الناس هى مهمة القضاء وليست مهمة الدعاة، فالداعية مهمته ترغيب الناس فى الإسلام، والله سبحانه وتعالى لن يسألهم «كفرتم كام واحد».
ثانيا.. كيف يكون العسكرى مؤمنًا فى نظرهم وهو لا يرتدى الميرى، ثم عندما يرتدى الميرى يُكفّر، الإيمان فى القلب لا يزول ولا يُحوّل بالملبس، فهم لا يعلمون أن العاصى لا يُكفّر، «المعصية تنقص الإيمان لكنها لا تنقضه»، والفرق بين أهل السنة والجماعة التكفيرية هى النقطة على الصاد.. «تنقص الإيمان» غير «تنقض الإيمان». والدليل على ذلك أيضًا، أن أحد الصحابة شرب الخمر 50 مرة، فأتى به إلى الرسول ص، فقال أحد الصحابة «اللهم العنه.. ما أكثر ما أتى به»، فقال «لا تلعنوه.. فإنه يحب الله ورسوله»، فأين حب الله ورسوله مع هذه المعاصى الكثيرة والمرأة المومس التى سقط الكلب بحذائها فغفر لها، وكذلك حافظ بن بلتعة، تجسس على الرسول صلي الله عليه وسلم، ورغم ذلك نهى الرسول عن قتله، فالمعصية تنقص الإيمان.
وبالنسبة للجيش المصرى، فهذه أول مرة فى تاريخ مصر القديم والحديث تأتى مجموعة لتكفر الجيش المصرى، لأن الرسول صلي الله عليه وسلم، قال «خير أجناد الأرض» على جيش مصرى، لأنهم هم الذين انتصروا على «التتار» فى «عين جالوت» و«حطين»، وفتحوا معظم شمال إفريقيا، والجيش سيظل المؤسسة القوية التى تحمى مصر من الانقسام، ولولا بقائه وتماسكه حتى الآن، لانقسمت مصر عدة أقسام كما حدث بالعراق بعد هدم الجيش العراقى وتسريحه، وكما حدث بليبيا بعد تسريح الجيش الليبى.. المسألة الثانية، هى أن هناك فرقًا بين الجيش المصرى وقادته، فلابد من إبعاد الصراع السياسى عن الجيش، وأن نقف معه ضد من يريد تفكيكه وتفجيره وقتل جنوده وزرع الألغام لهم، علينا أن نتذكر أن الإمام العز بن عبد السلام شيخ الإسلام العظيم، تحالف مع قطز وبيبرس والمماليك رغم بعض مظالمهم، لأنه رأى أنهم الأقدر على صد هجمة التتار، وقد صدق توقعه، وهزم قطز وبيبرس التتار فى عين جالوت، وقام بيبرس بعدها بإذلال التتار والصليبين معًا ودحرهم بعدها، شيخ الإسلام «ابن تيمية» كان يقول على المماليك رغم بعض مظالمهم «إنهم الطائفة المنصورة»، لأنهم كانوا الأقدر على هزيمة التتار، وقد تحالف «ابن تيمية» مع المماليك، لأنه وازن بين المصالح والمفاسد، ورأى أن المصلحة هى الأغلب فى دعمه للمماليك.
إذن.. فهناك مجموعتان مسلحتان تتبنيان العنف فى مصر، الأولى «أنصار بيت المقدس»، والثانية «الفرقان».
■ وما الفرق بينهما؟
هناك فرق فى طريقة العمل، ف«أنصار بيت المقدس» تستخدم السيارات المتفجرة، وهى أعلنت مسئوليتها عن تفجير جنوب سيناء وموكب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وتفجير مبنى المخابرات الحربية، وهى بالتأكيد التى قامت بتفجير مديرية أمن المنصورة بعيدا عن إعلانها ذلك أم لا. أما «كتائب الفرقان»، فتستخدم الأسلحة الآلية والأربيجيهات، و»أنصار بيت المقدس» تنظيم فلسطينى غزاوى أنشأ فرعًا فى مصر انضم إليه كثير من المصريين المسلحين، أما «كتائب الفرقان»، فهى تنظيم مصرى صميم، «أنصار المقدس» تسليحه وتنظيمه الأول من غزة، أما «الفرقان» فتلقت تدريبها فى سيناء ثم القاهرة. «الفرقان» قاموا بضرب السفينة الصينية فى المجرى الملاحى لتعطيل قناة السويس التى تعد الشريان الحيوى لمصر، وضربوا طبق الاتصالات الدولية بالمعادى، وضربوا كنيسة الوراق.
