رصد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في أول تقرير معلوماتي له بعد أحداث ثورة 25 يناير أبرز العوامل التي أدت إلي اندلاع الثورة والتي كانت بدايتها تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين والتي تمثلت في ارتفاع مستويات الأسعار بشكل مبالغ فيه. أكد التقرير أن الممارسات القمعية لجهاز الشرطة ضد المواطنين والتي تعددت في السنوات الأخيرة وكان من أبرزها وفاة الشاب خالد سعيد بسبب تعذيبه علي يد الشرطة وكذلك انتشار الفساد الإداري والسياسي بجميع أشكاله في معظم المصالح والهيئات الحكومية، وسوء استخدام موارد الدولة من قبل بعض موظفيها لتحقيق المصالح الشخصية، واستغلال نفوذ بعض المسئولين لإبرام صفقات غير مشروعة الأمر الذي أدي إلي إهدار المال العام والاختلاس وسلب حقوق المواطنين وإضاعة ثروات البلاد من أراض وممتلكات عامة من أبرز الأسباب. ورصد التقرير أن أهم المكتسبات السياسية للثورة كان القضاء علي سيناريو توريث الحكم، وتخلي الرئيس مبارك عن منصب رئيس الجمهورية وحل مجلسي الشعب والشوري وتعطيل العمل بالدستور، وفتح ملفات الفساد والتي كان من أهم مطالب الثوار ومحاسبة من قاموا بإهدار المال العام وتهريب ثروات مصر للخارج ومحاسبة كل من قاموا بانتهاكات وأعمال تعذيب ضد المواطنين. وأكد التقرير أن إجمالي الخسائر في قطاع التشييد بلغ 762.3 مليون جنيه بنسبة 0.9% من إجمالي قيمة الأعمال المنفذة علي مستوي الجمهورية خلال نفس الفترة، حيث بلغت الطاقة العاطلة في هذا القطاع نحو 90% تحققت أعلي نسبة خسائر في إقليمالقاهرة الكبري بنسبة 66.5%. أما عن قطاع خدمات الاتصالات والإنترنت فبلغ خسائره 90 مليون دولار وفقا لتقدير منظمة التعاون الدولي. وقدر التقرير عدد السائحين الذين غادروا مصر في الأسبوع الأخير من شهر يناير 210 آلاف سائح مما أدي إلي انخفاض الإنفاق السياحي 178 مليون دولار. كما ألغيت حجوزات شهر فبراير مما أدي إلي خسائر قدرت ب 825 مليون دولار خلال هذا الشهر، كذلك شهدت نسبة الإشغال في الفنادق انخفاض تراوح بين صفر و16.3% مقابل 78% خلال الأسبوع الأول من شهر يناير. وأشار التقرير إلي انخفاض عدد رحلات الطيران سواء المنتظمة أو غير المنتظمة لشركة مصر للطيران وإكسبريس بمعدل 73% خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير. وأكد التقرير أن قطاع الصادرات انخفض 20 مليون دولار، كما ارتفعت قيمة الواردات المصرية من الخارج 4.9 مليار دولار مضيفا إلي انخفاض عائدات قناة السويس لتصل إلي 96 مليون دولار فقط. وأشار التقرير إلي ارتفاع معدل التضخم خلال شهر يناير ليبلغ 10.8%، كما انخفضت قيمة الجنية مقابل الدولار ليصل إلي 5.935 جنيه للدولار. إلا أنه وبالرغم من كل هذه الخسائر إلا أن نظرة العالم للشعب المصري قد اختلفت كما رصدها التقرير حيث قال باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدة «لقد ألهمنا المصريون، وقد فعلوا ذلك بإسقاط الفكرة القاتلة بأن نيل العدالة يتم علي نحو أفضل عن طريق العنف لأنه في مصر كانت القوة المعنوية الخلقية السلمية وليس الإرهاب أو القتل الطائش وكذلك لقد تأثر الأمريكيون بثورة الشباب في ميدان التحرير وغيرها من محافظات مصر ونحن نريد أن نربي أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر. وكذلك مشهد «سيليفو برلسكوني» رئيس وزراء إيطاليا قائلا:«لا جديد في مصر فقد صنع المصريون التاريخ كالعادة»، وأكد «ديفيد كاميرون» رئيس وزراء بريطانيا علي وجوب تدريس الثورة المصرية في المدارس.