■ ومن المسئول عن ضرب كنيسة القديسين فى رأيك؟
بالتأكيد إحدى الكتيبتين، وليس هناك طرف أمنى كما ادّعى البعض ذلك.
■ وما دافع أنصار بيت المقدس لضرب جيش مصر وتدميره؟
أنصار بيت المقدس يرون أنه ليس هناك سبيل لتحرير بيت المقدس إلا بقتل الجنود المصريين، والغريب والعجيب أن «بيت المقدس» أمامهم، لو أنهم أرادوا تحريره، فبإمكانهم أن يذهبوا إليه، ولكن هم يرون أن تحريره عبر قتل الجيش المصرى العظيم.. الذى هزم اليهود، وهذا بالطبع خلل فى العقل، ف«ابن تيمية» تحالف مع المماليك رغم مظالمهم كما سبق أن ذكرنا، لأنه رأى أنهم الأقدر، ولن يوفق الله أحدًا لتحرير «بيت المقدس» إلا عندما يكون هناك رجل دولة عادل يوحد بين مصر والشام ولا يكفر المسلمين ولا يقتلهم، أما من يقتلون فلن يوفقهم الله لمثل هذا العمل العظيم.
■ ما إيجابيات الدستور الجديد؟
من حسنات هذا الدستور إلغاء نسبة ال 50% للعمال والفلاحين، لأنها فقدت معناها وقيمتها الحقيقية.. كما أنها ألغت مجلس الشورى لأنه بلا جدوى حقيقية.. ويكلف الدولة مليارات الجنيهات دون أدنى عائد، خصوصا أنه تحول فى السنوات الأخيرة إلى باب لرشوة من تريد الدولة أو الأحزاب رشوته.
ومن حسناته أيضا الاهتمام بالمعاقين حركيًا وذهنيًا وغيرهم من الفئات المهمشة، كما أنه اهتم بذكر الصعيد والنوبة وسيناء لأول مرة.
■ وما هى سلبياته؟
أسوأ ما فى دستور 2013 هو تكريس الصراع بين مؤسسة الرئاسة من جهة ورئاسة الحكومة من جهة أخرى ووزير الدفاع من جهة ثالثة.. فهو دستور ينظر إلى اللحظة الآنية دون سواها.
من سلبياته أيضًا أنه ترك البت فى وضع أهم مؤسستين حاكمتين فى مصر.. وهما مؤسسة التشريع «البرلمان» والمؤسسة التنفيذية العليا وهى «الرئاسة» ولم يحسم الامر.. فأيهما ستبدأ انتخاباته أولًا.. وكيف ستتم الانتخابات البرلمانية، «فردي» أم «قائمة».. كل ذلك سيتحدد بعد التصويت وليس قبله والمفروض العكس.
كذلك من سلبياته أيضًا تحجيم دور رئيس الجمهورية، فقد توزعت سلطاته الحقيقية، وأصبح رئيس الوزراء والبرلمان ووزير الدفاع أقوى بكثير من الرئيس.. وأضحى الرئيس لا يستطيع تنفيذ برنامجه الرئاسي.. وقد تأثر هذا الدستور بوضع مصر الحالى.. ولا يمكن للدساتير التى تؤطر وتقنن للمدى الاستراتيجى البعيد أن تكون أسيرة ظروف آنية وقتية.. خصوصا إذا كانت سلبية.
■ هل نواجه مشكلة فى كتابة الدساتير فى مصر؟
الدستور فى جميع الأمم هو باب لتوحدها واجتماع شملها.. ولكنه أصبح بابًا من أبواب الصراع السياسي.. وسببًا من أسباب الاستقطاب الحاد.. وكلما قام فصيل سياسى مصرى بكتابة الدستور أقصى الفصائل الأخرى.. وحين التصويت يوافق عليه الأنصار حتى دون قراءته ويرفضه الخصوم أيضًا حتى دون قراءته.. فكل منهما يكيد الآخر ويعرقله.. ناسين أنهم جميعا يعرقلون الوطن.
الدساتير فى كل أمة يكتبها الممثلون عن الأمة والمختصون فى هذا الشأن للأمة كلها من دون استثناء.. ولكن فى مصرنا المضحكة المبكية يكتب الدستور دائمًا المنتصر سياسيا، ليكرس سلطته وانتصاره.. ويدعم القوى والمؤسسات التى تتحالف معه من دون سواها.. إنه يكتب الدستور لنفسه وأعوانه فحسب.
■ ما الذى استوقفك فى الدساتير الثلاثة التى كتبت بعد ثورة 25 يناير؟
أنه فى مصر المضحكة المبكية يذهب الشعب المصرى للاستفتاء 3 مرات فى أقل من 3 سنوات على ثلاثة دساتير متناقضة ومتباينة.. ويزعم صانعو كل دستور منهم أنه أعظم دستور فى تاريخ مصر.. ويقسم على ذلك بأغلظ الإيمان.. وجميعهم حصل وسيحصل على أغلبية ساحقة.. والشعب يوافق فى كل مرة على الدستور رغم علله.. طلبا للاستقرار ورغبة فى عودة منظومة الدولة إلى العمل.. وفى كل مرة لا يعود الاستقرار نظرًا للاستقطاب السياسى الحاد الذى ضرب مصر كلها.
■ وما رأيك من موقف السلفيين الآن وتنظيمهم مؤتمرًا لتأييد الدستور؟
أرى أن السلفيين عبروا عن رأيهم السياسى وهم لهم مطلق الحرية مثلهم مثل أى فصيل فى التعبير عن رأيهم وليس من حق أحد الحجر على آرائهم أو انتقادهم لمجرد أنهم عبروا عن رأيهم، فرغبتهم فى تأييد الدستور تنبع من اقتناعهم به، وهم أثبتوا انهم على قدر عالٍ من الذكاء والحكمة طوال الفترة الماضية.
■ سافرت إلى إندونيسيا لتحاضر.. فهل هناك حضور لمصر فيها؟
لولا الأزهر الشريف ما كان هناك أى حضور لمصر فى الوقت الحالى فى إندونيسيا.. فمصر غائبة الآن، وطوال عهد مبارك كانت مصر غائبة تماما عن إندونيسيا.. رغم أن جميع الإندونيسيين هناك ذكرونى أن مصر «جمال عبد الناصر» هى أول دولة اعترفت باستقلال إندونيسيا.. وأن الرئيس عبد الناصر حضر مؤتمر عدم الانحياز فى باندونج.. وأن الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله طلب من الحكومة الإندونيسية إطلاق اسم الأزهر على أكبر مساجد إندونيسيا.. فتمت الاستجابة له فورًا.
كما أن الشيخ «بويا حمكة» العالم الإندونيسى الذى تخرج وحصل على دراساته العليا فى الأزهر الشريف، أطلق على تفسيره للقرآن اسم «تفسير الأزهر الشريف».. وهو أهم كتاب للتفسير باللغة الإندونيسية ويقع فى خمسة عشر مجلدًا.
وجميع الذين ترجموا للمحاضرات التى ألقيناها والمناقشات خلال الندوات، هم من الحاصلين على الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر.. وهم الذين رافقونا فى جميع جولاتنا الدعوية.
والقناعة التى خلصت إليها خلال هذه الرحلة الثرية، أنه لولا جامعة الأزهر، ما عرفت إندونيسيا اللغة العربية.. وأنه لولا الأزهر وعبد الناصر والشيخ عبد الباسط عبد الصمد ما ارتبطت إندونيسيا بمصر.
■ ما أهم ما شاهدته فى إندونيسيا؟
لاحظت أمرًا عجيبًا فى هذا البلد.. فجميع الوجوه لا تفارقها البسمة، والبساطة هى الأصل فى كل شيء.. حتى رئيس الجامعة وعميد الكلية وأساتذة الكلية، يرتدون ملابس بسيطة جداً لا يقبل أى شاب فقير عندنا أن يرتديها.. إنه التواضع مقابل الفرعونية المقيتة لدى أكثرنا.
المسلم العادى فى إندونيسيا متدين بالفطرة، ومن دون أدلجة أو تحزب أو انتماءات حزبية أو سياسية.. إنه إيمان العوام الذى تمنى أن يموت عليه حجة الإسلام «أبو حامد الغزالى»، حينما قال «يا ليتنى أموت على ما ماتت عليه عجائز نيسابور».
فالفلاح الإندونيسى البسيط من فرط ولعه بأداء فريضة الحج، ينوى وهو يبذر أرضه الذهاب إلى الحج من عائد زراعته.. وكل أمنية الإندونيسى فى الحياة كما يقول الذهاب إلى مدينة رسول الله «ص».. وهو يظل سنوات طويلة يدخر من وقته رغم فقره لتحقيق هذه الأمنية.. لأن تكلفة الحج غالية جدًا.. فالمسافة من إندونيسيا إلى مكة المكرمة قد تستغرق أكثر من عشر ساعات بالطائرة وتكلفه كثيرًا. هذا العام البسيط الإندونيسى لا يعرف الأحقاد ولا الضغائن ولا التحزب ولا السياسة بطبعه.. فهو فى جزر بعيدة عن العاصمة، وأقرب هذه الجزر إليها تبعد عنها ثمانى ساعات بالقطار السريع.
ما أحوجنا فى مصر لإسلام العوام.. وما أحوج الحركة الإسلامية أن تعود إلى هذا الإسلام الفطري، ليعيش كل منا مخموم القلب كوصف الرسول (ص) للقلب الذى لا يحمل غلًا ولا حقدًا ولا ضغينة لأحد.
■ ما تقييمك للقبض على رئيس الوزراء الأسبق هشام قنديل؟
القبض على د. هشام قنديل يعد خطأ سياسيًا فادحًا.. إذ إنه يجعل المتشددين هم الذين يديرون الساحة ويسرحون فيها ويمرحون كما يشاءون.. لابد أن نترك العقلاء والحكماء أمثال د. هشام قنديل ليكونوا وسطاء فى أى مصالحة سياسية لابد أن مصر ستحتاج إليها إن عاجلًا أو آجلا.. ويلحق بذلك القبض على المستشار الخضيرى، وكذلك ملاحقة بعض كبار القضاة أمثال الأخوين مكى.. ومحاولة إحالة بعض كبار القضاة مثل المستشار ناجى دربالة إلى الصلاحية. وأقول «يا قوم دَعوا للصلح مَوْطِنًا.. ولا تقطعوا كل الجسور.. ولا تبصقوا فى الآبار، فقد تحتاجون أن تشربوا منها».

ولنتعلم من معاوية بن أبى سفيان الذى كان يقول «لو كانت بينى وبين الناس شعرة»، «أى الخصوم» ما قطعتها.. إن شدوها أرخيتها وإن أرخوها شددتها».. يا قوم تعلموا منه ولا تقطعوا شعرة معاوية.
■ وماذا عن حرق ممتلكات الإخوان فى المحلة ودمياط؟
حرق ممتلكات الإخوان فى المحلة ودمياط جاء ردًا على الذين قتلوا من هذه البلاد فى تفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية، الذى يعد من الظلم الذى نهت عنه شريعة الإسلام الغراء.. فكل إنسان مسئول عن نفسه شرعًا وقانونًا.. ولا يجوز تعميم الأحكام ولا تعميم العقاب كما سبق أن أوضحنا.. وقد جاء الإسلام بشخصية العقوبة قبل القانون الوضعى ب14 قرنًا.. وذلك فى قوله تعالى «أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.. وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى».
■ وما تعليقك على تجميد أموال الجمعيات الخيرية وعلى رأسها الجمعية الشرعية؟
هذا أسوأ قرار صدر فى مصر منذ مائة عام، ولم يتخذه نظام حسنى مبارك الذى كنا نصفه بالعنف والجور، وهذا القرار سيضر الإنسان المصرى الفقير البسيط، وسيشرد الأيتام، فالجمعية الشرعية وحدها ترعى قرابة ثلاثة أرباع المليون طفل يتيم، فمن يراعى هؤلاء الأيتام ولديها أكثر من عشرة آلاف حضانة للأطفال المشردين الفقراء، فمن سيرعى هؤلاء، خصوصا أن هناك ترديًا فى الخدمة فى المستشفيات الحكومية ومبالغة فى أسعار المستشفيات الخاصة.
أما بنك الطعام، فهو مشروع رائد وعظيم وإذا كان هناك خطأ قد حدث من بعض موظفى البنك فى أثناء اعتصام رابعة، فلا ينبغى حرمان الآلاف من خير هذا البنك من أجل تعاطف بعض الموظفين مع اعتصام رابعة، هذا القرار ينبغى الرجوع عنه سريعا رعاية لأبناء الشعب المصرى الفقير، فهذا القرار أثار ضجة ضد الحكومة ولم يكن فى صالحها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.